الأمم المتحدة تشكك في إمكانية توصل موسكو وواشنطن لاتفاق بشأن حلب
حلب/سوا/ قال مسؤول بارز في الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة وروسيا أبعد ما يكون عن الاتفاق على شروط عمليات الإجلاء من المناطق المحاصرة في شرق حلب.
وذكر يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن المفاوضات التي استمرت خمسة أشهر بشأن خطط الإغاثة فشلت ولم تتمخض عن شيء، مشددا على ضرورة أن تتحد الولايات المتحدة وروسيا للاتفاق على إجلاء الجزء المحاصر من المدينة.
وقال إيغلاند من جينيف إنه لم ير مفاوضات تقترب من صعوبة المفاوضات الأمريكية الروسية بشأن سوريا، معربا عن احباطه بشأن سير المفاوضات.
وأضاف أن أشهرا من التحركات الدبلوماسية للتوفيق بين روسيا والولايات المتحدة لم تحقق شيئا على الإطلاق، على حد قوله.
ووصف إيغلاند عملية إخلاء مائة واحد والخمسين من الجرحى والعالقين وذوي الاحتياجات الخاصة من المدنيين في البلدة القديمة في حلب التي قام بها الصليب الأحمر الدولي بأنها "عملية بطولية".
وأضاف أن عمليات الإجلاء المنظمة تحتاج إلى ممرات إنسانية، موضحا أن روسيا تعارض وقف إطلاق النار في حلب في الوقت الحالي.
يأتي ذلك ردا على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأن اتفاق وشيك بين موسكو وواشنطن يتوقع ابرامه بشأن وقف لإطلاق النار في حلب، لكنه حذر من الإفراط في التوقعات.
لكن المسؤول الأممي قال للصحفيين إن روسيا لم تعد تقدم وعودا بوقف القتال حتى يتمكن الناس من الخروج وإن اقتراحها فتح ممرات آمنة لا يستحق أن يسمى بهذا الاسم دون وقف إطلاق النار.
ولا تزال قوات الحكومة السورية تتقدم سريعا في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في الأيام الأخيرة.
في سياق متصل، تجري تركيا محادثات مع روسيا حول التوصل لهدنة في حلب، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال إبراهيم قالين في مؤتمر صحفي في أنقرة إن القوات الحكومية السورية ترتكب ما وصفه "جرائم ضد الانسانية" و"جرائم حرب" خلال القتال الدائر في المدينة السورية.
وكان المسلحون في المناطق المحاصرة في شرق المدينة قد طالبوا بهدنة لمدة خمسة أيام للسماح لهم بإجلاء المدنيين والمصابين.
وهناك مخاوف على عشرات الآلاف من السكان الذين يعيشون تحت القصف الذي يكاد يكون متواصلا.
والتقي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في هامبورغ في ألمانيا.
وعقب المحادثات، أعرب كيري عن تفاؤله بشأن الاتفاق حول الأوضاع في حلب.
في غضون ذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه تم إجلاء نحو 150 مدنيا معظمهم من الذين يحتاجون رعاية طبية من مستشفى في حلب القديمة في أول عملية إجلاء رئيسية من القطاع الشرقي من المدينة السورية.
وقالت ماريان جاسر رئيسة بعثة اللجنة في سوريا من حلب "هؤلاء المرضى حوصروا في المنطقة لأيام بسبب الاشتباكات العنيفة".
"خطوة كبيرة"
وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قد قال إن انتصار جيشه في حلب سيكون "خطوة كبيرة" نحو إنهاء الحرب الأهلية التي استمرت خمس سنوات في البلاد.
لكنه أضاف أن هزيمة الجماعات المسلحة في مدينة حلب الشمالية، لن ينهي الصراع. ورفض الأسد أي هدنة، طالما تواصل قوات الحكومة تقدمها.
وقال الأسد إن الإرهابيين "يوجدون في كل مكان".
وأضاف الأسد في مقابلة مع صحيفة الوطن السورية "صحيح أن حلب ستكون فوزا لنا، لكن لنكن واقعيين، إذ إن هذا لا يعني نهاية الحرب في سوريا. لكنه سيكون خطوة كبيرة نحو النهاية. الإرهابيون يوجدون في كل مكان. وحتى لو انتهينا من حلب، فسنواصل حربنا عليهم."
وتقول ليس دوسيت، كبيرة المراسلين الدوليين، الموجودة في حلب إن الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في شرق حلب تتساقط سريعا، أسرع من المتوقع. ولا تزال ملامح القصة الكاملة من ساحة المعركة تظهر شيئا فشيئا. وتشهد المناطق التي زرناها على شدة القتال.
ولا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين في الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في جنوب شرق حلب.
وقالت جماعات المسلحين إن السكان في خطر كبير، مضيفين أنهم سيوافقون على أي مبادرة للتخفيف من معاناتهم.
وقال أحد السكان إن الأحياء أصبحت مزدحمة جدا وهناك مخاوف من القبض على الأشخاص واحتجازهم وتعذيبهم حتى الموت.
وأخذت إمدادات الأغذية تنفد، وليس هناك مستشفيات عاملة، بعد أشهر من القصف العنيف.
وتسيطر قوات الحكومة حاليا على نحو 75 في المئة من شرق حلب. وترك المسلحون الأربعاء الأراضي التي كانت تحت أيديهم شمال شرق القلعة بعد تقدم القوات الحكومية، عائدين إلى الأراضي التي لا تزال خاضعة لهم في الجنوب.