توقعات إسرائيلية بتجدد العمليات الفلسطينية

جنود إسرائيليون يشيعون أحد قتلى عملية الدعس

القدس /سوا/ قال الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور إن عملية القدس الأخيرة جاءت بسبب توفر عوامل عدة، أهمها المفاجأة من قبل منفذها، وعدم تدرب الجنود على مواجهتها، رغم أن مثل هذه العمليات كانت متوقعة، مع أنها لم تكن بحاجة إلى بنية تنظيمية خطيرة.

وأشار ليمور إلى أن إسرائيل عرفت سابقا العديد من عمليات الدعس بالسيارات مما يتطلب إجراء فحوص أمنية حول طالبي الحصول على رخص قيادة، خاصة إنْ كانت لديهم سيرة ذاتية أمنية معادية، مع أن مثل هذه الفحوص الأمنية قد لا تحبط أي هجمات فلسطينية قادمة، فمن ينفذها قد يتخذ القرار خلال لحظات، مما يتطلب رفع مستوى التعزيزات الأمنية على الأرض.
 
وحول انتماء منفذ العملية لتنظيم "داعش"، قال إن هذا ليس دقيقا، فالتنظيم ليس له عناصر في القدس ويفتقر للقدرات العملياتية فيها، ومن نفذ العملية مهاجم واحد ومسلح بشاحنة ويحمل كراهية لليهود، ونوى في نفسه تنفيذ هجوم فتاك ونجح في ذلك، مما سيشكل لإسرائيل في المستقبل تحديا أمنيا جادا.
 
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت، كتب الخبير العسكري رون بن يشاي أن عملية القدس يمكن اعتبارها ضمن ما يسميها الفلسطينيون المقاومة الشعبية، مشيرا إلى ثلاثة مؤشرات تساعد في فهم توقيت العملية وطريقتها.

وأضاف أن أول هذه المؤشرات أن الأسبوع الأخير شهد حملة فلسطينية واسعة ضد توجهات الإدارة الأميركية القادمة برئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترمب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتحدث  جميع خطباء المساجد الفلسطينيين يوم الجمعة الأخيرة عن خطورة مثل هذه الخطوة، وفقا لما أورده الجزيرة نت نقلا عن الصحيفة.

والمؤشر الثاني هو أن عملية الدعس تقليد لنماذج عرفتها مدن أوروبية مثل برلين في ألمانيا ونيس في فرنسا، واستخدام مثل هذه الشاحنة في هذا الهجوم الفتاك لا يحتاج كثير إعداد.
 
أما ثالث المؤشرات فإن منطقة العملية مكتظة دائما بالسياح، مما كان يتطلب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن تأخذها بعين الاعتبار للحؤول دون وقوع عمليات قادمة.
 
وفي موقع ويللا الإخباري قال الخبير في الشؤون العربية آفي يسسخاروف إن عملية القدس تثبت للإسرائيليين أن الهدوء المريب الذي ساد في الشهور الأخيرة لم يكن كفيلا بردع منفذي الهجمات، رغم الانخفاض الواضح في عددها.

وأضاف أن الأسباب التي دفعت لاندلاع "انتفاضة الوحيدين" في أكتوبر/تشرين الأول 2015 ما زالت قائمة، ومقتل الجنود الأربعة في عملية القدس يجعلها مرشحة للتقليد في هجمات جديدة، وقد يحاول فلسطينيون آخرون القيام بعمليات دعس في الأيام القادمة.

وخلص إلى القول: ما زال غياب الأفق السياسي، والإحباط الفلسطيني من السلطة الفلسطينية، والغضب تجاه إسرائيل، والتحريض الحاصل في شبكات التواصل الاجتماعي، حوافز لتنفيذ المزيد من الهجمات.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد