صور: الشاب مطر.. بمجسماته الورقية يحارب شبح البطالة
غزة / ولاء أبو شريفة / خاص سوا / ببضعة أوراق ، استطاع الفلسطيني محمد عصام مطر, 20 عاما، أن يصنع أجمل المجسمات الورقية.
يعيش محمد عالمه الخاص في منزله الكائن في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ويبدأ في تصفيف الأوراق لصناعة مجسمات ورقية.
تعرف المجسمات الورقية الجمالية التي ينتجها محمد بالفن (الأوريجامي) ، وتعود أصول الفن الاوريجامي الى الثقافة اليابانية ، ويقصد به تحويل ورقة مسطحة ومربعة إلى الشكل النهائي من خلال تقنيات النحت و الطي.
ورث محمد موهبة صناعة المجسمات عندما كان بعمر 15 عاما ، حيث شاهد ابنة عمه "رحاب مطر" وهي تنتج احدى المجسمات الورقية للجامعة.
يقول محمد : " بعد مشاهدتي ابنة عمي وهي تصنع المجسمات ، أعجبت بالفكرة وطلبت منها مساعدتي على تعلمها، وبدأت بتطبيقها ، وصنعت أول مجسم ورقي تجريبي ، وكان عبارة عن مجسم بطة ، واستخدمت في ذلك الوقت أوراق الكتب المدرسية للسنوات السابقة وفلين ودهان "بوية " وسجاد.
تابع محمد :" بعد اتقاني للفكرة بدأت بشراء الورق الابيض وبدأت أصنع المجسمات في أوقات الفراغ، وصنعت العديد من المجسمات للمنزل.
وعن المراحل التي يخرج بها مجسم جميل ، يقول محمد : " أبدأ بجمع أوراق الدفاتر او أقوم بشراء الاوراق اللازمة ، وبعد ذلك أقوم بطيها على شكل مثلث وأقوم بتصفيفها حسب الشكل المطلوب ، ومن ثم أثبتها بقاعدة من الفلين وبالنهاية أقوم برشها بالدهان المناسب".
وأوضح : " انتجت الكثير من المجسمات لأصدقائي وللعائلة كان منها مجسم الطاووس ، القطة ، السلة ، الفاظه ، البطة، وكان الجميع يبدي اعجابه بتصميماتي .
يبدأ محمد في صناعة المجسمات مساءا ، كونه يحتاج الى الكثير من الهدوء والتركيز ، ويستغرق يومين على الأقل لإنتاج مجسم واحد.
وفي ظل انعدام فرص العمل في قطاع غزة ، وتزايد أعداد البطالة ، يأمل محمد أن ينشئ مشروع خاص يصنع من خلاله مجسمات ويعرضها للبيع بأسعار رمزية.
وشهد عام الماضي ارتفاعاً في معدلات البطالة ، وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني فإن معدل البطالة في قطاع غزة قد بلغ 43.2% في الربع الثالث من عام 2016 وتجاوز عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 218 ألف شخص، وبحسب البنك الدولي فإن معدلات البطالة في قطاع غزة تعتبر الأعلى عالميا، وارتفعت معدلات البطالة بين فئة الشباب والخريجين في قطاع غزة لتتجاوز 50%.
توجه محمد بالشكر الجزيل لعائلته التي احتضنت موهبته ووفرت له كل الأجواء المناسبة ليواصل طريق النجاح ، كما شكر اخته أنوار التي تساعده في تصفيف الأوراق عند البدء في صناعة المجسم.
وشكر جميع اصدقاؤه لتشجيعه المتواصل له، وخص بالشكر الصديق سلمان شعت على مساعدته له بتوفير بعض الامكانيات الازمة لصناعة المجسمات.
بمجسماته البسيطة ورغبته في التميز والنجاح، استطاع محمد ان يقهر البطالة والظروف السيئة التي يعيشها شباب القطاع وأن يبدأ بتنفيذ الخطوات الأولى من أجل الحصول على مستقبل مشرق.