يدلين يعترف: قرار 2334 الدولي شكل هزيمة سياسية صعبة لاسرائيل

عاموس يدلين

القدس / سوا / قال عاموس يدلين رئيس معهد الأبحاث القومي الاسرائيلي ان تمرير القرار 2334 في مجلس الأمن الدولي شكل هزيمة سياسية صعبة لإسرائيل ، وبشكل عكسي لنوايا الدول التي ايدت القرار، حيث غرس القرار مسماراً اخر في النعس المتجمد لعملية السلام.

وأضاف يدلين في مقال له بصحيفة يديعوت احرانوت اليوم الثلاثاء ان التدهور الي نقطة الانحطاط الحالية هو مزيج من الاستراتيجية الفلسطينية التي تفضل تدويل الصراع على المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، مع اخطاء صعبة ارتكبتها ادارة اوباما وحكومات نتنياهو.

وأوضح ان جذور القضية ترجع الي قراءة اوباما ونتنياهو الخاطئة للواقع ، فإدارة اوباما لم تفحص صحة فرضيتها لتعزيز حل الصراع وفهم الدينامية بين الاطراف ، وبرز بشكل خاص عدم قدرتها على التمييز بأن الرأي العام الاسرائيلي لا يتعامل مع القدس كما مع الضفة، ولا يوجد استعداد لتحمل مخاطر امنية ، وكذلك تجاهل رسالة بوش الى شارون (في 2004) كان مستهجنا؛ ومثله ايضا تحميل غالبية الذنب لإسرائيل وتجاهل دور الفلسطينيين في الجمود المتواصل.

وتابع:" تدفع اسرائيل من جانبها ثمن القراءة الإشكالية والمضللة من قبل نتنياهو للمنظومة الامريكية في السنوات الأخيرة، وبشكل اكبر، للمنظومة الدولية ، فالفجوة بين خطاب رئيس الحكومة في الأمم المتحدة، الذي تنبأ فيه بانتهاء عهد الغالبية الفورية ضد اسرائيل، وبين التصويت الجارف ضدها في مجلس الامن، يشير الى تشويه خطير في المفاهيم خاصة وانه لا يجري الحديث عن خطوة يمكن ارجاعها الى الطبيعة المعادية لإسرائيل في مؤسسات الامم المتحدة، وانما الى التصويت الجارف من قبل افضل صديقات اسرائيل، بما في ذلك "الحليف الجديد" روسيا.

وأشار يدلين الي أنه وبالرغم من الغضب والاحباط في اسرائيل الا ان المهم توجيه النظر الي المستقبل أكثر من الانشغال في تحليل ما حدث والجلد الذاتي ، فمشاعر الاهانة والخيانة والغضب ليست قاعدة للسياسة الموزونة والفاعلة، ولذلك يجب تعليق الرد السياسي الى ما بعد دخول ترامب الى البيت الابيض.

وأكد يدلين ان الخطوات المتطرفة ستقود فقط الى تعميق عزلة اسرائيل السياسية ، وان هجوم نتنياهو على الدول التي دعمت القرار، هو خطوة متسرعة وزائدة.

وقال :"من المناسب ان نسأل عما اذا كانت المصلحة الاسرائيلية هي تشجيع المقاطعة الذاتية، التي ستكون، بكل سخافة، اكثر فاعلة من كل خطوات حركة  BDS حتى اليوم؟.

وطالب يدلين بالعمل من أجل وقف طابة الجليد ومنع خطوات اخرى ستسمح بها ادارة اوباما حتى انتهاء ولايتها ، بدل الهجوم على الدول الرائدة في العالم.

وقال :" في نظرة الى العشرين من كانون الثاني، من الصواب اعداد وترسيخ الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة الامد، امام الادارة الجديدة في واشنطن، على اساس ثلاث فرضيات: ادارة ترامب ستكون اكثر ودية لإسرائيل؛ العودة الى المفاوضات ليست واردة في اعقاب الرفض الفلسطيني، منذ ما قبل القرار 2334، وبشكل خاص بعده؛ الوضع الراهن ليس جيدا لإسرائيل".

وأضاف :"يجب المبادرة الى تغيير يحافظ على افق حل الدولتين، ولكن يقود الى ذلك عبر الطريق الممكنة في الظروف الحالية. ما يعني، التقدم نحو الانفصال عن الفلسطينيين بشكل مراقب، حذر ومتأني، يحمي مصلحة اسرائيل في ان تكون دولة يهودية، ديموقراطية، آمنة وعادلة، ترمم مكانتها السياسية والاخلاقية في العالم".

ودعا يدلين الي طرح مقترحات اسرائيلية عملية على إدارة ترامب على ساس هذه الفرضيات، مبيناً ان اسرائيل ستنتقل الى استراتيجية مؤيدة للتفاعل، في مركزها صلاحية الولايات المتحدة في التمييز بين الاستيطان في الكتل وبين المستوطنات المعزولة – حيث ستجمد البناء هناك.

وقال:" في نظرة اوسع، من الصواب ان تثبت اسرائيل التزامها بأفق الدولتين في المستقبل، من خلال سلسلة من العمليات لتغيير التوجه الحالي الذي ستبادر اليه بنفسها".

 

وأكد يدلين ان الولايات المتحدة هي اهم حليف لنا، واحيانا الوحيد، مطالباً اسرائيل بالحذر من الانجرار الى مواجهة جمهورية – ديموقراطية، ومن الحيوي ان تعود لتحظى بدعم الحزبين.

وقال:" من المهم العودة الى ترسيخ الثقة بين الدولتين، وخاصة بين الزعيمين – وهي الثقة التي تم خرقها من قبل الجانبين في السنوات الاخيرة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد