صور:مقتنيات أثرية تروى حكاية فلسطين
غزة /نفين حلاوة / خاص سوا/ يقف الستيني أبو حازم عنان، متأملاً في حكايات الأعوام الأربعين التي قضاها في جمع مقتنياته الأثرية، وهي مُعلقة في معرضٍ نادر أُقامه ببيت الصحافة مؤخراً في مدينة غزة.
قطع نقدية قديمة وطوابع بريدية جمعها عنان من كل بقاع الأرض، لتكسوا معرضه الذي يعد الأول من نوعه في الوطن.
أبو حازم روى لـ"سوا" جزءًا من مغامراته مع تلك المقتنيات الأثرية، قائلاً : "تمثل تلك النقود و الطوابع بالنسبة لي حياة، فكل قطعة احتفظ بها تروى قصة حدثت معي وتحكى تاريخ عصر".
وأضاف : "جمع القطع الاثرية كان شغفاً بالنسبة لي"، مشيراً إلى أن شغفه بتجميعها بدأ منذ الصغر كهواية.
وتابع عنان : "كلما تقدمت في العمر، أدرك قيمتها وتاريخها(..)، فقد كانت مدينة غزة ممرا تجاريا لدول العالم، و جمعت حينها أنواعاً متعددة من العملات والطوابع البريدية".
ويضم المعرض عدداً من الهواة الذين اجتمعوا تحت هدف واحد وهو إحياء هذه الهواية في قلوب محبيها وإخراجها الى النور، بعد أن طمس الاحتلال مُعظمها، وذلك ضمن رابطة هواة العملات والطوابع في قطاع غزة التي أُقيمت بجهد ذاتي من الاعضاء.
أما محمد الزرد أمين عام الرابطة بغزة، فأشار إلى ضرورة المشاركة في المعارض؛ ل فتح آفاق التواصل بين الهواة والمجتمع؛ للتعبير والحفاظ على الهوية والتعريف بتاريخ وانجازات الدول.
وقال الزرد لـ"سوا" : "حبي للهواية جعلني أتخصص أكاديميا بعلم المسكوكات"، موضحاً أنه بحث كثيرا على كتب علم الاثار وقام بالتواصل مع خبراء اثار عبر الانترنت.
وأضاف : "نحن في الرابطة ندرس كل قطعة نحصل عليها؛ لندرك قيمتها ولنكون قادرين على تعريف القطعة اثناء عرضها للجمهور".
وبين أحد زوايا المعرض نجد شابا في العشرينات من عمره تظنه بالبداية احد المنظمين لصغر سنه لنكتشف انه أحد الهواة والذي يجمع اكثر من 8000 طابع بريدي بالإضافة الى العديد من الحلي و الادوات الاثرية المتنوعة.
الشاب براء السوسي (21 عاما) بدأ حبه بجمع التراث في حصة التاريخ اثناء دوامه المدرسي، حين رأى عملة نقدية قديمة تعود للحكم العثماني.
ويصف السوسي القطعة قائلاً : "كانت متآكلة وحروفها ليست واضحة لكنها تخفى وراءها عصر قوى لا يمكن تجاهله".
عمل الشاب بجهد خلال 9 سنوات في تجميع القطع الاثرية القديمة فقد نمت لديه هذه الهواية مع تقدم الزمن، فأصبح يمتلك اكبر عدد ممكن منها من خلال شرائها من احد الاسواق القديمة او شرائها من الخارج او من خلال السفر.
ويحاول السوسي تنفيذ المعارض بشكل دوري في المقاهي الشبابية ليتعرف من هم بجيله على ثقافة الطوابع البريدية و يطلعهم على هذا العالم الذى لم يعايشوه من قبل.
ولفت إلى أنه يواجه عقبات عدة وهو في طريقه للحصول على تلك المواد؛ بسبب اغلاق المعابر "فهو يمنعني من المشاركة في المعارض الخارجية و يمنعني من التنوع في المقتنيات، خصوصا بعدما اغلق البريد الحكومي اصبح من الصعب الحصول على الطوابع"، وفقا له.
"يتجاهلونك ويسخرون منك فيحاربونك، ثم تنتصر"، هكذا بدا وليد العقاد الذى يجعل من بيته متحفاً يستقبل فيه كل من يهتم بمعرفة التاريخ والتراث الفلسطيني، حيث بدأ اهتمامه بعدما ترك له والده سيفا ومحفظة نقود تعود لجده بالختم العثمانى التركي.
وقال العقاد : "من لديه حب وشغف تجميع القطع الاثرية سيجدها قريبة جدا حوله، فالحصول على قطعة نقدية قديمة هي قمة المتعة بالنسبة لي".
وأضاف : "الدافع بالنسبة لي هو حبي للوطن والتراث الفلسطيني".
"نحن لا نبيع التاريخ بل نحافظ عليه من خلال المحافظة على التراث والقطع الاثرية ونقل تلك الثقافة للأجيال القادمة"، يتابع العقاد حديثه لـ"سوا".
وتعتبر هواية جمع النقود والطوابع الاكثر متعة وانتشارا في العالم لما تعرضه من صور ورسومات ومعلومات متنوعة عن ثقافة وتاريخ البلدان الصادرة عنها، ويصفها البعض بـ"السفير" العفوي المتجول الذي يتجاوز الحدود.
وقد أصدرت وزارة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات 31 مجموعة منذ العام 2009، جسدت فيها أبرز المعالم والاثار والازياء والطيور الفلسطينية.
كما وعدت الوزارة، بأنها ستستمر بإصدار تلك الطوابع ايمانا منها بمحاولة تلك الطوابع بفك الحصار عن قطاع غزة، كما قال مدير الإدارة العامة للبريد رياض عودة .