التعليم فوق الجميع تُخصّص المزيد من الاستثمارات لدعم الجيل الجديد من قادة المستقبل في غزة
غزة / سوا / من خلال برنامج الفاخورة التابع لها، قدّمت مؤسسة التعليم فوق الجميع 265 منحة دراسية جديدة للقادة الشباب في قطاع غزة. وتأتي هذه الخطوة لتُمكِّن الشباب من الالتحاق بالجامعات وبناء مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم، وقيادة مجتمعاتهم نحو مستقبل أكثر سلاماً.
وتُمثّل هذه المنح الدراسيّة استثمارات غير مسبوقة في مجال التعليم العالي في قطاع غزة. بل لعلّها المنحة الأكبر التي يُقدّمها برنامج الفاخورة للمنح الدراسية والتمكين، والتي تُنفّذ من خلال الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي / برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني.
وخلال العام الماضي، نجح برنامج الفاخورة للمنح الدراسية والتمكين في التوسّع والوصول إلى عدد أكبر من الطلبة في قطاع غزة والضفة الغربية و القدس الشرقية، وكذلك الأمر في مخيّمات اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان.
منذ العام 2009 حتى اليوم، تمكّن برنامج الفاخورة التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع من الوصول إلى 870 طالب في قطاع غزة عبر تقديمه المنح الدراسية، بالإضافة لمشاريع إعادة إعمار البنى التحتية التعليميّة، وتوفير خدمات الدعم النفسي والرعاية الطبيّة للأفراد في المناطق المهمّشة. ومن خلال عمله في المناطق التي يُعاد تأهليها بعد الحرب، يأتي برنامج الفاخورة للمنح الدراسية والتمكين ليُتيح للأفراد الموهوبين فرصة إكمال تعليمهم الجامعي والالتحاق بالبرامج التدريبيّة الهادفة إلى صقل مهاراتهم المهنيّة والقياديّة. وبذلك يُسهم البرنامج في تمكينهم على الصعيدين الأكاديمي والاقتصادي، كما يعمل على تدريبهم لقيادة مجتمعاتهم نحو مستقبل يسوده السلام والانسجام.
وُيعدّ برنامج الفاخورة جزءاً من المنهج المتعدّد المستويات الذي تتبعه مؤسسة التعليم فوق الجميع لتحقيق رؤيتها الهادفة إلى توفير فرص تعليميّة بجودة عالية إلى جميع الأطفال والشباب، لاسيّما في المجتمعات المهمّشة. إذ تؤمن مؤسسة التعليم فوق الجميع بأنَّ التعليم هو الركيزة الأساسيّة لتحقيق التنمية البشريّة، عبر إسهامه في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بداية بالهدفSDG 4 الرامي إلى توفير فرص التعليم العالمي، وصولاً إلى دعم تحقيق الأهداف الأخرى.
وفي معرض تعليقه على هذه الخطوة، صرّح السيّد فاروق بيرني، مدير برنامج الفاخورة قائلاً: "استندت مؤسسة التعليم فوق الجميع منذ تأسيسها إلى المبدأ الذي يوضِّح بأن التعليم عامل رئيسي في تحقيق التنمية البشرية. ويأتي برنامج الفاخورة التابع لهذه المؤسسة ليدعم هذا المبدأ من خلال إتاحة الفرص التعليميّة ذات الجودة العالية إلى الآلاف من الشبان والشابات".
وأردف السيد فاروق قائلاً: "زيادة الاستثمارات في مجال التعليم يلعب دوراً حيوياً في بناء مستقبل آمن في قطاع غزة والشرق الأوسط، وكافة المجتمعات التي تُعاني من النزاعات. وهذا ما يُشجّعنا اليوم على توسيع نطاق برنامج المنح الدراسية والتمكين ليصل إلى المناطق الأكثر احتياجاً".
واختتم مدير برنامج الفاخورة حديثه بالقول: "ندعو كافة المجتمعات المشارِكة في شبكة التنمية العالمية إلى دعم ما نبذله من جهود في قطاع غزة، وفي المناطق المتأثّرة جراء الحرب الأهليّة في سورية. فقد حان الوقت لتخصيص الاستثمارات الداعمة لتعليم جيل الشباب، وبناء مستقبل يسوده السلام والأمن".
وكان حفل تقديم المنح قد أُقيم في مدينة غزة يومي 18 و19 ديسمبر، حضره ما يربو عن 1000 شخص بمن فيهم الطلبة وعائلاتهم، إلى جانب الشخصيات الأكاديمية، وممثلين عن المنظمات الدوليّة وقادة المجتمعات. وأثناء هذا الحفل، أكدّ السيّد باسل ناصر، مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة "أنّ التعليم حق من حقوق الإنسان؛ فهو يلعب دوراً بالغ الأهمية في بناء مستقبل الدولة الفلسطينيّة". وأضاف: "يفخر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأنْ يُشارك في هذا البرنامج الذي من شأنه أن يمنح الطلبة كل ما يحتاجون إليه من مهارات للتفوق والمشاركة في بناء مجتمع مزدهر".
الجدير بالذكر أن هذه المنح الدراسية تشمل تخصّصات متنوّعة تتناسب واحتياجات سوق العمل كتخصّض الهندسة وغيره. وحتى يومنا هذا، استطاع برنامج المنح الدراسية والتمكين التابع للفاخورة إشراك ما يزيد عن 870 طالباً في الجامعات في قطاع غزة، وفي الخارج عند الحاجة.
ختاماً، لابدّ من الإشارة إلى أنّ المنح الدراسيّة هذه تتطلّب شروطاً صارمة ترتكز على يمتلكه الطلبة من مهارات حياتيّة وما يتمتّعون به من قدرات قياديّة. ومن أجل اختيار الطلبة الأكثر جدارة بالحصول على المنح، تمّت دراسة 4124 طلباً مقدماً، وإجراء 706 زيارة ميدانية، ومقابلة 504 طالباً في مخيم أُعدّ لهذا الأمر بهدف قياس القدرات القيادية قبل أن يتم انتقاء 265 طالباً بشكل نهائي.