موقع إسرائيلي: ترقبوا موجة جديدة من ثورات الربيع العربي
القدس / سوا / قال موقع "ذا ماركر" الإسرائيلي إن موجة جديدة من الربيع العربي بدأت تتشكل بعد مرور 6 أعوام على اندلاع الموجة الأولى في ديسمبر 2010، وذلك في ظل استمرار الأنظمة القمعية في خنق الحريات، وعدم الإنصات لأصوات المعارضة.
وأشار الموقع إلى مناقشة مجلس الوزراء المصري في ديسمبر 2010 نتائج استطلاع للرأي أجري بين الشباب، وأظهر أن 16% فقط بين 18-29 صوتوا في الانتخابات، وأن 2% فقط سُجلوا في العمل التطوعي. ووصل لنتيجة مفادها أن جيل الشباب أصبح لا يبالي بشيء، لكن الوزراء لم يفعلوا أي شيء حيال تلك النتائج الخطيرة. بعد أسابيع قليلة تدفق الشباب المصري في الشوارع وأسقط نظام الرئيس حسني مبارك.
وأشار الموقع إلى أن تقريرا جديدا للأمم المتحدة حول التنمية في العالم العربي، نشر في 29 نوفمبر، يظهر أن الأنظمة العربية لم تستخلص الدروس من تلك الفترة. فبعد سنوات من الثورات التي أسقطت أربعة حكام عرب، لا تزال الأنظمة تخنق أية شرارة معارضة في مهدها.
وتابع :”عندما تفشل الدول في أدائها، يبدأ الشباب في الانحياز أكثر للدين، والقبيلة أو الطائفة التي ينتمون إليها، أكثر من انحيازهم للدولة. في 2002 كانت هناك خمس دول عربية غارقة في صراعات عنيفة. الآن وصلت إلى 11 دولة. وحتى 2020، كما يتوقع التقرير، سوف يعيش ثلاثة من بين كل أربعة شبان عرب في دول تواجه نزاعات".
وبحسب التقرير الأممي يبلغ تعداد الشباب العربي (بين 15- 29) 105 مليون ويتزايد بشكل سريع، لكن البطالة والفقر والتهميش يتزايدون بشكل أسرع. فنسبة البطالة 30% أي تزيد عن ضعف المتوسط العالمي 14%. ونحو 50% من النساء العربيات الشابات يفشلن في العثور على عمل، مقارنة بالمعدل العالمي 16%.
مع ذلك ظل الحكم مقتصرا على أبناء النخبة الذين توارثوا مناصبهم. “يشعر الشبان بالتمييز والإقصاء"، جاء في التقرير، الذي أشار إلى "ضعف التزامهم بالمحافظة على المؤسسات الحكومية".
وتذهب وعود الكثير من الزعماء العرب سدى، فيما يلقون بمسئولية الاهتمام بمشاكل الشباب على وزارات كوزارة الرياضة. يقول أحمد الهنداوى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب "نحن في وضع سيء للغاية أكثر من الفترة التي سبقت الربيع العربي".
وبحسب الموقع الإسرائيلي، تميل الأنظمة العربية للرد على التهديدات الأمنية بواسطة تشديد قبضتها. وتستغل الحكومات الأموال المخصصة للتنمية لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية من مصادر خارجية. وفي ظل غياب أي حراك اجتماعي، اعتاد الشباب العرب في الماضي السفر خارج بلاده، لكن هذه الإمكانية لم تعد متاحة حاليا، ورغم تظاهر الجامعة العربية بالأخوة، يصعب أن تجدي دولة بين الدول الـ 22 الأعضاء تسمح بالسفر المتبادل بدون تأشيرة. حيث الدول متورطة في صراعات، ويعيش الكثير دون حرية حركة في مناطق محددة في وطنهم.
هذه العوائق البيروقراطية، التي يبدو أنها تأتي لأسباب أمنية، هي سيف ذو حدين "في اللحظة التي أمنع فيها شخصا مهجرا أو معدما من السفر للعمل، فإني أحوله لضحية وهدف لإيدولوجيا متطرفة" كما يقول جاد شعبان معد التقرير، مضيفا أن الكثير من الشباب المثقف يهرب من هذا الوقع عبر قوارب الموت.
وخلص "ذا ماركر" إلى أنه ورغم أن الشباب العربي يميل للتصويت في الانتخابات بشكل أقل من نظرائه في العالم، فإن الكثيرين منهم مستعدون للخروج في تظاهرات احتجاجاية. وبحسب التقرير الأممي تأتي دورات الاحتجاج في البلدان العربية كل 5 سنوات، وكل دورة تكون أعنف من سابقاتها، لذلك يبدو أن النوبة القادمة اقتربت وباتت مستحقة. إذ يفضل الشباب العربي الطرق الأكثر مباشرة وعنفا، لاسيما حيث يصلون لقناعة مفادها أن الطرق الموجودة للمشاركة السياسية والمساءلة ليست ذات جدوى.
الجيل الجديد – بحسب التقرير- هو الأكبر والأكثر ثقافة وتمدنا في تاريخ العالم العربي. وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي فإنه على تواصل مع العالم أكثر من المعتاد.