افتتاح فعاليات المؤتمر السادس الفكري - السياسي

المؤتمر الفكري

غزة /سوا/ رحب الأستاذ ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحورانى في غزة بالمشاركين في مؤتمر اليهود الشرقيون في اسرائيل والذى يُعقد في الذكرى السادسة لرحيل المفكر والمناضل الوطني والقومي عبد الله الحوراني "أبو منيف" نترحم على روحه الطاهرة، وعلى أرواح كل شهداء فلسطين والأمة العربية.

ورحب زقوت بالأخوة الحضور كل باسمه ولقبه، شاكراً جهودهم الداعمة للحقوق الفلسطينية، ومواصلتهم معه ومع المركز في حضور ندوات ولقاءات ومؤتمرات مركز عبد الله الحوراني،

وافتتح زقوت المؤتمر في الذكرى السادسة لرحيل المفكر القومي والوطني عبد الله الحوراني "أبو منيف" مؤسس ورئيس المركز، الذي رحل مبكرا .. مضيفاً أن ابو منيف ترك تراثه الفكري والثقافي والسياسي نبراسا لنهتدي به، ونعلم الأجيال كيف نحمي الذاكرة الفلسطينية، ورغم مرور ست سنوات على رحيله، إلا أنه ما زال حاضرا بيننا بفكره وبأعماله وبأفعاله وبأقواله وبنضاله وبجهوده الوطنية والقومية المتميزة.

وأكمل زقوت " وفي ذكراه نؤكد بأننا على دربه وعلى مبادئه في رفض إخضاع قضية اللاجئين وحق العودة للمساومات والمفاوضات .. ونؤكد أن العودة للديار/ للأرض التي هجروا منها قسريا عام 48، هو الحق، ودونه لا عودة .. فهي عودة منقوصة ".

وقال زقوت " يأتى مؤتمرنا "اليهود الشرقيون في إسرائيل: التاريخ .. المكانة .. والتأثير السياسي" علي مدار يومين، الجلسة الأولى تضم أربعة أبحاث تتناول هجرة اليهود الشرقيين من المغرب، والعراق، واليمن، وتركيا. والجلسة الثانية وتضم أيضا أربعة أبحاث حول حركات الاحتجاج، ودورهم في الحياة السياسية والاجتماعية، ودور اليهود في تهجيرهم قبل وبعد قيام إسرائيل، وتهجير يهود إيران أسبابها ودوافعها " .

وبدأ في خضم كلمته " اليهود الشرقيون في إسرائيل، لماذا؟، اليهود العرب القادمون من البلدان العربية إلى إسرائيل، كيف؟، هل شكلوا مجتمعا من اللاجئين، أم مواطنون في دولة ناشئة؟، هل ثمة مقارنة بين القادم من البلدان العربية برضى الخاطر، وبين الذي هجر من أرضه بقوة الإرهاب والقتل؟، ما دور الحركة الصهيونية وإسرائيل في تهجير اليهود الشرقيين قبل وبعد قيام إسرائيل؟، وما المكانة التي يتمتع بها هؤلاء اليهود العرب (الشرقيون – السفارديم) في المجتمع الإسرائيلي؟، وهل ثمة مشاركات لهم في الحياة السياسية الإسرائيلية (المؤسسات الرسمية، الأحزاب السياسية، والاتحادات والنقابات)؟، ما الأوضاع السياسية والاجتماعية لليهود الشرقيين في إسرائيل، من حيث (التمييز العنصري، التهميش السياسي، آليات الاحتجاج)؟، وهل لهم تأثير في صناعة القرار السياسي الإسرائيلي؟، وما موقفهم من الصراع العربي – الإسرائيلي؟."

وأكمل حديثه " يمثل اليهود الشرقيون أكثر من نصف عدد سكان المجتمع الإسرائيلي، وهؤلاء يعيشون في أسفل السلم الاجتماعي، من حيث مستوى المعيشة، ومعدل الأمية والبطالة والفقر، والوظائف العالية، لذلك كان هناك في السبعينيات حركات احتجاج وثورات اجتماعية تطالب بحقوق اليهود الشرقيين، لقد أثبتت إسرائيل أنها دولة عنصرية، فهؤلاء جلبوا بوسائل مختلفة من أجل بناء الدولة، كعمال وأجراء وخدم للأسياد، دون حقوق، ودون كرامة. حيث برزت قمة العنصرية في المجتمع الإسرائيلي حين تم تقسيمه إلى سفارديم (اليهود الشرقيون)، واشكنازيم (اليهود الغربيون). إذا نظرنا إلى الوظائف القيادية العليا سواء في المؤسسة السياسية أو المؤسسة العسكرية، نجد أن أقلية معدودة من اليهود الشرقيين وصلوا إلى مراتب عليا، في حين أن الأغلبية هم من اليهود الغربيين. كما نجد أن اليهود الأكثر تطرفا وتدينا هم من السفارديم، وهم الأكثر عداء للعرب، والأكثر انتماء الأحزاب اليمينية المتطرفة، كل هذا من أجل إثبات ولائهم القوي للدولة، وأنهم هم الأكثر دفاعا عن الدولة، هي محاولة للحصول على حقوقهم بقوة الولاء، بعد فشل قوة الاحتجاج.

وعلل زقوت أننا ندرس يهود البلدان العربية لثلاثة أسباب: 
- الأول، لإثبات أنهم انتقلوا من البلدان العربية إلى إسرائيل سواء قبل قيامها أو بعد قيامها عن قناعة ورضى خاطر وليس اضطهادا من الأنظمة العربية، وأن الحركة الصهيونية لعب دورا أساسيا ومركزيا في عمليات نقلهم، وحين رفضوا كما حدث في العراق، تم تفجير أماكن تواجدهم وإلصاقها بالعرب.
- والثاني، لإثبات أن اليهود القادمين من البلدان العربية إلى إسرائيل، ليسوا لاجئين، كما تروج المؤسسة السياسية الإسرائيلية، وأنه لا يوجد مقارنة بين هؤلاء وبين اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من أرضهم بقوة السلاح والإرهاب، وذلك من خلال الكشف عن وسائل نقل اليهود الشرقيين إلى إسرائيل.
- والثالث، للاطلاع على عنصرية المجتمع الإسرائيلي، وأن العربي يبقى عربيا حتى وإن كان يهوديا، فإسرائيل دولة غربية ولن تكون في يوم من الأيام دولة شرق أوسطية.

وفي ختام كلمته ، ذكر بأن هذا المؤتمر هو السادس الذي ينظمه المركز تحت عنوان المؤتمر الفكري - السياسي، بالإضافة إلى عشرات الندوات واللقاءات السياسية والثقافية، وما يزيد عن خمسين كتابا. ورغم هذا ما زلنا في بداية الطريق، ولدينا العديد من الأفكار والرؤى التي نتمنى تنفيذها وانجازها في السنوات القادمة.

وقبل انهاء كلمته شكر كل الأخوة والأخوات الباحثين على مشاركتهم القيمة في أعمال المؤتمر، والشكر والتقدير للدكتور جمال البابا، والدكتور إبراهيم المصري على رئاسة جلسات المؤتمر.

وبدأت الجلسات التى تستمر اليوم وغداً .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد