وفاة جون غلين، اول رائد فضاء امريكي يكمل دورة حول كوكب الارض
واشنطن/سوا/ توفي رائد الفضاء الأمريكي جون غلين، الذي كان أول رائد فضاء أمريكي يكمل دورة حول كوكب الأرض، عن عمر 95 عاما الخميس.
وكان غلين، وهو ضابط سابق في قوات البحرية الأمريكية وعضو سابق بمجلس الشيوخ، قد أٌدخل المستشفى في كولومبوس بولاية أوهايو منذ أكثر من أسبوع، وتوفي محاطا بابنائه وزوجته البالغة من العمر 73 عاما.
ويشتهر غلين بأنه أكمل دورة حول كوكب الأرض عام 1962، على متن الكبسولة الفضائية فريندشيب7.
وكان إنجاز غلين إيذانا بلحاق الولايات المتحدة بالاتحاد السوفيتي في استكشاف الفضاء، عبر الرحلات المأهولة بالبشر.
ومن المتوقع أن يدفن غلين في مقابر أرلينغتون الوطنية في فيرجينيا.
وقال جون كاسيتش حاكم ولاية أوهايو في بيان: "على الرغم من أنه حلق بعيدا في الفضاء، وشغل مقعدا في الكونغرس لفترة طويلة، إلا أنه لم ينس أبدا جذوره الراسخة في أوهايو. وداعا جون غلين".
وبعد عودته من رحلته الفضائية إلى الأرض، انتخب غلين عضوا عن الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ عام 1974، وأعيد انتخابه طيلة 24 عاما.
سرعة قياسية
وتألق غلين في رحلة أخرى إلى الفضاء عام 1998، وذلك بعد نحو 36 عاما من رحلته التاريخية، وأصبح بذلك الرجل الأكبر سنا الذي يسافر إلى الفضاء، حيث كان عمره حينها 77 عاما.
وولد غلين في كامبريدج بولاية أوهايو عام 1921، وكان ابنا وحيدا لأب يعمل سباكا وأم تعمل معلمة بإحدى المدارس.
وكان والده يتذكر كيف كان ابنه يجري حول حديقة المنزل فاتحا ذراعية، متظاهرا بأنه يقود طائرة.
واحتفظ غلين بحبه للطيران طيلة حياته، وكان يقود طائرته الخاصة حتى فترة قريبة قبل نحو خمس سنوات.
وتزوج غلين من محبوبته منذ أيام الطفولة "آني كاستور" وانجبا طفلين هما ديفيد ولين.
غلين يستعد لرحلته الفضائية التي دار فيها حول كوكب الأرض.
ولا تزال زوجة غلين تحتفظ بخاتم الألماس، الذي اشتراه لها عند خطبتهما بمبلغ 125 دولار، عام 1942.
وأصبح غلين طيارا مقاتلا، وخدم خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، قبل أن ينضم إلى وكالة الفضاء الأمريكية.
وحصل غلين على وسام "صليب الطيران الممتاز" ست مرات، ونفذ 150 مهمة طيران خلال الحربين.
وبعد أن سجل سرعة قياسية في رحلة طيران عابرة للقارات في اختبار تجريبي، انضم إلى فريق "ميركوري 7"، الذي يضم الطبقة الأولى من رواد الفضاء الأمريكيين.
وفي فبراير/ شباط من عام 1962، انطلق منفردا من مدينة "كيب كانفرال" على متن كبسولة ضيقة على صاروخ أطلس، ليحقق إنجازا علميا جديدا للأمريكيين.
جون غلين في وكالة ناسا عام 1963.
وأمضى غلين أقل من خمس ساعات فقط في الفضاء، متمما ثلاث دورات حول الأرض.
وكان تعليق غلين على انعدام الوزن: "صفر من الجاذبية وأشعر أنني على ما يرام".
وبعد هبوطه على الماء في المحيط الأطلنطي، أقيم له موكب احتفال في نيويورك.
وخلال عمله السياسي، نظر إليه خلال فترة وجيزة باعتباره مرشحا محتملا لمنصب نائب الرئيس، مع المرشح الديمقراطي للرئاسة جيمي كارتر.
لكن نجم غلين بدأ يخفت، بعد أن ألقى الخطاب الرئيسي في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عام 1976، وكان خطابا مسهبا ومشوشا، ما جعل الرئيس كارتر يصفه بأنه "الرجل الأكثر مللا" الذي رآه في حياته.
وحاول غلين أن يكون مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1984، لكنه خسر لصالح "والتر مونديل" نائب الرئيس كارتر حينها.
جون غلين (على اليسار) والرئيس جون كينيدي (وسط) ونائب الرئيس ليندون جونسون (على اليمين) يفحصون كبسولة الفضاء فريندشيب 7.
أصبح جون غلين عند عمر 77 عاما الرجل الأكبر سنا الذي يسافر إلى الفضاء.
وأصبح غلين من أصحاب الملايين نتيجة لعمله في التجارة والاستثمار، ومن بين ذلك استشماراته في سلسلة فنادق هوليداي إن.
"بطل حقيقي"
وعندما عاد مجددا إلى الفضاء عام 1998، على الرغم من تخوف زوجته، قال في مؤتمر صحفي من الفضاء: "أن ننظر إلى هذا النوع من المخلوقات هنا ولا نؤمن بالله فهذا شيء مستحيل بالنسبة لي".
وفي عام 2011، حصل غلين على الميدالية الذهبية للكونغرس، وهي أعلى وسام مدني في الدولة.
الرئيس باراك أوباما يقلد جون غلين الميدالية الرئاسية للحرية.
وبعد ذلك بنحو عام، منحه الرئيس باراك أوباما الميدالية الرئاسية للحرية.
وقال أوباما في بيان الخميس إن غلين "أمضى حياته في تحطيم الحواجز".
وكتبت وكالة ناسا على حسابها بموقع تويتر إن غلين كان "بطلا أمريكيا حقيقيا". وأضافت: "وداعا يا جون غلين".