الشعبية:نرفض تعامل فتح مع مؤسسات شعبنا بأنها ملك لها تتصرف بها على أهوائها الخاصة

جميل مزهر

غزة / سوا /  أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في غزة جميل مزهر بأن انطلاقة الجبهة شكّلت نقلة نوعية في التاريخ الوطني الفلسطيني، وأعطت للنضال الوطني أبعاداً ومضامين وأشكال نضالية جديدة وجريئة.

وأضاف مزهر في مقابلة شاملة مع المكتب الإعلامي للجبهة في غزة أن الجبهة لا زالت وستبقى ترى في طبيعة الصراع مع هذا العدو صراع وجود لا حدود، وستبقى دوماً ترفض كل أشكال الحل السلمي، والاتفاقات التي تدعو للتعايش مع الاحتلال، ولن ولم تعترف بالكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا.

واعتبر مزهر أن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان لمسيرة شعبنا، وهي أقصر الطرق لتحقيق الانتصار والتحرير الشامل، لافتاً أن الجبهة جرمّت كل من يرفع السلاح أو يغذي الاقتتال الفلسطيني مهما كانت الأسباب.

وأكد مزهر بأن الجبهة تجد نفسها فصيلاً معارضاً داخل المنظمة، وتواجه منهج الهيمنة والتفرد، وأن وسائل الابتزاز والضغط عليها لن يزحزحها عن مواقفها أبداً، مطالباً بحوار وطني شامل والتوحد خلف رؤية استراتيجية موحدة مقاومة.

وأوضح مزهر بأن الجبهة لن تقدم مواقف تخالف نهجها وأيديولوجيتها، فما تقوله داخل الغرف المغلقة تقوله خارجها، مشيراً أن انعقاد مؤتمر فرع غزة السابع سيشكّل رافعة للجبهة.

ووصف مزهر التطبيع مع اسرائيل سلوك مرفوض ومدان ويضرب بعرض الحائط كل القرارات الوطنية الجامعة، لافتاً أن الجبهة طالبت بمحاسبة الرئيس على هذا الموضوع، وإلغاء ما يُسمى بلجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي لدورها الخبيث والخطير.

ورأى مزهر في المحكمة الدستورية محاولة من الرئيس لاستخدامها كعصا يواجه فيها خصومه ومعارضيه، مشيراً أن انعقاد مؤتمر فتح السابع شأن فتحاوي داخلي، معرباً عن أن يخرج بنتائج إيجابية على صعيد وحدة الحركة والعودة بمواقفها إلى جادة الصواب واستخلاص العبر من تجربة أوسلو المريرة.

ورفض  مزهر طريقة تعامل حركة فتح مع مؤسسات الشعب الفلسطيني، لافتاً أنه لا يمكن على الاطلاق القبول بأن تتعامل فتح مع هذه المؤسسات بأنها ملك لها تتصرف بها على أهوائها الخاصة.

ورأى مزهر في المبادرة الفرنسية كما المبادرة العربية محاولة خبيثة ومشبوهة لتصفية حقوقنا وعلى رأسها حق العودة.

وعدّ مزهر ضعف العمليات ضد الكفاحية ضد الاحتلال ظاهرة عبرت عن أزمة النظام السياسي الفلسطيني، والتي نتجت عن اتفاقية أوسلو، وحالة الانقسام، والتي ارتدت حصاراً وملاحقة لا تنته للمقاومة ورموزها، مطالباً بتوفير حاضنة سياسية وتعزيز ركائز الصمود للانتفاضة.

وشدد مزهر في مقابلته على أن الجبهة مصممة على الوصول لقتلة الشهيد الرفيق عمر النايف، مشيراً أن دمائه لا تسقط بالتقادم، وعلى من يراهن على الوقت أن يعيد حساباته، وأن يقرأ جيداً تجربة الجبهة وردودها على هذا الصعيد.

وإليكم النص الكامل للمقابلة:

س1. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد مرور 49 عاماً على انطلاقتها، ماذا تقول:

 

شكّلت انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في عام 1967 كامتداد طبيعي لحركة القوميين العرب، رداً عملياً على هزيمة حزيران، محدثة نقلة نوعية في التاريخ الوطني الفلسطيني المعاصر، وأعطت للنضال الوطني الفلسطيني أبعاداً ومضامين وأشكال نضالية جديدة وجريئة ضربت صميم الفلسفة للحركة الصهيونية بأن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، عندما حوّل القائد الفذ وديع حداد بعملياته الخارجية المطارات حول العالم لمنبر اعلامي للتعريف بالقضية الفلسطينية، وإظهار معاناة شعب اقتلع وهجر من أرضه، ليحل مكانه عصابات جمعتها ونظمتها الدول الاستعمارية.

ولعل في التجارب النضالية التي أرستها الجبهة منذ انطلاقتها الأولى، والتي جاءت استكمالاً وتطوراً في مسيرتها الكفاحية منذ حركة القوميين العرب وعمليات الدوريات التي تعمقت في داخل فلسطين ونفذت سلسلة عمليات جريئة، واستشهد على اثرها الشهيد الجبهاوي الأول خالد أبو عيشة وغيره من المناضلين الأوائل. كما جسدت تجربة الشهيد القائد العسكري لقوات الجبهة في قطاع غزة محمد الأسود " جيفارا غزة" تعزيزاً للانجازات العسكرية الجريئة التي نفذتها الجبهة، وتجسيداً لقرارها بنقل مركز الفعل الثوري للداخل المحتل؛ هذه التجربة حوّلت من رمال غزة كابوساً وناراً حرقت بلهيبها جنود الاحتلال ورموزه الإرهابية، وشنت حرب عصابات حقيقية في شوارع وأزقة ومخيمات قطاع غزة بشهادة قادة الاحتلال، ومنهم وزير الحرب الصهيوني آنذاك " موشي ديان" بأنهم يسيطرون على غزة في النهار، والجبهة الشعبية تسيطر عليها ليلاً ". وما مثله فدائيو الجبهة في الضفة وفي جبال الخليل من حرب استنزاف حقيقية للاحتلال والتي قاد عملياتها الشهيد القائد أسعد السويركي " أبو منصور"، والشهيد ذياب الدويك، لتتزامن هذه العمليات مع العمليات في غزة والخارج، لتؤكد على بوصلة ورؤية الجبهة وفهمها لطبيعة الصراع مع هذا الكيان الغاصب، ليتحوّل هذا الصراع شيئاً فشيئاً ويأخذ طابعاً قومياً، وبعد ذلك أممياً ، فقد وجد المئات من الشباب العربي وأحرار العالم ضالتهم في الجبهة والتي باتت تشكّل رأس حربة في مواجهة الصهيونية والامبريالية العالمية، فالتحقوا وتلقوا دورات عسكرية وشاركوا في تنفيذ العمليات البطولية ضد الكيان، ونشير هنا إلى أن أول عملية استشهادية في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة نفذها رفيق إيراني حين فجر حزاماً ناسفاً في داخل سينما حين في القدس المحتلة لتقتل وتصيب عشرات الصهاينة، وهي أول فصيل نفذ عملية تبادل للأسرى مع الكيان الصهيوني، واستمرت الجبهة في تبني هذا الخيار حتى يومنا هذا، فهي ما زالت تتبناه وتمارسه قولاً وفعلاً، ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر بالعملية البطولية النوعية في تاريخ الصراع والتي قادها الرفيق الأمين على الثوابت القائد أحمد سعدات حين خلصت البشرية من أحد رموز الإرهاب والترانسفير والعنصرية صاحب نظرية التهجير المجرم " رحبعام زئيفي" حين تمكنت وحدة كوماندز من الجبهة من الرد على جريمة اغتيال الرفيق الأمين العام أبو علي مصطفى.

بعد 49 عاماً من النضال والتضحيات الجسام، لا زالت وستبقى الجبهة ترى في طبيعة الصراع مع هذا العدو بأنه صراع وجود لا صراع حدود، ولذلك كانت الجبهة دوماً ترفض كل أشكال الحل السلمي والاتفاقات التي تدعو للتعايش مع هذا الاحتلال، فكان رفضها لاتفاق أوسلو وما لحقه من اتفاقات تعبير عن استراتجيتها السياسية الثابتة، فقد رأت في هذه الاتفاقات عبثاً في مقدرات وطاقات شعبنا.

وفي الشأن الداخلي تعتبر الجبهة الشعبية الوحدة الوطنية هي صمام الأمان لمسيرة شعبنا، ورأت فيها طريقاً أقصر الطرق لتحقيق الانتصار والتحرير الشامل، وجرمّت كل من يرفع السلاح أو يغذي الاقتتال الفلسطيني مهما كانت الأسباب.

س2: ألم يتغير شيء في أدبيات الجبهة والعمل في  الجبهة الشعبية خلال هذه الأعوام الطويلة؟

رغم أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تنظيم علمي لديه قراءة عميقة ودقيقة للواقع وتجلياته، إلا انه يتبنى مواقفه على أساس ثابت وهو ما تضمنته الاستراتيجية السياسية والتنظيمية لديه، والتي تؤكد على ثوابت شعبنا وحقنا في المقاومة الشاملة للاحتلال حتى تحقيق أهداف شعبنا المشروعة في العودة والحرية والاستقلال وتحرير الأرض من دنس الصهيونية وقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الفلسطيني، وستبقى الجبهة تسير على ذات الطريق والنهج الذي انطلقت من أجله.

