الميزان: "301" طالباً وطالبة فقدوا فرصهم بالدراسة جراء منعهم من السفر خلال 2016
غزة /سوا/ أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان، تقريراً بعنوان "واقع الحق في حرية التنقل والحركة في قطاع غزة"، وذلك لتعرف على واقع هذا الحق خاصة بالنسبة للمرضى والتجار ورجال الأعمال والطلبة في التنقل من خلال معبر بيت حانون (إيرز).
وبيّن المركز في بيان له وصل "سوا" أن التقرير يبرز انتهاكات قوات الاحتلال لهذا الحق في القطاع، ويقف على النصوص القانونية التي تكفلها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ويرصد ويحلل أهم هذه الانتهاكات وأوجه معاناة المرضى والتجار ورجال الأعمال والطلبة الفلسطينيين في المعبر.
وخلص التقرير إلى مجموعة من النتائج، أهمها أن "10" مرضى في مستشفيات الضفة أو داخل الخط الأخضر فقدوا حياتهم ، نظراً لتردي حالاتهم الصحية بسبب منع قوات الاحتلال الإسرائيلي المرضى من حقهم في التنقل والحركة والوصول إلى المستشفيات من خلال تحكمها في معبر بيت حانون، ونتيجة لنقص الامكانيات الطبية الملائمة في مستشفيات قطاع غزة للعلاج.
وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال تتعمد اخضاع المرضى الذين هم في أمسّ الحاجة للعلاج للتحقيق داخل معبر بيت حانون بغية الحصول على معلومات تخصّ أقارب أو معارف لهم، وتبتزّهم بصورة سافرة.
وقد رصد المركز اعتقال قوات الاحتلال لعدد (34) من المرضى داخل المعبر، واعتقال (16) من مرافقيهم، وطلب مخابرات الاحتلال مقابلة عدد (2,222) مريضاً، وذلك خلال السنوات الست الماضية.
وأوضح المركز أن الإجراءات العقابية تطال مرافقي المرضى، حيث تشترط قوات الاحتلال اجراءات عدّة خلال عملية التنسيق لمرور المرضى من خلال معبر بيت حانون، من حيث المرافق وسنه وتاريخ تقديم الطلب والفحص الأمني، وجميها تفضي إلى عرقلة عملية وصول المرضى إلى مستشفياتهم.
نوه التقرير إلى أن التجار ورجال الأعمال يعانون أثناء السفر من خلال معبر بيت حانون (إيرز) لغرض العمل، ويضع الاحتلال أمامهم العراقيل وبالتالي يحرمون من حقهم في حرية التنقل والحركة، حيث يمنعون من السفر وتسحب تصاريحهم.
وبيّن أن سلطات الاحتلال سحبت خلال العامين الماضي والجاري عدد (449) تصريحاً، كما منعت من الاستيراد عدد (130) تاجراً، و(30) شركة، واعتقلت عدد (48) من التجار داخل المعبر خلال السنوات الست الماضية.
وأظهر التقرير معاناة الطلبة الفلسطينيين من حرمان قوات الاحتلال الإسرائيلي من حقهم في حرية التنقل والحركة من خلال المعبر نفسه، وعدم تمكنهم من الوصول إلى حقهم في التعليم، ويتسبب تلكؤ قوات الاحتلال الإسرائيلي في الرد على طلبات الطلبة بالسفر في انتهاء آمالهم أو تأجيلها لعام كامل على الأقل، حيث فقد عدد (301) طالباً وطالبة فرصهم بالدراسة في الخارج جراء عدم الرد بالموافقة على طلباتهم خلال العام الجاري 2016.
ونوه إلى تعرض الطلبة للاحتجاز والاعتقال والإهانة داخل المعبر، ويطلبون لمقابلة المخابرات الإسرائيلية، ويتعرضون للابتزاز نظير حاجتهم الملحّة للسفر العاجل، ويمنعون من السفر.
وطالب المركز, المجتمع الدولي بالعمل الفوري والجاد على وقف العقوبات الجماعية التي تنفّذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق السكان الفلسطينيين, واجبارها على رفع الحصار عن قطاع غزة، الذي يفضي إلى حرمان الفلسطينيين من جملة من حقوقهم، ويساهم في رفع معدلات البطالة والفقر.
وقال المركز"نطالب المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة بإلزام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان، بشأن الحق في حرية التنقل والحركة والحق في الرعاية الصحية والعلاج والحق في الحياة والحق في العمل والحق في التعليم، وتفعيل مبدأ المحاسبة بحقها، وبتوفير الحماية للفلسطينيين".
وشدد على ضرورة تحقيق الوحدة الجغرافية بين المحافظات الشمالية والجنوبية دون تدخل لقوات الاحتلال في الحركة أو المنافذ، بشكل يضمن تحقيق حرية التنقل والحركة للفلسطينيين.
ونوه المركز إلى ضرورة توافق المؤسسات الحقوقية والأهلية والحكومية والدولية على مصطلحات موحدة بشأن فتح وإغلاق المعابر، والسماح والرفض للمسافرين، حتى لا تتشتت الجهود المبذولة لفضح ممارسات قوات الاحتلال.
ودعا إلى تشكيل مجموعة عمل تضم عدد من ممثلي المؤسسات الحقوقية والدولية والحكومية والأهلية، التي تعنى بالحق في التنقل والحركة، بهدف تكاتف الجهود، وتوحيد المعلومات، وإصدار مواقف مشتركة حول هذا الحق، والعمل على نشر انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذا الحق، والمتابعة مع المؤسسات الدولية المعنية والمجتمع الدولي من أجل الضغط على تلك القوات من أجل احترام هذا الحق.
وشدد على ضرورة العمل على إيجاد قاعدة معلومات شاملة وموحدة حول الحق في حرية التنقل والحركة، تغذّيها هيئة الشئون المدنية ووزارة الصحة وغرفة تجارة وصناعة غزة ووزارة التربية والتعليم العالي ومؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية العاملة في القطاع، وذلك لتعميم الفائدة، وضمان أن تعبر عن حقيقة معاناة الفلسطينيين.
ودعا المركز لتركيز على توضيح معاناة كل فئات السكان الذين هم في أمسّ الحاجة للسفر والتنقل والحركة، والحديث عنهم في تقارير منفردة، كالمرضى والطلبة والتجار والصحفيين والأقارب وذوي المعتقلين والراغبين في الصلاة في المسجد الأقصى وموظفي المؤسسات الفلسطينية وموظفي المؤسسات الدولية وغير ذلك من الفئات.
