لا يزال مسلسل اغتيال قادة المقاومة على يد العدو الصهيوني مستمراً برغم التغيرات والتحولات الإقليمية حيث نجح جهاز المخابرات الإسرائيلية  الموساد من جديد في النيل من أبطال المقاومة الفلسطينية ، يقتل نسورها الجوارح ويصطاد خيرة رجالها  الذين يقاومون بصمت ويخططون في الخفاء

يعملون من أجل الوطن والقضية بعيداً عن الشهرة والأضواء 

أمام منزله في ولاية صفاقس التونسية  أطلق المنفذون ست رصاصات على القائد المهندس القسامي التونسي الجنسية الفلسطيني الروح والعقيدة  محمد الزواري توزعت هذه الرصاصات  بين القلب والرقبة والرأس  ليرتقي شهيداً بعد عشرة أعوام من التضحية والفداء

لحق بركب الشهداء الذين نالت منهم المخابرات الصهيونية  كناجي العلي الذي قتل في شوارع  لندن وخليل الوزير  وفتحي الشقاقي والشهيد عز الدين الشيخ خليل الذي قتل في شوارع دمشق، و الشهيد القائد محمود المبحوح الذي تطلب اغتياله في دبي فرقةً عالميةً متعددة  الألوان والجنسيات.

ترك الموساد بصمةً واضحة ليديه في هذه العملية فهو الذي لا يغيب عن أي بلدٍ أو مدينةٍ أو عاصمةٍ عربية أو أجنبية ، فكيف لا وهو الذي جند الكثير من العناصر العربية والأجنبية والإسرائيلية ممّن يحملون جوازات متعددة و يختفون وراء جنسياتهم الأصلية التي تتيح لهم المجال لدخول  أي  دولة  أو عاصمة  بكل أريحية تحت مسمى التجارة أو الاستثمار مما يجعلهم ينفذون مهاماتهم السرية والمشبوهة

 رُصد الزواري  بعد طلب صحافية تونسية تقيم في المجر إجراء مقابلة معه للحديث عن آخر انجازاته التقنية  في مجال الطيران لكن هذه الصحافية كما تفيد التحقيقات التونسية، تركت البلاد قبل يوم واحد من عملية الاغتيال مما يدلل على وجود عملية اغتيال مدبرة يشرف عليها  الموساد الذي لا  يعلن أبداً عن عملياته بشكل صريح

نعى القسام الشهيد الزواري وقال إنه أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية والتي كان لها دور كبير شهدته الأمة وأشاد به الأحرار في حرب العصف المأكول عام 2014 لتعلن أن القائد الطيار قد التحق قبل 10 سنوات في صفوف المقاومة الفلسطينية وانضم لكتائب القسام وعمل في صفوفها أسوة بالكثيرين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية الذين كانت فلسطين و القدس والأقصى بوصلتهم وأبلوا في ساحات المقاومة والفعل ضد العدو الصهيوني بلاءً حسناً وجاهدوا في صفوف المقاومة  دفاعاً عن فلسطين ونيابةً عن الأمة بأسرها

محمد الزواري عرف الطريق وعرف أين البوصلة التي تسير نحو القدس طريق العزه والكرامة والفخر

غادر الحياة بعد أن ترك خلفه إرثاً كبيراً من التصنيع والمقاومة والجهاد حيث كان له فضلاً   كبيراً  في تطوير قدرات كتائب القسام في مجال الطائرات دون طيار وقد أسس بنياناً قد اكتمل بناؤه بسواعد مشيديه، فنم قرير العين يا شهيد

سلام المسرى سلام الشهادة والشهداء  لابن تونس الخضراء

رحلت أيها الطائر وقد أتعبت من هم خلفك المجاهدين العرب  الغيورين الذين يتوقون للالتحاق بركب المجاهدين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد