الأردن: انتهاء عملية قلعة الكرك ومقتل 4 إرهابيين
الأردن/سوا/ أعلنت قوات الأمن الأردنية مساء أمس، الأحد، إنها قتلت أربعة إرهابيين بعد ملاحقتهم في قلعة بمدينة الكرك بجنوب البلاد حيث تحصنوا عقب تبادل لإطلاق النار أسفر عن مقتل تسعة أشخاص.
وقال بيان رسمي إن أربعة من المهاجمين قتلوا بعد أن أطلقوا النار على أهداف للشرطة في المدينة قبل أن يتوجهوا إلى منطقة قلعة الكرك وبحوزتهم أسلحة آلية. وأضاف البيان أن السلطات عثرت على كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة والأحزمة الناسفة في مخبأ المسلحين.
ولم يذكر البيان هوية المسلحين أو ما إذا كانوا ينتمون لأي جماعة متشددة، مما أثار تكهنات بأنهم ربما من العشائريين الخارجين عن القانون الذين ينتقمون من الدولة وليسوا من متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي يسيطر على مساحات واسعة في سورية والعراق.
وقالت مصادر أمنية إن امرأة كندية وثلاثة مدنيين آخرين وخمسة ضباط شرطة قتلوا خلال تبادل إطلاق النار بين المسلحين وقوات الأمن. ونقل 29 آخرون على الأقل إلى المستشفى بينهم إصابات خطيرة.
وفي وقت سابق قال وزير الدولة الأردنية لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، للتلفزيون الرسمي إن عملية الملاحقة الرامية للقضاء على المسلحين دخلت المرحلة الأخيرة.
وأضاف المومني إن موقع الأردن جعله عرضة لامتداد دائرة العنف، وأنه عندما تكون في منطقة تجتاحها الحرائق من كل جانب فمن المتوقع أن تقع مثل هذه الأحداث.
وأفاد شهود بأن تبادل إطلاق النار استمر لعدة ساعات بين المسلحين وقوات الأمن. وقالت الشرطة في وقت سابق إنها أنقذت عشرة سياح كانوا في جولة بالموقع التاريخي عندما دخله المسلحون.
وقال سميح المعايطة وهو وزير سابق من مدينة الكرك إن هناك مؤشرات على أن متشددين إسلاميين ربما يكونون وراء الهجوم. وأضاف لقناة العربية الحدث التلفزيونية أن هذه المجموعة كانت تخطط لعمليات محددة داخل الأردن.
وأظهرت لقطات مصورة بثت على وسائل التواصل الاجتماعي عددا من رجال الأمن يصطحبون مجموعة من السائحين الآسيويين صوب المدخل الرئيسي للقلعة وسط سماع دوي إطلاق الرصاص.
وتعتبر القلعة أحد معالم الجذب السياحي الشهيرة في الأردن.
وقال رئيس الوزراء هاني الملقي للبرلمان إن عددا من رجال الأمن قتلوا وإن قوات الأمن تحاصر القلعة. وأكدت الحكومة الكندية مقتل واحدة من مواطنيها.
وأكدت الشرطة وشهود أن المسلحين أطلقوا النار على رجال الأمن الذين يقومون بدورية في المدينة قبل دخول القلعة الموجودة على قمة أحد التلال. واستخدم المسلحون أحد أبراج القلعة لإطلاق النار على مركز شرطة قريب, وذلك وفقًا لما نشره موقع "عرب 48".
ووفقا للشرطة فإن المسلحين قدموا من بلدة القطرانة الصحراوية، التي تقع على بعد 30 كيلومترا شمال شرقي مدينة الكرك، وهي منطقة صحراوية تشتهر بالتهريب ويقيم بها كثير من السكان العشائريين المدججين بالسلاح.
والأردن أحد الدول العربية المشاركة في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد "داعش" في سورية. لكن كثيرا من الأردنيين يعارضون مشاركة بلدهم في هذا التحالف بدعوى أنه يقتل مسلمين مثلهم ويثير تهديدات أمنية داخل الأردن.
وخلال العام المنصرم وقعت حوادث هزت الأردن الذي لم يتأثر نسبيا بالانتفاضات والحروب الأهلية والتشدد الإسلامي في المنطقة منذ عام 2011.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قتل ثلاثة من المدربين العسكريين الأمريكيين بالرصاص عندما لم تنصاع سيارتهم لأوامر بالتوقف عند بوابة قاعدة عسكرية مما دفع أحد أفراد الجيش الأردني لإطلاق النار عليهم في واقعة لم تستبعد واشنطن فيها الدوافع السياسية.