خبراء يحذرون من تداعيات سوء الأنظمة الغذائية عالميا
لندن/سوا/ قال خبراء إن سياسة الغذاء العالمية بحاجة إلى التركيز على اتباع الناس أنظمة غذاء صحية بدلا من الاقتصار على إمدادهم بالسعرات الحرارية.
ويشير الخبراء إلى أن الأنظمة الغذائية غير الجيدة مسؤولة عن المشكلات الصحية عالميا، أكثر من الجنس والمخدرات والكحول والتدخين مجتمعين.
وبينما يعاني نحو 800 مليون شخص من الجوع في العالم، يقول الخبراء إن ملياري شخص يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
ونشرت تعليقات الخبراء في دورية نيتشر العلمية.
وقال أحد الخبراء، وهو لورانس حداد المدير التنفيذي للتحالف العالمي للتغذية المتطورة، إن الحاجة لمعالجة مشكلة الجوع العالمي تظل قائمة، لكن مشكلة سوء الأنظمة الغذائية أكبر من ذلك بكثير.
وأضاف: "إنها مشكلة نحن معميون عنها. تشير تقديراتنا إلى أن واحدا من بين كل ثلاثة أشخاص يعتمد على أنظمة غذائية سيئة حقا".
وقال حداد لبي بي سي: "هذا يتسبب في سلسلة من مشاكل سوء التغذية، التي ينتج عنها تداعيات صحية كثيرة وكذلك تداعيات اقتصادية".
وأضاف: "نحن نقول للناس، وخاصة صناع السياسات وممولي الأبحاث العلمية، نحن نحتاج الآن إلى الانتقال بعيدا عن التفكير في سوء التغذية باعتباره الجوع فقط. لا بل يجب أن نفكر فيه باعتباره الجوع ورداءة نوعية النظام الغذائي".
وأردف: "بدلا من إطعام العالم، نحن بحاجة للتفكير في تغذية العالم".
واستخدم حداد وزملاؤه، ومن بينهم المستشار العلمي السابق للحكومة البريطانية السير جون بيدنغتون، التعليق في دورية نيتشر للدعوة إلى "برنامج بحثي عاجل متعدد التخصصات من أجل دعم تحرك سياسي منسق".
وفي تعليق آخر في دورية نيتشر ألقى بافان سوخديف، سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، وزملاؤه المؤلفون الضوء على أن نماذج الإنتاج والاستهلاك الحالية غير قابلة للاستدامة.
وكتب المؤلفون: "الأنظمة الغذائية مسؤولة في الوقت الراهن عن 60 في المئة من فقدان التنوع البيولوجي على الأرض، و24 في المئة من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، و33 في المئة من تآكل التربة، و61 في المئة من نضوب مخزونات السمك التجاري".
وأضاف العلماء أن قطاع الزراعة يعد لاعبا هاما في الاقتصاد العالمي، إذ يعمل فيه 1.3 مليار شخص.
وحذروا من أن المقاييس الحالية للزراعة لا تأخذ في الاعتبار تكاليف وأرباح القطاع.
وكتبوا: "مقاييس الغذاء يجب أن تعدل على وجه السرعة، وإلا فإن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لن تتحقق أبدا".
وحلت أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة محل الأهداف الإنمائية للألفية ،وتتضمن أهدافا لإنهاء الجوع في العالم وتحسين صحة ورفاهية سكان العالم.
بيانات الأنظمة الغذائية
وقال حداد إن تحسين "مقاييس الغذاء" سيكون واحدا من أول الأمور التي سيبحثها، بهدف تغيير سياسة الغذاء العالمية باتجاه الاستدامة.
وأضاف: "بيانات الأنظمة الغذائية مفزعة".
وأردف: "لدينا مؤشر على أن أنظمتنا الغذائية مرعبة بسبب نتائجها، لأن هناك الكثير من سوء التغذية ونقص السعرات الحرارية والسمنة".
وقال: "لدينا بعض بيانات عن الأنظمة الغذائية، لكنها لا تبشر بخير".
وكتب حداد وزملاؤه في دورية نيتشر: "يجب أن يدرك صناع السياسات وبسرعة أن الأنظمة الغذائية تهدد الإنتاجية الاقتصادية والرفاهية، بشكل لم يحدث من قبل. يجب على ممثلي الدول في الاجتماعات المقبلة لمجموعة العشرين ومجموعة السبع الصناعية الكبرى أن يتحملوا مسؤولية مشتركة، من أجل إصلاح نظامنا الغذائي الفاشل".