غزة كطفلة سجينة في مستودع قديم تُركت ككتاب أكله غبار السنين، فأصبحت شاحبة اللون ضئيلة الجسد.

هكذا اختزل الفنان الشاب اليافع المفعم بالحيوية والطاقة الكامنة محمد مسلم كلماته، ويحمل في عقله وقلبه الكثير من الأحلام، بدأ محمد مشاوره الفني منذ اربع سنوات، كانت اولى اغانيه (بكفي )، قال مسلم ربما لا استطيع ان اسميها بالفنية لان هدفي ليس الغناء او الشهرة بقدر توصيل رسالة. في البداية كان اطلاق اغنية في ذلك الوقت شبه مستحيل، نظرا لظروف السياسية و الاقتصادية فالعمل يتطلب جرأة و بعض المال ، وهو كباقي شباب المخيم ينقصهم المال، محمد كان يملك مكان صغير يشبه المقهى يصنع القهوة ويبيع السجائر.

 اخذ مسلم منحى اخر للتعبير عن فنه، ووجد صعوبات كثيرة في اقناع المخيم والمجتمع، خاصة وان الخوف يسيطر على الشباب، و لا يملكون جرأة التعبير والبوح بحرية دون خوف او رقيب ذاتي.

 في البداية كان الامر صعباً على مسلم اقناع أمه فهي لا تزال تحتفظ بزمن الفن الجميل ومزاجها لا يسعفها الاستماع لما كتبه،  ولا تريدني أن أعكر مزاج و لحن روحها.

بعد اطلاق الاغنية كان للحكومة موقف مختلف عن روح امه المؤمنة بالفن الجميل وتم استدعاء مغني الراب مسلم الى مركز الشرطة، قال : تفاجأت اني هناك بتهمته اخرى، انت بترفع سكينة الكهرب.  وهذا منافي للقانون والقيم. ابتسم وقال اعرف انك متعجب لكن ليس باليد حيلة، هذا ما استطيع فعله للمخيم، اما ان أكتب واغني، او ارفع سكينة الكهرب عشان ادفي الناس.

أه انسيت اقلك لا تحاول ان تتخيل عدد لطمات الكفوف التى وجهت لي.

بداخله تحدي لا يوصف كمية كي يستطيع اطلاق كليبه الأخير فهو من يكتب ويلحن ويسجل ويصور في يومين، ومساعديه من شباب المخيم، وجاءت هذه الاغنية بمناسبة الوقفة الاحتجاجية التي نظمها شباب ورجال المخيم استنكارا لأزمة الكهرباء وتفاقمها والوضع البائس في قطاع غزة وشبه المظلم.

 سنخرج غدا من قلب المخيم وسنقول :

الذل طعمو مر ,ما بطيقو الحر

خمسة ستة ,بنعدو علي الأصابع

كلامهم طالع بفش الغل

2  مليون, ما إلهم لزووم, وين الحلم

إجتاحك الهم, قوم طالب بحقك ...

كيف بدي أحرر بلدي, و مطلب أساسي

بموت 20 ساعة قطعت كهرب, و 4 ساعات مهموم

شكيتو بإنتمائي لإني حكيت ما بدوم #الظلم

يا أخي سيبو الكراسي ,في الشبك ولا Goal !!

بهذه الكلمات عبر مسلم عن غضبه و سخريته من الواقع الذي نعيشه، وسنكون اينما يكون الظلم، سنكون اينما يكون الأمر متعلق بأرواح الناس، المخيم شرارة الانتفاضة، وشرارة الثورة، وسنقول الكثير بإذن الله.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد