حرب شوارع تجتاح الموصل
الموصل/سوا/ تخوض القوات العراقية حرب شوارع موحلة ضد الجهاديين في جنوب شرق الموصل بمواجهة الانتحاريين أرضا وطائرات من دون طيار تلقي متفجرات.
وقوات بغداد متفوقة عسكريا من حيث القوة النارية والعديد في الموصل، لكن بإمكان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) نصب الكمائن ووضع القنابل في المدينة ومحاولة جعل المعركة بطيئة ومكلفة بأكبر شكل ممكن.
وخلال أكثر من شهرين على بدء عملية السيطرة على المدينة، استعادت القوات العراقية جزءا كبيرا من شرق الموصل، لكن التنظيم المتطرف لا يزال يسيطر على بعض الأحياء، وكذلك على الجانب الغربي بكامله.
في جنوب شرق الموصل، دفع انفجار صغير وراء خط الجبهة بأحد عناصر فرقة الرد السريع من وحدات النخبة إلى الارتماء على الأرض الموحلة وإصابته بشظايا في الساقين.
وسرعان ما صوب عناصر الأمن بنادقهم ورشاشاتهم إلى السماء، وأطلقوا وابلا من الرصاص على طائرة من دون طيار صغيرة بيضاء أسقطت عبوة ناسفة على ما يبدو.
ويقول قائد الفوج في فرقة الرد السريع، المقدم هشام عبد الكاظم، إن الجهاديين "يطلقون طائرة للمراقبة تحمل متفجرة أو قنبلة يدوية". ويضيف "تقوم بإسقاط ما تحمله لدى مشاهدة الجنود".
وتملك الفرقة طائرات بدون طيار خاصة بها يتم إرسالها بشكل دوري لاستكشاف الطريق أمام الجنود.
تهديد أكثر خطورة
أما على الأرض، فهناك تهديد أكثر خطورة بكثير مع رصد انتحاري يقود سيارة مفخخة ويتجه نحو القوات العراقية.
ويسارع عناصر قوات الأمن للاحتماء وراء حاجز ترابي في حين تستعد همفي مزودة بصاروخ مضاد للدبابات لإطلاق النار.
ويوضح عبد الكاظم إن "سيارة مفخخة حاولت الاقتراب. قمنا بسحب العناصر التي تغطي الجبهة بحيث أصبح بإمكان صاروخ كورنيت التعامل معها".
لكن الانتحاري على ما يبدو انسحب، ولم يتم تشغيل الصاروخ.
والساتر الترابي الذي يغطي قوات الأمن يشكل جزءا من استراتيجية تقسيم ثم تمشيط منطقة ما أثناء تقدمها.
ويتابع الضابط "نقسم المنطقة إلى مربعات" ثم يقومون بتمشيط منازل ووضع قناصة في المكان وأسلحة للتعامل مع السيارات المفخخة والمضي قدما.
وتسير جرافة مموهة بالأزرق والرمادي ببطء في الوحل الذي يكسو الشارع بعد الأمطار الأخيرة، ثم تقوم بتجميع كميات من التراب حتى يتم قطع الشارع، ما يشكل حماية للقوات من الانتحاريين الذين يجوبون المدينة.
ولدى انتهاء القوات من تمشيط المنطقة، تشق الجرافة طريقها من خلال الجدار الترابي وتتحرك إلى مسافة أبعد في الشارع لتقيم ساترا جديدا، وهكذا يتم تكرار العملية.
ويؤدي ذلك إلى إبطاء العملية الجارية، لكنه يوفر مزيدا من الأمن.
وتدعم الضربات التي تقودها الولايات المتحدة والطيران العراقي القوات في الموصل، فضلا عن القصف المدفعي.
وطوال اليوم، تعبر صواريخ سماء الموصل ويتصاعد الغبار عندما تنفجر.
ووضعت ثلاثة من الصواريخ في الجزء الخلفي من شاحنة في اتجاه أهدافها. ويضع أفراد الأمن صواعق في طرف الصاروخ وأسلاكا في طرفه الآخر لإطلاقه.
وابتعد الناس عن المنطقة المحيطة بالشاحنة، وبدأت الهواتف المحمولة التسجيل فأطلقت الصواريخ التي اختفت وراء أسطح المنازل مع ذيل من اللهب.
ويقول جاسم عباس الذي ساعد في إعداد الصاروخ للإطلاق "كلما وجد تجمع للعصابات الإرهابية، نتلقى معلومات عنهم. ثم نقوم بقصفهم وفقا للإحداثيات".