صحيح أن الجبهة اتخذت بعض المواقف التكتيكية في سياق الواقعية السياسية للحظة الراهنة، وهو تبنيها للحل المرحلي، والهادف لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، فهو هدف لا يقطع الطريق على الهدف الاستراتيجي، فالجبهة كانت ولا زالت وستبقى متمسكة بالتحرير الكامل لأرضنا ولن تحيد عن وجهتها وأهدافها الاستراتيجية. فقد اعتبرت الجبهة أن حق العودة وفق القرار 194 هو الجسر الذي يربط بين الحل المرحلي والحل الاستراتيجي المتمثل بإقامة  الدولة الفلسطينية من نهرها إلى بحرها.

س3- الجبهة الشعبية الآن وهي داخل منظمة التحرير لا تعترف ب "إسرائيل"؟

بالمطلق الجبهة الشعبية لم ولن تعترف بالكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا، مهما كانت مسمياته، وتوضيحاً لعلاقة الجبهة الشعبية في منظمة التحرير، فهي تعتبر نفسها فصيلاً أساسياً في المنظمة من منطلق أن هذه مؤسسة الشعب الفلسطيني تعمدّت بالنضال والتضحيات، وأنه لا يملك أي أحد حق التصرف أو تبني مواقف مغايرة لموقف الاجماع داخل هذه المؤسسة، لذلك رأت الجبهة الشعبية نفسها فصيلاً معارضاً داخل هذه المنظمة  بعد أن رأت أن القيادة الفلسطينية المتنفذة قد حرفت بوصلة وأهداف هذه المنظمة، وتعاملت معها بمنطق الهيمنة والتفرد بالقرار، وتغليب مؤسسة السلطة عليها، ومن هذا المنطلق وحتى باعتراف القيادة المتنفذة فإن الجبهة تعتبر أشد المعارضين داخل المنظمة، وهي في أكثر من محطة نضالية انسحبت من هذه المنظمة احتجاجاً على سياسات قيادتها المتنفذة، وفي المقابل كانت الأشد حرصاً على هوية المنظمة، وكانت من أشد المعارضين لشطب الميثاق الوطني الفلسطيني، أو لتوقيع اتفاقات أوسلو المشئومة، ومن أجل مواقفها المعارضة الثابتة لسياسة القيادة المتنفذة تعرضت للعديد من الضغوط من بينها تجميد مخصصاتها، وضغوط ميدانية أخرى إلا أنها عودت الجميع بأن وسائل الابتزاز والضغط لن تزحزح مواقفها أبداً، ونذكر أن الجبهة في محطات عديدة تصدت لممارسات القيادة المتنفذة، وعلى رأسها محاولاتها عقد جلسة للمجلس الوطني في رام الله ، من أجل محاولة تفصيل قيادة جديدة على مقاس القيادة، ونتيجة ضغط وموقف الجبهة الثابت من هذا الاستفراد والهيمنة بالقرار والذي يخالف النظام الأساسي للمنظمة تم التراجع عنه.

س4- خرجتم من منظمة التحرير الفلسطينية عقب اتفاقية "أوسلو" وعدتم إليها مجدداً، رغم أنها عدلت الكثير على ميثاقها خاصة فيما يتعلق بمفهوم "الكفاح المسلح" والبعض أصبح يرى وجود الجبهة الشعبية داخل المنظمة وجود شكلي يجمل قراراتها؟

الجبهة الشعبية لها تجارب عديدة في إطار النضال والاشتباك داخل منظمة التحرير وخارج المنظمة وبالتالي خرجت من اللجنة التنفيذية في مراحل عدة عام 1974،وعام 1993 عند توقيع اتفاقية أوسلو وعادت إلى المنظمة عام 1999 نتاج حوارات في القاهرة رعاها الشهيد القائد أبو علي مصطفي ،وعودة الجبهة الشعبية لم توقف على الإطلاق كفاحها المسلح بل خاضت نضالها خلال وجودها داخل إطار المنظمة ولازالت مستمرة، حيث قدمت خلال هذه الفترة العديد من العمليات الكفاحية والنوعية، وعندما  تتعرض القضية الفلسطينية لمخاطر جدية وحقيقية يعلو صوت الجبهة،حيث أنها شكلت في بعض الأحيان كابح للتوجهات المتهورة داخل المنظمة فعندما جرى الحديث حول انعقاد مؤتمر المجلس الوطني في الضفة الغربية  أعلنت الجبهة موقف واضح وصريح بعدم مشاركتها في هذه الدورة بل وساهمت في التحريض والعمل على منع عقدها وجرى الضغط على قيادة  المنظمة وبالفعل تم وقف عقد المجلس الوطني الفلسطيني، وجود الجبهة داخل إطار المنظمة ضروري على اعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للدولة الفلسطنية كما أن جميع الأحزاب الفلسطينية الأخرى تناضل من أجل الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية بما فيها حماس والجهاد الإسلامي ،الضرورة تقول أنه يجب إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاحها بإشراك كل القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية والمطلوب إجراء انتخابات في الداخل والخارج وفق  قانون التمثيل النسبي الكامل على اعتبار هذه الخطوة بادرة مهمة لتأسيس شراكة حقيقة وتمثيل قوي وفق الوزن لمنع أي طرف كذلك من الاستفراد بالقرارات ،وضعنا الفلسطيني الراهن يتطلب إعادة الاعتبار لبرنامج وطني فلسطيني مبني على حوار واستراتيجية وطنية حقيقية.

س5- كل هذه الضرورات التي ذكرتها "منصوصة " داخل الاتفاقيات من يعطل تنفيذها ؟

نحن قلنا أن دعوة الإطار القيادي المؤقت هو مفتاح البدء لحوار وطني شامل على اعتبار أن الإطار القيادي هو مرجعية لاتفاق القاهرة ،وذلك الأمر ضمن صلاحيات الرئيس ابو مازن ويقع على عاتقه ،فمن خلال الإطار القيادي الذي يشارك فيه الجميع بما فيهم -حماس والجهاد- يتم الاتفاق على معالجة موضوع حكومة الوحدة الوطنية وموضوع الانتخابات التشريعية والمصالحة وكافة الموضوعات والقضايا العالقة، نؤكد أن ذلك الأمر بيد الرئيس والمكان لن يعيق عقد الاجتماع ويمكن عقده في أي دولة (مصر، تونس لبنان، الجزائر)، عند توفير الرغبة والإرادة السياسية سيكون بالإمكان حل كل هذه الإشكاليات .

س6- المنظمة تفعل ما تريده بغض النظر عن وجهة الجبهة الشعبية ، بدليل الاعتراف ب"اسرائيل"، وشطب الكفاح المسلح ،اتفاقية أوسلو، والجميع يتساءل إلى متى سيبقى وجود الجبهة في المنظمة شكلي ؟

لا أحد ينكر أن هناك هيمنة واستحواذ على القرار الوطني الفلسطيني  من قبل القيادة المتنفذة في المنظمة ، هناك جهة متنفذة تمرر وتتخذ القرار دون الاطلاع أو الاستماع إلى آراء المعارضة وذلك أمر قائم في الساحة الفلسطينية  بغض النظر عن من هم داخل المنظمة أو خارجها الواضح هناك استهتار في القرار الوطني وكل طرف يسير في القرار الوطني حسب رؤيته وأهدافه الفئوية ،وبالتالي الأمر يتطلب معالجة جدية  في الإطار الوطني الشامل ، الشراكة الحقيقة هي من تأسس قرار وطني فلسطيني مستقل ومحل إجماع من الكل الفلسطيني ذلك الأمر غير قائم وغير موجود وبالتالي سيبقى المواطن والشعب الفلسطيني يدفع ثمن ذلك الاستهتار الذي يجرى في إدارة الشأن الفلسطيني وإدارة المشروع الوطني.

س7- لماذا لا يجتمع اليسار الفلسطيني لأخذ قرار صادم وينسحب من المنظمة حتى يضع القيادة أمام مسئولياتها ؟

سبق وأن اتخذ اليسار قرارات من ذلك النوع مثل الانسحاب أو تجميد العضوية في اللجنة التنفيذية  واستمرت القيادة الفلسطينية بالتفرد والهيمنة على القرار السياسي ، إلا أن ذلك لم يشكل رادع لهذا التفرد ولم يعد تكتيك عملي.

 هذا الأمر يحتاج إلى معالجات أخرى في إطار الضغط على القيادة لوقف هذا الانحدار في سقف القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها توحيد قوى اليسار الفلسطيني، والتوافق على برنامج عمل مشترك، خاصة في ظل حالة عدم الانسجام في المواقف.

س8- القيادة وصلت إلى قطع المخصصات المستحقة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،ما تعقيبك على ذلك ؟

لطالما دفعت الجبهة الشعبية ثمن مواقفها ومنهجيتها الوطنية، وبخصوص قطع المخصصات تمت معالجة هذا الأمر، ولكن القيادة توهمت بأن هذه السياسة ستستخدم ورقة ضغط على الجبهة للتراجع عن مواقفها، لكن الجبهة عودت جماهير شعبنا بأنها  لم ولن تساوم على سياساتها ومواقفها مهما كان الثمن، ولن تقدم مواقف تخالف نهجها وأيديولوجيتها، فما تقوله الجبهة داخل الغرف المغلقة تقوله خارجها وكل ما ندلي به للإعلام هو ما يمثلنا فعلاً .

س9- هل لديكم برامج أو مواقف لحل أزمة قطع المخصصات وفق برامجكم ومواقفكم وقناعاتكم ؟

مستحقات الجبهة من المنظمة هي حق من الصندوق القومي  باعتبار الجبهة فصيل أساسي والفصيل الثاني في المنظمة وذلك حق لا ينكره أحد،  وبالتالي من حق الجبهة أن تبحث عن مصادر سواء مصادر ذاتية أو تبرعات من أعضاءها وأعتقد أن أعضاء الجبهة ومناصريها وأحرار العالم لن يتخلوا عن الجبهة وفكر الجبهة هذه الفكرة الواضحة والمحصنة للقضية الفلسطينية .

س10- بعض المحللين والكتاب صرحوا بأن الجبهة عملت على إعادة تموضعها المالي والعسكري وبدأت تتلقى المساعدات من إيران وحزب الله  ما مدى دقة هذه التصريحات؟

الجبهة هي فصيل مقاوم ومكافح ومن حقها أن تبحث عن مصادر لتمويلها في إطار تعزيز دورها الكفاحي، ولكنني لست مخولاً للرد على ذلك، وبكل الأحوال إن كانت الجبهة تتلقى دعم من هذه الجهات أم لا ، من حقها البحث عن تمويل من كل الجهات الصديقة والتي تساند الشعب الفلسطيني والتي تساند القضية الفلسطينية والمقاومة كما من حقها أن يكون لها حلفائها وأصدقائها لدعم مشروعها النضالي المقاوم.

س11- الجبهة الشعبية أجرت انتخاباتها الداخلية قبل فترة قصيرة نسبياً، ما الذي أفرزته هذه الانتخابات ؟

شكّل انعقاد مؤتمر فرع غزة السابع بنجاح تام انجازاً للجبهة، ورافعة لها، ناقش خلاله بمسئولية وثائقه وتجربته بين مؤتمرين، وإقرار المهام المستقبلية للفرع الجديد، وانتخاب قيادة جديدة لفرع غزة، برزت فيها دماء شابة جديدة وصلت نسبة التجديد فيها إلى 50%. وقد أثبت انعقاد المؤتمر بأن الجبهة حريصة على دورة انتظام المؤتمرات، 

س12: ما هي توجهات الجبهة وأفكارها في إنهاء الانقسام ؟

الانقسام مستمر منذ عشر سنوات عجاف، أدى إلى آثار وتداعيات سلبية على كافة الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الفكرية ، هناك حالة من الفقر والبطالة وأزمات مياه وكهرباء وأوضاع كارثية جمة ورغم جهود الجبهة ومساعيها في هذا الملف، وتقديمها مبادرات وحلول للعديد من الملفات أكثر من مرة على هذا الصعيد، لم يستجيب طرفا الانقسام لها، واصطدامها بعدم توفر الإرادة السياسية الحقيقة لدى أصحاب المصالح الفئوية فيهما، هذا التحدي ليس بالأمر اليسير ويتطلب مشاركة كل المواطنين والمتضررين لمواجهته، على اعتبار أن إنهاء الانقسام ركيزة أساسية من مرتكزات الأمن الوطني ومهمة لإعادة البعد القومي والدولي للقضية الفلسطينية خاصة في ظل الأوضاع المزرية للدول العربية.

س13- البعض يقول أن فصائل اليسار مستفيدة من استمرار الانقسام وأن لديها رؤية  أن الانقسام أضر بحركة فتح وحماس وجعل من إمكانية إبراز فصائل اليسار كبديل عن حركتي فتح وحماس أمراً واقعاً ،ما تعقيبك؟

  الجبهة الشعبية جزء أصيل من النضال الوطني وهمها الأساسي هو توحيد جهود الجميع في مواجهة الاحتلال الصهيوني، ونيل حقوقنا الوطنية الثابتة. وترى الجبهة في الانقسام دائماً أنه يضرب بعمق المشروع الوطني الفلسطيني ويعيقه، ما يتعارض مع سبب ومبرر وجود الجبهة الشعبية وأي فصائل أخرى، والجبهة جزء من النسيج الوطني والاجتماعي تتضرر من استمرار ذلك الانقسام كما تضرر الكثيرون.

وتؤكد الجبهة دائما أن الاتفاق والتوحد خلف رؤية استراتيجية ووحدة مقاومة يقصر من عمر المشروع الإمبريالي الصهيوني، أما استمرار الانقسام سيجعل الاحتلال يربح المعركة وسيعطل هدفنا الاستراتيجي تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني غياب وتعطيل هذا الهدف يتعارض مع مبرر وجودنا.

س14- المشروع الوطني يتضرر والجبهة تتضرر ما المطلوب من الجبهة  أن تفعله على الارض عملياً؟

الجبهة الشعبية أطلقت العديد من المبادرات حول فكرة إعادة الاعتبار للمشروع الوطني والنظام الفلسطيني ومنها مبادرة تفصيلية حول الأزمات المختلفة معبر رفح والكهرباء والفقر والرواتب ،كل هذه المبادرات تصطدم بجماعات المصالح ،خرجنا بالعديد من المسيرات تعرضنا خلالها للقمع والضرب ،الامور ليست بالبسيطة والمطلوب التفاف شعبي وضغط جماهيري حينها يمكن أن نتخلص من الانقسام ولكن دون ذلك لن نحقق شيء ،رغم فشل كل هذه المحاولات إلى أن الجبهة ستستمر في نضالها ومازال لديها نفس طويل ولدى الجبهة رؤية ومبادرات مهمة تستحق المراكمة والمتابعة وتشكل فرصة لمحاولة الخروج من المأزق وكسر حالة الجمود في الساحة الفلسطينية .

