لماذا نغمض أعيننا عند محاولة تذكر أمر ما؟
وكالات / عند التفكير العميق أو محاولة تذكر أمر ما، فإن الدماغ يتطلب قدرًا كبيرًا من الجهد لاسترجاع معلومة تبحث عنها في ثنايا الذكريات في دماغك.
وحيث أن إمكانية العثور على هذه المعلومة أمرٌ صعبٌ للغاية أثناء انشغالك بالنظر إلى العالم الخارجي وإبقاء عينيك مفتوحتين.
حيث أن استقبال الدماغ لمعلومات بصرية من العينين يعمل على جعل مناطق معينة فيه مسؤولة عن الذكريات تنشغل في ترجمة تلك المعلومات البصرية وتخزينها.
لهذا، يجد الدماغ صعوبةً كبيرة في إيجاد ما ترغب بالعثور عليه وأنت على اتصال بصري مع العالم الخارجي، فتقوم تلقائيًا ودون أن تشعر أحيانًا بإغلاق العينين للانفصال عن الخارج.
أو تقوم بالنظر إلى الفراغ في السقف أو السماء، ذلك لأن التفاصيل في سقف الغرفة أو السماء عادةً ما تكون قليلة ولا تُثير الانتباه، ما يُقلل من كمية المعلومات البصرية الواردة إلى الدماغ ويجعل مساحة كبيرة من خلاياه متفرغة للعمل على المهمة الحالية، وهي العثور على معلومة تبحث عنها في ذاكرتك، أو التركيز على حل مسألة ما.
في هذا المجال، طرح كلٌ من “غراهام هيتش، وألان باديلي، وأنيليس فريديفلت ورقة بحثية عنوانها: الذاكرة والإدراك، وذلك في عام 2011 الماضي.
في هذه الدراسة، قام العلماء بجعل أشخاص في أربعة مجموعات يُشاهدون مقطع فيديو مدة 8 دقائق لشخصية تتعرض للإصابة، ثم عالج جرحه ثم انخرط في القتال. وبعد 5 دقائق من مشاهدة الفيلم تم توجيه عدة أسئلة للناس حول ما سمعوه ورأوه.
كل مجموعة أجابت على الأسئلة بطريقة مختلفة. الأولى أثناء النظر إلى شاشة حاسوب فارغة، والثانية أثناء إغلاق أعينهم، والثالثة أثناء مشاهدة شاشة تعرض صورًا ليس لها معنى، والرابعة خلال سماع كلمات من لغة غير مفهومة.
وكانت المجموعتين الأولى والثانية هما من أجابتا على معظم الأسئلة بشكل صحيح، أما الثالثة والرابعة، واللتين شهدتا تشتيتًا للبصر أو السمع خلال سماء الأسئلة، لم تكن إجابتهم بتلك الدقة. وكانت المجموعة التي سمعت أصواتًا خلال سماع الأسئلة الأسوأ على الإطلاق.
هذه الدراسة خلصت في النهاية إلى أن التشتيت البصري عبر عرض تفاصيل بصرية مختلفة أمام العين يُقلل من تركيز الدماغ في استرجاع وتذكر تفاصيل بصرية، في حين أن التشتيت السمعي يُقلل من إمكانية تذكر تفاصيل سمعية.
لذلك، في المرة المقبلة التي تحاول فيها تذكر شيء مهم، أغمض عينيك وقلل من الإلهاء.