كيف يرى سكان غزة 2017؟
غزة / نفين حلاوة / خاص سوا/ في قارب صغير نُسي وسط المحيط الواسع يعيش سكان قطاع غزة، وحدها الرياح من تتحكم بسيره واتجاهه، بعد أن فقد المواطن المجداف من يده في قاعه المُظلم، هكذا وصف الشاب هاشم محمد حال المدينة المحاصرة.
ويمتنع الشاب هاشم عن استكمال تعليمه والمشاركة في برامج التدريب أو حتى البحث عن فرصة عمل؛ لأنه ينتظر اللحظة التي يهاجر فيها من قطاع غزة، معبراً عن يأسه بقوله : "لن أعود لها ابدا".
"عام جديد سيحل على قطاع غزة، لن يتغير شيء، القطاع منسي فالكل مشغول بنفسه وبسلطته، وليس هنالك من يلتفت للشعب ومصلحة المواطن(..)، لن يفك الحصار ولن ينتهي الانقسام"، بهذه المصطلحات "التشاؤمية" توقع ملامح العام الجديد.
لكن الشاب جميل شقورة خالف سابقه، كونه رفض فكرة الهجرة خارج البلاد بحثا عن حياة أفضل.
وقرر –وفقا لحديثه مع سوا- التكيف مع الأوضاع مهما بلغت درجة سوءها؛ لأن هذا الحل الوحيد بالنسبة له.
وعلى الصعيد السياسي لم يتوقع المواطنون حدوث أي تغيرات ايجابية بخصوص القضية الفلسطينية والشؤون الداخلية للبلاد.
الكاتب ناصر عليوة توقع أن يكون هناك انفراج نسبي في العلاقات بين غزة و مصر، "الذي ينعكس نسبيا على تحسن معبر رفح البري و تنشيط التبادل التجاري والثقافي و الشبابي"، وفقا له.
أما بالنسبة للوضع الاقتصادي و الاجتماعي فتوقع عليوة خلال حديثه لـ"سوا" أن يستمر الحال بنوع من مظاهر الانفلات الاجتماعي، متنبئاً بأن يشهد مستوى الجريمة و نوعيتها زيادة ملحوظة نتيجة الضغط الاقتصادي و النفسي و السياسي.
وشدد على ضرورة أن يبدأ الشباب الفلسطيني بالعمل على خلق تشكيلات سياسية خاصة بهم بعيدا عن الفصائل التي تعجز عن خدمة المواطن .
من جانبه يرى الناشط في حقوق الانسان خليل شاهين أن عام 2017 سيكون الأسوأ على مستوى الوضع السياسي الفلسطيني.
وتوقع أن يشهد العام الجديد انهياراً للسلطة الفلسطينية بكل مكوناتها وادواتها السياسية، مضيفاً : "وبالتالي فإن مسألة انهاء الانقسام السياسي الفلسطيني بعيدة المنال خاصة في ظل غياب الإرادة السياسية الفلسطينية لإعادة الوحدة وإنهاء الحالة السياسية التي باتت تمثل الحقبة السوداء في تاريخنا الفلسطيني".
أما الصحفي سعود أبو رمضان، فقال : "نظرا للمعطيات والمؤشرات الموجودة على ارض الواقع، إن العام القادم لن يكون مختلفاً كثيرا عن العام الحالي او الماضي".
وأضاف أبو رمضان : "انا لست متفائلا جدا"، مستدركا : "لكن يبقى الأمل موجوداً، فمطلوب منا كشعب ان نحاول التغيير في سلوكنا وفهمنا لما يدور حولنا لتوحيد كلمتنا والكف عن تعميق خلافاتنا".
اختلفت زاوية التوقعات من فئة لأخرى كل حسب منظوره و حاجته ولكنهم أجمعوا على انه سيكون عام يتصف بالركود حيث لن يتغير فيه شيء بشكل كبير إلا إذا حصلت مفاجأة .