س15- الرئيس الفلسطيني قبل فترة قصيرة ذهب لتعزية الرئيس السابق للاحتلال شمعون بيرس وتلقى انتقاد واسع من قبل الفصائل والشعب الفلسطيني ،أنشأ المحكمة الدستورية واتخذ قرارات برفع الحصانة ،وفصل نواب من المجلس التشريعي، ما هو موقف الجبهة من هذه القرارات ؟

الجبهة الشعبية في الكثير من المحطات والمواقف طالبت اللجنة التنفيذية بالوقوف أمام السلوك السياسي لرئيس السلطة، ورئيس اللجنة التنفيذية، باعتباره مخالفة صريحة للنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطيني، وتعدٍ واضح على إرادة الشعب الفلسطيني، ومزاجه وضرب لقرارات المجلس المركزي الفلسطيني، ولم تأتِ المشاركة في جنازة مجرم الحرب " شمعون بيريز" إلا استكمال لهذا السلوك المرفوض والمدان والضارب بعرض الحائط لكل القرارات الوطنية الجامعة والموحدة لشعبنا. وبعد تكرار هذا السلوك، واستمرار اللقاءات التطبيعية والدور الخبيث للجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، والتي يشرف عليها عضو لجنة مركزية في حركة فتح، طالبت الجبهة أخيراً بمحاسبة شعبية للرئيس أبومازن  على استمرار هذا السلوك، وإلغاء ما يُسمى بهذه اللجنة التي تمارس دوراً تطبيعياً خطيراً. والجبهة في هذا السياق تتصدر وحيدة مواجهة هذا السلوك.

أما بخصوص المحكمة الدستورية، ورغم موقفنا منذ البداية أنها ستوظف وتستخدم كعصا يواجه بها رئيس السلطة خصومه ومعارضيه، إلا أننا ومنذ لحظة إعلانها نظمنا العديد من ورش العمل واللقاءات مع مجموعة من الشخصيات والمؤسسات القانونية التي خرجت بالعديد من التوصيات، وسجلت العديد من المخالفات سواء بالتشكيل لهذه المحكمة، أو بيئة تشكيلها في ظل حالة الاستقطاب، والتشظي التي يعاني منها السلك القضائي منذ السنوات الأولى للانقسام.

س16- حركة فتح تقول أن المجلس الوطني سوف يعقد بعد عقد المؤتمر الوطني السابع ..هل المواعيد الوطنية مرتبطة بالأجندة الداخلية لحركة فتح ؟

انعقاد المؤتمر الوطني السابع لحركة فتح هو شأن فتحاوي داخلي، ونأمل أن يخرج بنتائج إيجابية على صعيد وحدة الحركة والعودة بمواقفها إلى جادة الصواب واستخلاص العبر من تجربة أوسلو المريرة، ونحن في الجبهة نرى في قوة فتح وتعافيها قوة إضافية، وتعافي للمشروع الوطني الفلسطيني، لكن لا يمكن على الاطلاق أن نقبل بأن تتعامل حركة فتح مع مؤسسات الشعب الفلسطيني بأنها ملك لها تتصرف بها على أهوائها الخاصة، وكأجندة خاصة.

نحن في الجبهة الشعبية ندعو لانعقاد المجلس الوطني من اجل تجديد المرجعيات والشرعيات وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، وترتيب المؤسسات الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، لا أن يكون سلاح بيد القيادة المتنفذة والرئيس عباس لإعادة تكريس نهج التفرد والهيمنة، ولذلك ندعو لعقد الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل التباحث في آليات انعقاد المجلس الوطني من خلال توافق وطني، وفي الخارج لضمان مشاركة الجميع بعيداً عن حراب الاحتلال، ونرفض أي محاولة من القيادة المتنفذة لعقده في رام الله، والتي ننظر إليها في الجبهة بالريبة والشك من أنها محاولة لإصلاح المنظمة، بل لتفصيل قيادة جديدة على مقاس مواقف ونهج القيادة الحالية.

س17- لماذا تنأى الجبهة الشعبية عن نفسها في إدارة قطاع غزة ؟

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مواقفها واضحة وثابتة في هذا الموضوع، فقد أكدت مراراً أنها لن تكون شريكة في تعميق حالة الانقسام الفلسطيني، فهي من دعاة تكريس الوحدة، ولا زالت وستبقى وترى في إدارة قطاع غزة إدارة تكرس الانقسام السياسي والجغرافي، ولن يساهم على الاطلاق في جهود إنهاء الانقسام، وإنجاز المصالحة.

 س18- بعض المراقبين لاحظوا الهجرة المتكررة لبعض قيادات الجبهة بالإضافة لترك البعض للتنظيم والذهاب لمؤسسات دولية ،كيف ترى ذلك ؟

نحن كجبهة جزء من المجتمع الفلسطيني، نؤثر ونتأثر بكل الظواهر المجتمعية التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني، رغم ذلك نحن لا نتحدث عن ظاهرة بل عن حالات فردية لا يمكن تعميمها، إلا أننا لا نستطيع أن نوصف خروج بعض الرفاق والكادرات للعمل في المؤسسات الدولية، باعتبارها هجرة، خاصة وأن العديد من هؤلاء الكوادر ما زالوا يحتفظون بعلاقة إيجابية وتواصل مع الجبهة حتى لو هم خارج هيكلية الجبهة.

وعلى الرغم من بعض السلبيات والملاحظات على سلوك وأداء بعض المؤسسات والمرتبطة بالتمويل والأهداف، إلى أن غالبية المؤسسات في الساحة الفلسطينية هي مؤسسات ذات أهداف وطنية، ولا زالت ممسكة بالخط الوطني، ويقع على رأس مهامها تعزيز صمود أبناء شعبنا في مواجهة الاحتلال، ونشير هنا إلى أن العديد من المؤسسات الوطنية تلاحق من قبل أجهزة أمن الاحتلال على دورها الوطني والخدماتي، وهناك هجوم عنيف على هذه المؤسسات ومحاولات حثيثة لتجفيف مصادر تمويلها.

س19- في ضوء الصراع مع الاحتلال خيار التسوية وصل إلى طريق مسدود ما هو البديل أو الخيارات الأخرى للفصائل التي لا تؤمن بخيار التسوية ؟

البديل عن هذا المسار العبثي مسار المفاوضات والتسوية التي وصلت إلى طريق مسدود وفشلت في تحقيق قضايا الشعب الفلسطيني هو الاتفاق على برنامج استراتيجي واضح  وموحد ينهي الانقسام ويحدد أشكال المقاومة وكيف ومتى يتم استخدامها ،في إطار هذه الرؤية نذهب لرفع قضايا لمحكمة الجنايات الدولية والمحافل الدولية، وتوفير ركائز لتطوير وحماية الانتفاضة  كخيار أساسي لمواجهة الاحتلال، إذا ما تم الاتفاق على أشكال المقاومة ووسائلها وتوقيتها وموضوع الاشتباك السياسي  على المستوى الدولي والاجتماعي وتحديد ماهية المشروع الوطني الفلسطيني اعتقد حينها أنه يمكننا أن نحقق إنجازات وانتصارات حقيقية، أما المراهنة على التسوية والمفاوضات والإدارة الأمريكية فجميعها مراهنات فاشلة ومراهنات على وهم لن تحقق أي شيء .

الجبهة لا يمكن أن تتفاوض مع الاحتلال لا من فوق الطاولة ولا من تحتها، والجبهة تدعو إلى مؤتمر دولي  كامل الصلاحيات لتنفيذ القرارات الدولية الشرعية وليس التفاوض عليها  وبالتالي التفاوض مع الاحتلال هو ملهاة غير مجدية وما يثبت ذلك 23 عام من المفاوضات العقيمة التي لا يمكن أن تجدي نفعاً مع الاحتلال العنصري الاستيطاني السرطاني .

س20- فرنسا تعيد بمبادرتها ما يسمى" تفاوض جديد"،ما تعقيبك؟

نرى بالمبادرة الفرنسية كما المبادرة العربية محاولة خبيثة ومشبوهة لتصفية حقوقنا وعلى رأسها حق العودة، ومحاولة للالتفاف على قرارات المجلس المركزي الأخيرة، وإعادة انتاج لمسار التسوية وأوسلو العقيم، القائم على التفاوض ثم التفاوض، والانقضاض على قرارات الشرعية الدولية، موقفنا واضح وعبرّنا عنه من أن هذه المبادرة مشبوهة يجب مواجهتها، ومواجهة أي محاولات من القيادة المتنفذة للترويج لها، والتأكيد مرة أخرى، أن حل الصراع يكون بأن تقوم الأمم المتحدة بعقد مؤتمر دولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية غير القابلة للمساومة وعلى رأسها القرار الأممي ( 194) لا التفاوض عليها.

س21- هل بقي متسع لحل الدولتين؟

نحن بالجبهة لا نؤمن بحل الدولتين، ولم يكن لنا سواء من خلال وثائقنا الاستراتيجية، أو وثائقنا خلال المؤتمرات الوطنية المتعاقبة، أو من خلال الحوار الوطني الداخلي توافق مع هكذا حلول، ولكننا مرة أخرى في سياق الواقعية السياسية، ومحاولة توحيد الموقف الوطني من خلال برنامج الحد الأدنى وافقنا على دولة فلسطينية عاصمتها القدس كخطوة على طريق اجتثاث هذا الكيان السرطاني من المنطقة بالكامل، وتحقيق التحرير الشامل لأرضنا. ولذلك ما زالت الجبهة تنظر لهذا الموضوع بأنها خطوة تكتيكية كجزء من أبعادها الاستراتيجية.

س22- عودتنا الجبهة على عملياتها النوعية ما هو الذي يغيب مثل هذه العمليات ؟

على مدار مسيرتها نفذت الجبهة عمليات نوعية ومن طراز خاص، وما زالت تسعى للحفاظ على هذا النهج، ولعل في دعوة الجبهة الدائمة والمستمرة لتعزيز الخيار الكفاحي كسمة رئيسية في العمل الوطني، والدعوة الدائمة لتشكيل جبهة مقاومة موحدة تحدد آلية وطبيعة وتكتيكات وتوقيت ومكان المقاومة، بما يؤمن الحاق أفدح الخسائر بالعدو، ويقلل من خسائر شعبنا، وينهي حالة الاستنزاف بمقدرات المجتمع الفلسطيني، وبعبث المراهنة على التسوية واتفاقية أوسلو.

وفي توصيفنا لضعف العمليات الكفاحية في مواجهة الاحتلال والتي لوحظت في السنوات الأخيرة، فإنها ظاهرة عبّرت عن أزمة النظام السياسي الفلسطيني والتي نتجت عن اتفاقية أوسلو، وحالة الانقسام، وارتدت حصاراً وملاحقة لا تنته للمقاومة ورموزها.

ورغم ذلك، فإن الجبهة تؤدي واجبها في هذا الموضوع حسب إمكانياتها، وبما يعزز صمود شعبنا في مواجهة الآلة الحربية الصهيونية. ولعل في الدور الذي لعبته الجبهة في الانتفاضة التي اندلعت عام 2000 ولعل في استشهاد الأمين العام الرفيق أبوعلي مصطفى وما تبعه من ردود لقوات المقاومة الشعبية التي أسسها الشهيد وصولاً لتخليص الإنسانية من المجرم رحبعام زئيفي إلا تأكيد على أن الجبهة لم ولن تغير وجهة سلاحها، واستمرت على ذات النهج في الانتفاضة الحالية والتي أرسى طريقها الشهيدين البطلين غسان وعدي أبو جمل في عملية دير ياسين البطولية، والتي شكّلت ضربة للفكر الصهيوني وأدوات اجرامه التلموذية. لتقدم الجبهة أثناء هذه الانتفاضة عشرات الشهداء من كوادرها وأعضاءها، ومئات الجرحى والأسرى في إطار تطوير هذه الانتفاضة وأدوات فعلها، ولن نكشف تفاصيلها الآن ارتباطاً بالظرف الأمني المحيط برفاقنا، والملاحقة المتواصلة لهم من قبل جنود ومخابرات الاحتلال.

وفي إطار تعزيز وتطوير هذه لانتفاضة، أكدت الجبهة أننا بحاجة لحاضنة سياسية لها، وتوفير ركائز أساسية لها سياسية واقتصادية وعسكرية، وقد بادرت الجبهة في هذا الاطار للدعوة مراراً وتكراراً لتشكيل قيادة وطنية موحدة تقود انتفاضة الشباب، وتعمل على تعزيز مقومات الصمود لدى شعبنا،  وتوحيد طاقات شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده خلف هذه الانتفاضة. ونحن في الجبهة على قناعة بأن هذه الانتفاضة ستتطور وتتصاعد في المستقبل القريب.

س23- آخر تحقيقات في ملف اغتيال الشهيد "عمر النايف" أشارت لتورط  أو تواطؤ من القيادة الفلسطينية، كيف تتابع الجبهة الشعبية ذلك الملف ؟

الجبهة عاهدت جماهير شعبنا ورفاقها وعائلة الشهيد بأن يبقى هذا الملف حاضراً دوماً، ومتابعاً بشكل مستمر منها. وعلى الرغم من حالة التعتيم والتغطية التي مارسها وتمارسها السلطة خاصة وزارة خارجيتها، والممارسات المشبوهة لطاقم السفارة وعلى رأسه السفير، وما تعرض له الرفيق الشهيد عمر النايف داخل السفارة من ضغوطات لإخراجه من السفارة، إلا أن الجبهة مصممة على الوصول للقتلة وأدواتهم؛ فالدماء الطاهرة للشهيد لا تسقط بالتقادم، وعلى من يراهن على الوقت أن يعيد حساباته مجدداً، وأن يقرأ جيداً تجربة الجبهة وردودها على هذا الصعيد.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد