تقرير: اقتصاد غزة لن يتعافى في ظل الحصار الإسرائيلي

أطفال ينددون باستمرار حصار غزة

غزة / سوا / أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا )، أن اقتصاد غزة تعرض في فترة ما بعد الصراع إلى تقلبات كبيرة، ما بين فترات النمو وفترات الكساد، وشددت على أن تعافي الاقتصاد الغزي لا يمكن أن يحصل إلا في حال رفعت القيود والحصار عن السكان.


وأشارت إلى أن تحليلاتها تؤكد أن النمو في الاقتصاد «لم يكن ناتجا عن تحسن في قدرات الإنتاج»، وأنه كان مرتبطاً في إعادة بناء البنى التحتية المدمرة والتي اعتمدت بشكل كبير على العوامل الخارجية مثل استيراد المواد الخام وتدفقات منح ومساعدات المانحين. 


وشددت المنظمة الدولية التي طالما حذرت من انهيار الأوضاع في غزة بسبب الحصار والقيود الإسرائيلية المفروضة على السكان منذ عشر سنوات، على أن التعافي المستدام لاقتصاد غزة «لا يمكن أن يتحقق إلا إذا سُمح للقطاعات الإنتاجية والتجارة أن تنمو بدون وجود إعاقات على حركة الأفراد والبضائع سواء بالدخول أو الخروج من غزة». 


وتفرض إسرائيل منذ عشر سنوات حصاراً محكماً ضد القطاع، تفرض بموجبه قيودا مشددة على حركة مرور البضائع والأفراد، حيث تمنع وصول الكثير من السلع وأهمها المواد الخام، إضافة إلى الحد من حركة التجار، وهو ما أثر على حركة الاقتصاد، وأدى إلى إغلاق الكثير من الورش والمصانع، وضاعف أعداد الفقر والبطالة.


وذكرت «الأونروا» في تقرير جديد له، أنه في الأشهر الماضية، فرضت إسرائيل مزيدا من التشديد على حركة الأفراد والبضائع حيث أدى ذلك إلى «خنق نشاط القطاع الخاص وألحق أضرارا في الاقتصاد بشكل عام».


واستندت «الأونروا» إلى ما صرحت به «منظمة غيشا الإسرائيلية»، بأنه ازداد عدد تصاريح السفر لرجال الأعمال المرفوضة. وبينت انه منذ شهر آذار/ مارس الماضي، رفض الاحتلال منح تصاريح سفر أو التجديد لـ1,545 تاجرا من أصل 3.200 ـ 3.500 تاجر، كما شهدت الفترة الماضية تقليص التصاريح الممنوحة لكبار التجار ورجال الأعمال من 450 إلى 300.


وأوضحت أنه بشكل عام، دخل إلى إسرائيل في شهر أكتوبر/تشرين الأول من معبر بيت حانون «إيرز» 5.066 شخص، أي 43 ٪ أقل من عدد المسافرين الشهري خلال النصف الأول من عام 2016. بالعودة إلى عام 2000، كان يعبر معبر «إيرز» بشكل يومي أكثر من 20.000 فلسطيني.


ولفتت إلى أنه إضافة إلى ذلك، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا – OCHA) أنه تم إعاقة استيراد إدخال المواد الخام والمعدات اللازمة للإنتاج الصناعي.

وتسبب ذلك في إعاقة مشاريع البنى التحتية بما يشمل تلك المشاريع المنفذة من قبل «الأونروا» ونشاطات القطاع الخاص التي تواجه انقطاعات كبيرة بسبب التأخيرات في منح الموافقة على المواد المصنفة على قائمة المواد مزدوجة الاستخدام.


وحسب تقرير «الأونروا» الجديد، فإن الشركات التي يتجاوز عددها 5.000 شركة المسموح لها الاستيراد إلى غزة قد تم تقليصها إلى حوالى 200. 


ويشير تقرير مكتب «أوتشا» إلى وجود تقليص عدد الشاحنات المصدرة أو المنقولة إلى الضفة الغربية، حيث خرجت من غزة في شهر أكتوبر 114 شاحنة محملة بالبضائع، وهذا يعني 30٪ أقل مقارنة بالمعدل الشهري في عام 2016.


وذكر التقرير أيضا أنه خرجت من غزة في كل شهر 160 شاحنة محملة بالبضائع وذلك عام 2016، رغم أن هذا الرقم هو أيضاً أقل بنسبة 88٪ عما كان عليه الحال في عام 2001. وأوضح أنه في الربع الثالث من عام 2016 خرج من غزة فقط 441 شاحنة محملة بالبضائع، وهو أقل مستوى مقارنة مع آخر 12 شهر.


وأشارت «الأونروا» إلى أن القيود على حركة الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة والتي طال أمدها «ساهمت في تقويض الظروف الحياتية»، لافتاً إلى أن إسرائيل تمنع أيضاً الدخول أو الخروج من غزة سواء من البحر أو الجو.


وأشارت إلى استمرار القيود على حركة الأفراد والبضائع من وإلى غزة مقيدة في ثلاث معابر وهي معبر رفح ، بين غزة ومصر، ومعبر «إيرز» ومعبر كرم أبو سالم، المخصص لنقل البضائع التجارية من إسرائيل لغزة.


وتشير «الأونروا» إلى أن مصر تتحكم بمعبر رفح، حيث تسمح بعدد محدود مصرّح له بالسفر من مرضى فلسطينيين وحالات إنسانية فقط، في حين تتحكم السلطات الإسرائيلية في المعبرين الآخرين، وتسمح بحركة موظفي الإغاثة والمساعدات وعدد محدود من المسموح لهم بالسفر حيث يشمل ذلك حالات طبية وإنسانية فلسطينية، وبمرور البضائع المسموح دخولها فقط.


وتطرق التقرير إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في غزة مع قدوم فصل الشتاء، خاصة المقيمين في منازل غير مسقوفة بالأسمنت. وذكرت «الأونروا» أنها بدأت في توزيع المشمعات وأغطية النايلون كجزء من استعدادات الطوارئ للشتاء المقبل، لتغطية أسقف هذه المنازل، لمنع وصول مياه الأمطار إلى داخل الغرف.


وأوضحت أن هذه «الإمدادات ستمكن العائلات من مواجهة ظروف الشتاء القاسية، للاجئين الفلسطينيين النازحين الأكثر ضعفاً». 


وكثيراً ما طالب مسؤولون دوليون خلال الفترة الماضية بإنهاء فوري للحصار المفروض على القطاع، وحذروا من انفجار الأوضاع بسبب ما خلفه الحصار من آثار سلبية طالت كل مناحي الحياة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد