تنسيقية "انتفاضة الحجارة": "الانتفاضة الشعبية" الأولى شكلت الشرارة الأولى للمقاومة الشعبية السلمية

none

غزة / سوا / قالت اللجنة التنسيقية لكادر من الإنتفاضة الشعبية الأولى "انتفاضة الحجارة"، اليوم الخميس: إن الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى عام 1987، شكلت الشرارة الأولى للمقاومة الفلسطينية الشعبية السلمية،  والتعبير الأصيل عن حالة النهوض الكفاحي الجماهيري والمضمون الحقيقي لفلسفة المقاومة الشعبية، كونها استلهمت اساليبها النضالية، من واقع شعبنا وموقعه، متحزمة بأوسع مشاركة شعبية فلسطينية، ومستندة على قاعدة التنظيم الاجتماعي الفلسطيني المستقل، والطابع الديمقراطي العميق، كونها كانت ذات طابع وبعد ديمقراطي ومجتمعي.

وأصدرت اللجنة، بياناً بمناسبة ذكرى "انتفاضة الحجارة'، التي اندلعت من قطاع غزة، عام 1987، وتصادف ذكراها اليوم الخميس، ثم انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيمات فلسطين، وذلك عقب قيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين على حاجز بيت حانون "إيرز"، شمال قطاع غزة.

وأكدت اللجنة في بيانها، أن هذه الانتفاضة مثلت فشلاً للقيادتين السياسية والعسكرية في اسرائيل، ودحضت المزاعم الإسرائيلية التي تدعي أن الشعب الفلسطيني شعب صامت ولا يحق له التعبير عن ذاته، كون المنظمات الفلسطينية تمنعه عن ممارسة ذلك.

وقالت: أطلق شعبنا وقتها على هذه الانتفاضة اسم 'انتفاضة الحجارة' كون الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة، إضافة إلى اعتبارها شكلا من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات، وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وأضافت: أكدت "انتفاضة الحجارة"، ومنذ لحظة تفجرها، على أنها قامت لتحقيق هدف جلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي من أرض فلسطين، وتمكين شعبنا الفلسطيني من بناء دولته، وفق اختياره الحر للنظام الذي يريده فيها، وذلك من خلال أساليبها النضالية، والتي استلهمتها من واقع شعبها وموقعه، وما تسمح به إمكانيات هذا الشعب وطبيعة هذا الموقع، بعيداً عن تقليد أو محاكاة ثورات غيرها من الشعوب، وأن تستخدم الجماهير من امتلاكاتها الذاتية كل ما تعتقد أنه بالإمكان استخدامه سلاحا ضد الاحتلال الإسرائيلي مهما كان مستوى بدائيته.

بينت اللجنة في بيانها، أن "انتفاضة الحجارة"، سعت إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس ، وتمكين شعبنا الفلسطيني من تقرير مصيره، وتفكيك المستوطنات، وعودة اللاجئين دون قيد أو شرط، وتحرير الأسرى دون قيد أو شرط، ووقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتقالات الإدارية السياسية، ووقف الإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء الفلسطينيين، ولم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج، ووقف فرض الضرائب الباهظة على المواطنين والتجار الفلسطينيين،  ووقف ارتكاب ما يتعارض مع العادات الفلسطينية.

وتابعت اللجنة: لقد كانت "انتفاضة الحجارة"، التعبير الأصيل عن حالة النهوض الكفاحي الجماهيري والمضمون الحقيقي لفلسفة المقاومة الشعبية، كونه يجد القدرة على توسيع المشاركة الفعالة من خلال توزيع المنشور السياسي وكتابة الشعارات الوطنية على الجدران، والمظاهرات، والاعتصامات، والإضرابات، وإقامة الحواجز، ورمي الحجارة، وإحراق الإطارات، ورفع العلم الفلسطيني فوق أسطح المنازل وعلى أعمدة الكهرباء، وحمل صور الزعيم الراحل "أبو عمار"، وإجادة الهتاف والنشيد، ورفع صور الشهداء.

وأكدت اللجنة، أن أسلوب المقاومة الشعبية الذي استخدمه شعبنا الفلسطيني خلال "انتفاضة الحجارة"، شكّل ضربة للاحتلال من خلال ضمان أوسع مشاركة جماهيرية ودولية، ارتكزت على ثلاثة أسس تتمثل في الاعتماد على الذات، وتنظيم النفس والحركات الاحتجاجية، وتحدي الاحتلال وممارساته، علاوة على انها تميزت بالتعبئة للجماهير بشكل أفضل، وانضوائها تحت قيادة موحدة، الأمر الذي شكل ميزة كبيرة لها.

وقالت: إن "انتفاضة الحجارة"، جاءت في سياق سياسي يرد على محاولات إقصاء منظمة التحرير الفلسطينية وتمثيلها للشعب من ناحية، إضافة إلى أن الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل التناقض في ما يعيشه تحت سلطة الاحتلال وممارسته من ناحية أخرى. لذلك كانت تلك الانتفاضة ذات طابع وبعد ديمقراطي ومجتمعي أثمر على المستوى المحلي بتوحيد شعبنا الفلسطيني خلف منظمة التحرير، والتأكيد على شرعيتها، إضافة إلى أنها شكلت رسالة لإسرائيل بعدم احتمال استمرار الوضع القائم في ظل الظلم والاستيطان ومصادرة حقوق شعبنا الفلسطيني.

وأضافت أن "انتفاضة الحجارة"، اشتملت على أوسع مشاركة شعبية فلسطينية، حيث قامت على قاعدة التنظيم الاجتماعي الفلسطيني المستقل، والطابع الديمقراطي العميق؛ حيث المبادرة الجماهيرية والمشاركة الشعبية في تحديد أهدافها، وفي برامجها وآليات عملها، بحيث توفر تناغماً كبيراً بين قيادتها وجماهيرها، بما يحقق الشعور بالانتماء والحرص على المصلحة العامة.

وبينت، أن "انتفاضة الحجارة"، دحضت المزاعم الإسرائيلية التي تدعي أن الشعب الفلسطيني شعب صامت ولا يحق له التعبير عن ذاته، كون المنظمات الفلسطينية تمنعه عن ممارسة ذلك، مؤكدةً أن النتائج التي حققتها الانتفاضة، تؤكد مدى فعالية أسلوب المقاومة الشعبية المدنية، حيث استخدمت إسرائيل في حينه كافة الوسائل المتاحة أمامها لوقف الانتفاضة لكنها لم تتمكن، فذهبت إلى مدريد ومن ثم لمفاوضات أوسلو، ورغم أن إسرائيل راوغت إلا أنها اضطرت للتعامل مع القيادة الفلسطينية والاعتراف بمنظمة التحرير.

وجددت اللجنة، في ختام بيانها، دعمها ووقوفها خلف السيد الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، في قيادة شعبنا ونضاله الوطني المشروع، حتى تثبيت واسترجاع الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد