المجلس العلمي يستقبل عميد المعاهد الأزهرية
غزة /سوا/ استقبل المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين، بمقره في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين"سماحة الشيخ الدكتور عماد حمتو"، ومدير مكتبه الأستاذ محمد الهادي السعافين وفضيلة الشيخ أسامة درويش مدير جمعية دار الفقه والحديث.
حيث كان في استقباله الرئيس العام للمجلس العلمي فضيلة الشيخ ياسين الأسطل، ونائبه فضيلة الشيخ فؤاد أبو سعيد، وأمين السر الشيخ مجدي المصري، وأعضاء مجلس الإدارة، ولفيف من العلماء.
ورحب الشيخ ياسين الأسطل بهذه الزيارة الكريمة، مؤكداً أن المؤسسة العريقة للمعاهد الأزهرية في فلسطين نحن من روافدها، روافد الأزهر وهذا أسعد يوم بأن نستقبلكم، مشدداً في ذات الوقت على التواصل والتعاون في الدعوة إلى الله، فنحن إخوة في الإسلام وزملاء في الدعوة إلى الله.
وقال الشيخ الأسطل:"سعداء جداً وإخواني من الدعاة بتشريفكم لنا وبما تمثلونه بمقام علمي ومؤسسة عريقة الأزهر والمؤسسة أكثر من ألف عام، معرباً عن أمله أن يمد في عمرها لرعاية الإسلام والدعوة إلى الله، وأن تكون الحضن الجامع لجميع المسلمين مهما اختلفت أفكارهم المؤهلة لذلك في حسن الخطاب والدعوة واحتمال الأذى من أهل الأذى ما أمكن والصبر عليهم والرحمة بهم".
وأضاف:"نحن الآن المسلمون بحاجة إلى أن نتعالى جميعاً على الآراء والاجتهادات الشخصية في سبيل جمع الناس على كلمة دين الرحمة، مصداقاً لقوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين)، وأهل الإسلام مع نبيهم صلى الله عليه وسلم هم أهل الرحمة للعالمين، ونريد الخطاب الرحيم الجامع وليس الجارح والمفرق".
وأوضح الشيخ الأسطل،"أن محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن جاء من بعدهم من أهل العلم الفضل والتابعين وأتباع التباعين ولهذا اليوم لم يأخذوا العلم وحده بل أخذوا العلم والعمل معا، مشيراً إلى أنه ظهر اليوم ناس في العصور المتأخرة يأخذون العلم دون العمل، منوهاً أن هؤلاء الذين أفسدوا من أخذ العلم ولم يأخذ العمل، وذلك يكون بصحبة التلميذ العالم أن تصحبه في حله وترحاله، ونحو ذلك كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه حتى يقتدى به في العلم والعمل، فالأصل الاقتداء في العمل".
من جهته، ثمن فضيلة الشيخ الدكتور عماد حمتو، دور المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين ممثلاً برئيسية الشيخ ياسين الأسطل في مجال الدعوة إلى الله ورأب الصدع الفلسطيني، مصدقاً لقوله تعالى:"وتعاونوا على البر والتقوى"وتقديم العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين من أبناء الشعب الفلسطيني.
وتحدث الدكتور عماد حمتو، عن جملةً من المشاكل والصعوبات التي تواجه الطلبة في الأزهر وفي المجتمع الفلسطيني، لا سيما الخروج على ولي الأمر، مشيراً إلى أنه لا أحد يتحدث بوسيط الخير والاعتداء على أرواح الناس في غياب الوسطيين وأهل الرحمة، مؤكداً أن المسؤولية كبيرة في ظل الظرف الصعب خاصة المؤسسات الدينية التي تريد فكر مستنير ووسطي حتى يرحم الناس.
وقال الدكتور عماد حمتو:"الخطر المحدق أن تسمع وتشاهد حادثة جريمة قتل هنا وهناك في المجتمع الفلسطيني، والتي كانت هذه الحوادث من الأمور الشاذة التي لا أحد يتوقعها ويتصورها، حتى أصبحنا اليوم أرقام في ظل غياب منهج الرحمة والرقة والخشوع والأدب الذي أصبح بلاءً كبيراً نتحمل وزره نحن العلماء والدعاة إلى الله".
وشدد حمتو، على الألفة والاجتماع على الدعوة إلى الله تعالى والسعي على إصلاح ذات البين والفرقة التي الأمة تواجهها الأمة الإسلامية، ولا سيما الانقسام الفلسطيني، داعياً إلى الوحدة والتكاتف.
وأكد، أنه قلوبنا مفتوحة لمصر وللأزهر الشريف، معتبراً أن قضية فلسطين هي أكبر قضية، ومصر دأبت على دعم القضية الفلسطينية التي هي بمثابة الرئة الأكبر الجامعة لكافة القضايا الإسلامية والاجتماعية والوطنية.
وأعرب حمتو،"عن أسفه لشرعنه الفحش بطريقة بعيدة عن الدين، متسائلاً كيف ينال السفهاء من ولي الأمر وينالون كذلك من كبار أهل العلم وتسقط هذه الهالة الأسوة الحسنة في نفوس الناس، معتبراً أن هذا الشيء مدروس على بناء وإسقاط هذه الحالة ولا يبقى لنا قدوة حسنة نقتضي فيها، معرباً عن أمله أن يرجع الأزهر لمكانته الحقيقة الناضرة والجامعة لجمع الأمة حتى تزهر من جديد".
ولفت الدكتور عماد حمتو، أن الخلاف في الوسائل موجود والأمة ما زالت يرد بعضها بعض، مضيفاً:"قد تختلف ولكن في إطار الأدب فلا نقول اختلف العلماء بل توسع الفقهاء حتى يبقى حبل الرحمة والألفة موجوداً بين الأمة بعيداً عن التوحش والغلظة المؤدية إلى مزيد من التفرق والبغضاء".
وفي نهاية اللقاء، شكر الوفد الزائر وعلى رأسه صاحب الفضيلة الدكتور عماد حمتو للمجلس العلمي حسن الاستقبال وكرم الضيافة، سائلين الله تعالى أن يعم بلادنا والبلاد كلها والعالم بأجمعه الأمن والرخاء والسلام.