طلبة غزة..عام جديد مثقل بفقدان الأصدقاء وذكراهم
2014/09/14
215-TRIAL-
غزة / صبا الجعفراوي/ سوا/ لم تتوقف دموع الطفلة راوية أبو عمرو عن الانهمار لحظة جلوسها على مقعدها الدراسي بجوار كرسي صديقتها التي استشهدت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، متذكرة تلك اللحظات التي كانت تجمعهما سويا خلال السنوات الماضية في مدرسة الشجاعية.
وبصوتها الطفولي الحزين قالت الطفلة راوية(10 سنوات) لـ"سوا" "أبكي على أعز صديقة عندي استشهدت بالحرب، تذكرتها لما كنا نروح مع بعض على المسجد ونحفظ القرآن".
ولم تكن تعلم ابنة العشرة سنوات بأن رفيقتها العزيزة استشهدت، وتفاجأت بصورتها التي حملتها إحدى قريباتها وعلقتها على جدار مدرستها لتكون حاضرة بروحها مع صديقتها بدلا من أن تشاركها اللعب والدراسة كما اعتادوا أن يفعلوا سويا.
وغيبت صواريخ الاحتلال الإسرائيلي مئات الطلاب والطالبات عن مدارسهم وزملائهم وفصولهم الدراسية، وحرمت الآلاف منهم من الحضور ليقضوا أول يوم دراسي لهم في المستشفيات وتلقي العلاج بدلا من تلقي دروسهم.
وعلى مقعد دراسي آخر تجلس الطفلة جنين الحرازين تتأمل زميلاتها اللواتي يرتدين زيهن المدرسي الجديد، الذي حُرمت منه بعد أن دمر جيش الاحتلال منزلهم بشكل كامل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وبحسرة كبيرة تقول الطفلة (9 سنوات) "جهزت الزي المدرسي وكل أغراضي، واشترت لي أمي الزي الجديد، بس كله راح مع القصف وما معنا فلوس نشتري غيرهم".
وذهبت ذات العينين الخضرواتين إلى منزلها بعد أن انتهت الحرب وتوقف التدمير، لتبحث بين ركامه على ما تبقى من أغراضها المدرسية علها تجد شيئا، إلا أنها بعد محاولات حثيثة لم تجد إلا دفترين مُغبرّين أنهكمها ركام المنزل المدمر.
ولحق الدمار بمدارس عديدة خاصة الواقعة في شارع الكرامة المحاذي للحدود الإسرائيلية شرق غزة، حيث توجهت "سوا" إلى مدرسة صبحي أبو كرش الحكومية التي بدت عليها آثار الدمار جلية، فقد اخترقت فصولها الدراسية العلوية العديد من القذائف المدفعية ورُسمت على جدرانها رصاصات إسرائيلية غادرة.
ودمر الاحتلال الإسرائيلي 24 مدرسة بشكل كامل فيما 120 مدرسة دمرت بشكل جزئي من القطاع الحكومي، وتضررت 70 مدرسة تابعة للأونروا و12 مؤسسة للتعليم العالي، وعشرات رياض الأطفال.
وفي مدرسة أبو كرش تجمعت الطالبات في باحة المدرسة ليقفن الطابور الصباحي الذي كان مختلفاً هذا العام، فاستهلت الطالبات يومهن الدراسي بقراءة القرآن الكريم على أرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان على غزة.
وفي أحد الطوابير تقف الطالبة إسراء سكر التي وصلت متأخرةً عن زميلاتها، بعد أن أمنت لها أمها ملابس لتذهب به للدوام المدرسي، حيث استعارت إحدى الفساتين من جارتها بالفصل الدراسي المجاور لها في مدرسة للأونروا التي تحولت لمركز إيواء في حي تل الهوى.
وعلى الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها الطفلة سكر في مركز الإيواء، إلا أنها كانت سعيدة في أول يوم دراسي لها، عندما وجدت جميع صديقاتها ومعلماتها ما زالوا بخير وعلى قيد الحياة.
وحول وضع مراكز الإيواء، قالت ابنة العشرة أعوام "وضع المدارس صعب، ما بعرف كيف بدي أحل واجباتي المدرسية في المركز، بتمنى ألاقي بيت إلنا أدرس فيه براحتي زي زمان".
وتعتبر عائلة الطالبة سكر واحدة من مئات العائلات التي ما زالت تعيش في مراكز الإيواء مع عدم توفر أي مكان آخر يلجؤون إليه بعد أن دمر الاحتلال منازلهم.
وتوجه نحو نصف مليون طالب وطالبة صباح اليوم الأحد، إلى مقاعد الدراسة في قطاع غزة، في اليوم الأول للعام الدراسي، بعد نحو أسبوعين من الـتأخير بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يوما.
عدسة/ علي جادالله 167
وبصوتها الطفولي الحزين قالت الطفلة راوية(10 سنوات) لـ"سوا" "أبكي على أعز صديقة عندي استشهدت بالحرب، تذكرتها لما كنا نروح مع بعض على المسجد ونحفظ القرآن".
ولم تكن تعلم ابنة العشرة سنوات بأن رفيقتها العزيزة استشهدت، وتفاجأت بصورتها التي حملتها إحدى قريباتها وعلقتها على جدار مدرستها لتكون حاضرة بروحها مع صديقتها بدلا من أن تشاركها اللعب والدراسة كما اعتادوا أن يفعلوا سويا.
وغيبت صواريخ الاحتلال الإسرائيلي مئات الطلاب والطالبات عن مدارسهم وزملائهم وفصولهم الدراسية، وحرمت الآلاف منهم من الحضور ليقضوا أول يوم دراسي لهم في المستشفيات وتلقي العلاج بدلا من تلقي دروسهم.
وعلى مقعد دراسي آخر تجلس الطفلة جنين الحرازين تتأمل زميلاتها اللواتي يرتدين زيهن المدرسي الجديد، الذي حُرمت منه بعد أن دمر جيش الاحتلال منزلهم بشكل كامل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وبحسرة كبيرة تقول الطفلة (9 سنوات) "جهزت الزي المدرسي وكل أغراضي، واشترت لي أمي الزي الجديد، بس كله راح مع القصف وما معنا فلوس نشتري غيرهم".
وذهبت ذات العينين الخضرواتين إلى منزلها بعد أن انتهت الحرب وتوقف التدمير، لتبحث بين ركامه على ما تبقى من أغراضها المدرسية علها تجد شيئا، إلا أنها بعد محاولات حثيثة لم تجد إلا دفترين مُغبرّين أنهكمها ركام المنزل المدمر.
ولحق الدمار بمدارس عديدة خاصة الواقعة في شارع الكرامة المحاذي للحدود الإسرائيلية شرق غزة، حيث توجهت "سوا" إلى مدرسة صبحي أبو كرش الحكومية التي بدت عليها آثار الدمار جلية، فقد اخترقت فصولها الدراسية العلوية العديد من القذائف المدفعية ورُسمت على جدرانها رصاصات إسرائيلية غادرة.
ودمر الاحتلال الإسرائيلي 24 مدرسة بشكل كامل فيما 120 مدرسة دمرت بشكل جزئي من القطاع الحكومي، وتضررت 70 مدرسة تابعة للأونروا و12 مؤسسة للتعليم العالي، وعشرات رياض الأطفال.
وفي مدرسة أبو كرش تجمعت الطالبات في باحة المدرسة ليقفن الطابور الصباحي الذي كان مختلفاً هذا العام، فاستهلت الطالبات يومهن الدراسي بقراءة القرآن الكريم على أرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان على غزة.
وفي أحد الطوابير تقف الطالبة إسراء سكر التي وصلت متأخرةً عن زميلاتها، بعد أن أمنت لها أمها ملابس لتذهب به للدوام المدرسي، حيث استعارت إحدى الفساتين من جارتها بالفصل الدراسي المجاور لها في مدرسة للأونروا التي تحولت لمركز إيواء في حي تل الهوى.
وعلى الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها الطفلة سكر في مركز الإيواء، إلا أنها كانت سعيدة في أول يوم دراسي لها، عندما وجدت جميع صديقاتها ومعلماتها ما زالوا بخير وعلى قيد الحياة.
وحول وضع مراكز الإيواء، قالت ابنة العشرة أعوام "وضع المدارس صعب، ما بعرف كيف بدي أحل واجباتي المدرسية في المركز، بتمنى ألاقي بيت إلنا أدرس فيه براحتي زي زمان".
وتعتبر عائلة الطالبة سكر واحدة من مئات العائلات التي ما زالت تعيش في مراكز الإيواء مع عدم توفر أي مكان آخر يلجؤون إليه بعد أن دمر الاحتلال منازلهم.
وتوجه نحو نصف مليون طالب وطالبة صباح اليوم الأحد، إلى مقاعد الدراسة في قطاع غزة، في اليوم الأول للعام الدراسي، بعد نحو أسبوعين من الـتأخير بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يوما.
عدسة/ علي جادالله 167