مسيرة المؤتمر السابع لحركة فتح، سواء الخطاب الافتتاحي للأخ الرئيس محمود عباس ، أو جلسات النقاش التي كانت مفتوحة بين كافة الأعضاء، وكذلك عملية الاقتراح الديمقراطي لانتخاب أعضاء المجلس الثوري (80) أو اللجنة المركزية (18)، ثم خطاب اختتام المؤتمر للرئيس أبومازن، وعودة الأعضاء كلُ الى جغرافيته وبدء العمل، هذا كله يوصلنا الى قناعة راسخة أن حركة فتح استطاعت إنجاز مؤتمرها الحركي العام، وأن مرحلة جديدة من المهام قد بدأت وفي إنتظار تنفيذ البرامج المختلفة التي تم الاتفاق عليها في المؤتمر أو تلك التي سوف تكون كخطوط عمل في المرحلة القادمة.


المؤتمر قبل انعقاده واجه جملة من التحديدات وقد نصل بالقول الى جملة من التهديدات، لكن النتاج الختامي عكس حجم الإرادة ومستوى القيادة التي استطاعت تحويل التحديات والتهديدات إلى منجزات، تحققت على أكثر من صعيد، وما يتبقى منها سوف تكون ضمن برامج المفوضيات والهيئات والأطر المختلفة التنظيمية والحركية والوطنية العامة.

 

كل التفاصيل التي تتحدث عن توزيع الأعضاء انتخاب لجغرافيا المحافظات، غير واردة في النظام الأساسي، وبالتالي فإن الجهد المقدم هو النتاج المقروء، ولكن يمكن تعويض نتائج الانتخابات ببعض التعيينات والتي لا ترتبط بالجغرافيا ولكنها مرتبطة بالعمل نفسه وتوزيع المهام، وبالتالي فكل الأحاديث عن غير ذلك يعتبر "استهلاك محلي" لا يفيد، ولربما يتطلب الأمر في حال اعتماد الجغرافيا في نتائج الانتخابات، إعادة في قراءة النظام الأساسي لانتخابات ونتائج المجلس الثوري، وهذا ضمن الفترة الحالية التي توصلنا الى المؤتمر العام القادم، وبكل تأكيد أن الأعضاء عندهم معرفة مسبقة بأن نتائج الانتخابات لم تكن تتوزع جغرافيا، ولهذا فإن دغدغة العواطف والحديث الجغرافي لا يخدم الحركة وبرامجها بقدر ما يخدم ردود فعل الأشخاص وخاصة الذين لم يحالفهم النصيب للوصول إلى المجلس الثوري أو اللجنة المركزية.

 

 

طموحات أبناء حركة فتح كثيرة، ومطالبهم مشروعة، وهم يعيشون في ظروف صعبة، والواقع في قطاع غزة "استثنائي"، بالتالي يحتاج الأمر اليوم إلى وضع النقاط على الحروف، لتنطلق السفينة إلى وجهتها دون معيقات، والبناء التنظيمي السليم المرتبط بالتعبئة الفكرية الجادة، والتثقيف والوعي الحركي يجب أن يكون برنامجا متكاملا للمرحلة القادمة، لأنه دون ذلك يصبح الأمر كجدار ورقي سرعان ما ينهار.

 

غزة تستحق كل الخير، تستحق المصالحة والوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، تستحق الترميم السريع لكل ما تم سواء في النفوس أو في البنية التنظيمية والأطر الحركية، تحتاج وضوح في كادر المرأة في ميدان العمل، تحتاج شبيبة، تحتاج اهتمام بالأشبال والزهرات، تحتاج تغذية المناطق بالبرامج الحركية وكذلك الشعب التنظيمية، ويحتاج كل عضو إقليم أن يتفرغ للمشاركة في البرامج التدريبية والتثقيفية، نحتاج إلى إعلام موجه يتعامل مع كل وسائل الإعلام الجديد "الملتي ميديا" ويتصل مباشرة بهذه الأطر، هيكلة وتعبئة، وبالمقابل كل الأطر السابقة يجب أن تكون لجانها فاعلة وليست أسماء على الورق، فتح تستحق كل الجهد، هكذا نذهب دائما للمربع المضيء، والأهم نحتاج أن يسود الحب والتسامح والتعاون والعمل الجماعي والانضباط والالتزام واحترام النظام والسرية وحماية العضوية والاشتراكات المنصوص عليها نظاما.

 
همسة: ما حدث من تزاحم أعضاء المؤتمر من غزة للحصول على مقاعد في المجلس الثوري دللَّ أن ما تم الحديث عنه قبل الذهاب من إجتماعات ولقاءات ذهب أدراج الرياح في أول طلة هناك، بالتالي بنيان التنظيم أهم من بنيان الموقع "سلفاُ"، والحمد لله على سلامة الجميع.


الحقيقة : نجاح المؤتمر نجاح للكل الفتحاوي .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد