يكثر سماع مصطلح "فكّر خارج الصندوق" في جلسة تقديم الاقتراحات في الشركة أو عندما يحاول فريق ما إيجاد حل لمشكلة معينة، لكن هل تساءلت ماذا يعني التفكير خارج الصندوق؟ ولماذا نستخدم هذا المصطلح في حياتنا اليومية.

 "التفكير خارج الصندوق" هو مهارة التفكير الإبداعي الخلّاق، أو هو عدم حصر التفكير ضمن حدود ضيقة ومألوفة، أو هو التفكير خلاف الطريقة التي يفكر بها والديك وأصدقائك لأنهم يعيشون في نفس بيئتك ويواجهون نفس الأحداث اليومية. 

عرف البعض التفكير خارج الصندوق بأنه "التفكير بالمسائل العادية بطريقة غير عادية". وعلى الرغم من غرابة هذا النوع من التفكير إلا أنها نتائجه معقولة وغير تقليدية. فلا عجب أن كل الإختراعات العظيمة في عالمنا بدأت بفكرة غير إعتيادية آمن بها أصحابها وعملوا عليها ليل نهار حتى أصبحت واقعاً. لتفهم التفكير خارج الصندوق أكثر، إليك هذه القصة. تقدم 200 شخص لامتحان توظيف. كان أحد الأسئلة هو تخيل أنك في جو عاصف وتقود سيارتك في منتصف الليل. كان على جانب الطريق ثلاثة أشخاص: سيد عجوز موشكة على الموت، صديق أنقذ حياتك سابقاً، أو شخص مشهور تتخذه كقدوة ولطالما تمنيت أن تلقاه. هناك متسع لشخص واحد في السيارة. من ستختار؟

 من بين ال 200 شخص الذي تقدموا للاختبار، نجح شخص واحد. أتدري ما كانت إجابته؟ كانت إجابته كالتالي: أعطي صديقي مفتاح السيارة لينقذ السيدة العجوز، وأبقى أنا مع الشخص المشهور. هذه القصة هي خير مثال للتفكير خارج الصندوق. فكل المتقدمين حصروا تفكيرهم وخيالهم ضمن الخيارات المتاحة أمامهم، أما هذا الشخص أخذ هذه المعطيات وبنى عليها وخرج بفكرة إبداعية. لا شك أن شخص بهذا التفكير هو ثروة لأي شركة ترغب في البحث عن موظفين، أليس كذلك؟ فلا أبالغ حين أقول أن التفكير خارج الصندوق هو سر من أسرار النجاح، وفيه مخرج لأكثر المشاكل تعقيداً في حياتنا. ذكر بيتير ثيل بكتابه "Zero to One"، أحد السمات الهامة للأشخاص الأكثر إبداعاً ألا وهي القدرة على التفكير الإبداعي والتخلص من قيود المألوف.

يسأل البعض عن كيفية التفكير خارج الصندوق. ببساطة أقول لك، احضر ورقة، أكتب المشكلة التي تزعجك، ثم اكتب الطريقة التي ستتبعها في حل المشكلة، وأخيراً  ضع هذه الورقة جانباً وفكر بأشياء وحلول أخرى خلاف ما كتبته. فالفكرة تكمن في تغيير الطريقة والمنظور الذي تنظر به للأشياء. أيضاً حاول تغيير عاداتك والقيام بأشياء جديدة والتعرف على ثقافات مختلفة وأناس جدد فتغيير محيطك يساعدك على الخروج بأفكار جديدة وإبداعية.

 هناك طريقة أكثر جنوناً للحصول على أفكار خارج الصندوق وهب أن تسأل طفلاً صغيراً عن حل للمشكلة. ربما ما لا تعرفه عن الصغار أنهم بعيدين عن تعقيدات ومشاكل الكبار فدائماً ما ينظرون للأمور بطريقة عفوية وبسيطة. أخيراً، اتبع أسلوب الخطأ والتجربة في حياتك. فدائماً نعتقد أن ما نفكر به كحل لمشكلة هو الأفضل، ولكن نفاجئ بالفشل وتعقد الأمور أكثر فأكثر. من هنا كان الفشل منبهاً لنا يذكرنا أن دائماً هناك طريقة أفضل لحل المشكلة.

لذلك أطلق العنان لخيالك، واحرص دائماً على التفكير بذكاء وإبداع. جرب هذه المهارة من اليوم، وانظر كيف سيندهش الآخرين بأفكارك! وست فتح أمامك فرصاً لا تعد ولا تحصى. 

إيميل الكاتب: emad@apextac.net

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد