بغداد تتخلى عن السقف الزمني لتحرير الموصل

فرار المدنيين من مناطق القتال

بغداد / وكالات / بعد ثمانين يوماً من المعارك، بدت فكرة تخلي بغداد عن تحديد سقف زمني جديد لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بمثابة إحدى الفقرات الرئيسة في الخطة العسكرية الجديدة والرابعة من نوعها منذ انطلاق هذه المعركة، إذ أكد مسؤولون عراقيون في بغداد أن الحكومة والقادة العراقيين في الجيش على حد سواء مع عدم تحديد مواعيد أو سقوف زمنية جديدة لتحرير المدينة بعد تعذر الموعد الأول والثاني اللذين حددتهما الحكومة. فيما تفيد آخر معطيات المعارك الدائرة، أن القوات العراقية نجحت بعد 80 يوماً من القتال، بتحرير 21 في المائة من إجمالي مساحة الموصل.


وكانت حكومة حيدر العبادي قد أعلنت عن السقف الزمني الأول لتحرير الموصل في السادس والعشرين من الشهر الماضي، قبل أن تعلن عن موعد جديد لتحرير الساحل الأيسر فقط من المدينة قبل الأول من الشهر الحالي، إلا أن ذلك ما لم يحدث. 


وأبلغ عميد في الجيش العراقي "العربي الجديد"، أن "فكرة تحديد مواعيد وسقوف زمنية غير مجدية، وتُعتبر مخاطرة بحياة الجنود والمدنيين المتواجدين أيضاً، كما أن الأميركيين لم يعودوا يضغطون كما كان قبل الانتخابات الأميركية على بغداد لتسريع وتيرة الهجمات". وأضاف العميد الذي يشرف على قيادة المحور الجنوبي الشرقي من الموصل، أن "الخطة الجديدة قائمة على قضم الأحياء والأراضي بشكل تدريجي، وتعززت تلك الخطة مع تقارير أميركية تؤكد انخفاض عديد عناصر تنظيم داعش من 6 آلاف إلى أقل من 3500 مقاتل، ما يعني أنهم يتعرضون لاستنزاف كبير خلال المعارك". وأكد الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "القرار النهائي هو عدم تحديد سقف جديد لنهاية معركة التحرير وهو الأفضل حالياً في ظل تغييرات يومية تطرأ على محاور القتال كل يوم".


في غضون ذلك، شهد الوضع الميداني في مدينة الموصل، يوم أمس الثلاثاء، مواصلة القوات العراقية المشتركة هجومها من ثلاثة محاور بإسناد جوي وبري من قوات التحالف الدولي، إذ استمرت الطائرات الأميركية والفرنسية في التحليق في سماء المدينة، بينما قامت المدفعية الأميركية والعراقية بقصف مكثف على الأحياء الوسطى والجنوبية وبعض الأحياء الشرقية.


ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية، فإنه تم تحقيق تقدّم جيد في المحورين الشرقي والجنوبي، على عكس المحور الشمالي الذي لم يتحقق فيه أي تقدّم ملحوظ بسبب كثافة العمليات الانتحارية التي نفذها "داعش" في تلك المنطقة. وأفاد بيان للجيش العراقي أنه تم إكمال السيطرة على حي الكرامة ومبنى شركة مرسيدس وأجزاء كبيرة من الحي الصناعي في الساحل الأيسر عبر المحور الشرقي. إلا أن مصادر عسكرية أخرى أكدت لـ"العربي الجديد" استمرار الاشتباكات ومعارك الكر والفر ضد عناصر تنظيم "داعش" في مناطق أعلنت القوات العراقية سيطرتها عليها سابقاً في أحياء الميثاق والكرامة و القدس والقادسية الثانية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد