القرار الأممي كشف مقامرة نتنياهو بأمن إسرائيل

الحكومة الاسرائيلية

القدس / سوا / تواصلت تغطية الصحافة الإسرائيلية لردود الفعل على القرار الدولي 2334 الخاص بالاستيطان الإسرائيلي.

فقد ذكر شلومو شمير، الكاتب في صحيفة معاريف، أن امتناع الولايات المتحدة عن استخدام حق النقضالفيتو لإبطال مفعول قرار مجلس الأمن الدولي يعتبر نهاية عهد فاشل من سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يترك البيت الأبيض مع إرث كبير من الانتقام من إسرائيل الحليفة الوحيدة لواشنطن في  المنطقة، وهو سلوك يعبر عن استخفاف باليهود الذين يصوتون بصورة دائمة للحزب الديمقراطي في أي  انتخابات أميركية.

وأضاف أنه في الوقت ذاته، ربما ي فتح القرار الدولي الجديد آمالا إسرائيلية واسعة بالعهد الرئاسي الجديد في الولايات المتحدة ممثلا بالرئيس المنتخب دونالد ترمب، كما عبر عنه سفير إسرائيل في الأمم المتحدة الذي أصدر رد فعل عنيف على القرار الأممي بقوله إن استبدال الإدارات الحاكمة في واشنطن سيأتي معه بعهد  جديد.

بينما نقل موقع نيوز ون الإخباري عن زعيم حزب هناك مستقبل يائير لابيد، توجيهه انتقادات لاذعة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية لأنه تسبب بانهيار منظومة العلاقات الخارجية لإسرائيل، مطالبا بالمسارعة إلى تعيين وزير خارجية إسرائيلي لمواجهة مثل هذه القرارات المعادية لإسرائيل.

وزعم لابيد أن الأمم المتحدة لا تخفي عداءها الواضح لإسرائيل، وقد تبدى له ذلك من خلال الجهد الدبلوماسي الذي بذله لمحاولة عدم إصدار القرار الأخير.

السياسة الإسرائيلية


ورغم ما يحاول نتنياهو ترويجه خلال العامين الأخيرين عن وجود تفهم عالمي للسياسة الإسرائيلية، لكن صدور القرار أثبت خطأ مزاعمه، لأن القرار شكل انتكاسة سياسية إسرائيلية ليس فقط أمام الولايات المتحدة التي امتنعت عن استخدام حق النقض الفيتو، وإنما كارثة سياسية دبلوماسية بصورة شاملة، مما يتطلب تعيينا سريعا لوزير الخارجية ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.

لكن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيفي ليفني حملت مسؤولية صدور القرار الأممي لنتنياهو مباشرة، لأنه قامر على مستقبل إسرائيل، وباع أمنها مقابل بضعة مقاعد وزارية لحزب البيت اليهودي.

وأضافت "نتنياهو كان يعلم جيدا أن قراراته الأخيرة الخاصة بالتوسع الاستيطاني ستؤدي لصدور قرار من مجلس الأمن الدولي، وربما من محكمة العدل الدولية في لاهاي، لكنه مع ذلك خضع لليمين المتطرف".

ياريف أوفنهايمر عضو حركة السلام الآن في صحيفة يديعوت أحرونوت وجه الشكر إلى أوباما، الذي اتخذ في الدقيقة التسعين خطوته القيادية الدراماتيكية، قبيل بدء عهد ترمب الذي لا يبشر بخير.

وأضاف أن التصويت في الأمم المتحدة محاولة أخيرة لإنقاذ الإسرائيليين من أنفسهم، وإبقاء نافذة من الأمل للانفصال عن الفلسطينيين وتحقيق السلام معهم، وفي حال نجح القرار الأممي بوقف البناء الاستيطاني فسيظهر أوباما قائدا تاريخيا ومنقذا للصهيونية.

وأشار إلى أن القرار الأممي خطوة جديدة لمنع إسرائيل من دفن حل الدولتين، والانفصال عن الفلسطينيين، لأن أوباما أثبت في فترتيه الرئاسيتين أنه مخلص للشعب اليهودي، فقد عمل على تفكيك القنبلة النووية لإيران، دون أن يطلق رصاصة واحدة، ومول منظومة القبة الحديدية، ومنح إسرائيل الضوء الأخضر للدفاع عن نفسها، والعمل في قطاع  غزة  وأماكن أخرى، وقام بالمصادقة على صفقة  المساعدات العسكرية الأكبر في تاريخ إسرائيل.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد