بسيسو يوقع "حين سار الغريب على الماء" مودّعاً مدن التيه

145-TRIAL- عمان / سوا / بالشعر والدفء والاحتضان الأبوي، وقع الشعر إيهاب ياسر بسيسو ديوانه الجديد «حين سار الغريب على الماء» الصادر عن دار الشروق للنشر والتوزيع في عمّان و رام الله .
صحيفة الرأي الاردنية قالت في تقرير لها :"حفل التوقيع الذي أقيم أول من أمس في خيمة ندوات معرض الكتاب الدولي الخامس عشر الذي تنتهي فعالياته اليوم في ساحات كلية رياضة الجامعة الأردنية في مدينة الحسين الرياضية للشباب، تحدث فيه وأداره الناشر فتحي البس صاحب دار الشروق".
البس قدم بسيسو بحدبٍ أبويٍّ مارّاً على تجربته ومسيرته وتحصيله الأكاديمي وإبداعه الشعري، حيث صدر للشاعر قبل ديوانه هذا ثلاثة دواوين: «نورس الفضاء الضيق»، «يحدث في ساعة الرمل» و»كأنك تراك» وجميعها عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمّان.
قبل الشعر أدار الناشر حواراً مع الشاعر بدأه البس بسؤاله عن كيفية تعبيره في ديوانه «كأنك تراك» عن إحساسه بأوجاع شعبه خصوصاً في غزة ، رغم البعد والمسافات ووجوده وقتها في لندن. وهو السؤال الذي أجاب عنه بسيسو بالقول: «إني كنت هناك وكأنني كنت في غزة.. عبّرت عن أوجاع شعبي كأنني رأيتها.. كأنني عشتها..». بسيسو ذكر أن الديوان مثّل بالنسبة له جردة حساب مع العدوان الإسرائيلي الأول على غزة نهايات 2008 ومطلع العام 2009 واستمر لعشرين يوماً مخلفاً وراءه مئات الشهداء والبيوت المهدمة وآلاف الجرحى. «حين سار الغريب على الماء» هو، بحسب الناشر والشاعر، امتداد للديوان الذي سبقه «كأنك تراك»، وفي حين سار الغريب تحدث مفارقة العودة إلى الوطن كما لو أن الشاعر عبر ماء الغربة نحو يابسة اليقين، يقول حول ذلك: «كسرت أخيراً الاغتراب بالقليل من الوطن.. فرام الله ليست مدينتي غزة... وإن كان الانتقال إليها يحتاج بالظروف العادية إلى ساعة ونصف الساعة من الزمن بالسيارة، فإنه يحتاج تحت الاحتلال إلى يومين وعاصمتين ومتاهة من الحواجز حيث الفلسطيني يسلمه موظف الحدود إلى موظف حدود آخر».
الحوار تضمن أيضاً التطرق إلى فكرة غلاف الديوان الذي لعبت المصادفات دوراً فيه حين تلتقي معاناة بسيسو مع معاناة الفنان الفلسطيني المقيم في إيطاليا حازم حرب، وخلال معرض لحرب أقامه في لندن يتفقان على أن توضع على غلافه لوحة من أعمال حرب، فإذا بها تلك اللوحة/ الصورة التي يقف فيها صيد المتاهة/ الأوذيسة، داخل حقيبة سفر حيث لا ملامح للوجه فهي معاناة كل الوجوه هناك، في حالة انتظار وترقب عاجزة عن الفعل. كما تطرق الحوار إلى ثيمة المطر الملازمة لشعر بسيسو والضباب والوحدة أو الإحساس بها. بسيسو ألقى قبل شروعه توقيع ديوانه لحضور الحفل (وكانوا كثراً) عدداً من قصائد الديوان: «اشتاقى لاسمي»، «في المطر»، «مدينة وقتلى»، «من يوميات وقت حائر»، «قارورة» و»نداء». ومن اليوميات يكتب حول الجُمعة قائلاً:
«في يومِ جُمعةٍ/ كَمِثْلِ هذا اليوم... كان البحرُ رائقَ المِزاج/ خلْفَ وجوهِ الصِّبْيَة... وأنا اليومَ وحدي... أحدِّقُ في الصورة».
بعد رحلة دراسة وعمل ممتدة أقام خلالها بسيسو في لندن، عاد لوطنه فلسطين، ولكن ليس إلى غزة التي أطلق صرخة الوجود الأولى فيها، ولكن إلى رام الله حيث يعمل أستاذاً جامعياً في جامعة بير زيت التي انتدبته لإدارة المؤسسة الإعلامية الفلسطينية كناطق باسم حكومة الوفاق الوطني. 124
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد