معركة حلب: 16 ألف مدني يفرون من القتال بعد تقدم قوات الحكومة

مواطنون يفرون من مناطق سيطرة المعارضة شرقي حلب

حلب/سوا/ أجبر نحو 16000 مدني على النزوح بسبب تقدم قوات الحكومة السورية في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في مدينة حلب، بحسب ما ذكرته الأمم المتحدة.

وقال منسق الشؤون الإنسانية، ستيفين أوبراين، إنه يحتمل أن يفر آلاف آخرون إذا استمر القتال واتسعت رقعته واشتد خلال الأيام المقبلة.

وعبر أوبراين عن قلقه بشأن مصير هؤلاء المدنيين، قائلا إن الوضع مثير جدا للمخاوف. وأضاف أن تلك المناطق "لا يوجد فيها أي مستشفيات كما أن مخزون الغذاء ينفد".

وقد استعادت قوات الحكومة والمجموعات المسلحة المساندة لها السيطرة على ثلث شرق حلب الذي يقع تحت سيطرة مسلحي المعارضة، منذ نهاية الأسبوع.

ودفع هذا فصائل المعارضة إلى الانسحاب إلى أماكن أقوى من حيث الدفاع.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن فصائل المعارضة السورية خسرت 40 في المئة من المناطق التي كانت تسيطر عليها.

ويعتبر محللون خسارة هذه المناطق ضربة موجعة للمعارضة التي سيطرت على تلك المناطق منذ عام 2012.

وقد استطاعت الحكومة السورية استعادة مناطق في حلب منذ التدخل الروسي لدعم الأسد منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.

وخلال الليلة الماضية قتل 18 شخصا على الأقل في غارات جوية لقوات الحكومة على المناطق التي لا تزال تخضع لسيطرة المسلحين، من بينهم 12 شخصا في حي الشعار قرب جبهة القتال الشمالية الجديدة، بحسب ما قاله المرصد السوري المعارض.

وقتل عشرة آخرون في غارة على منطقة باب النيرب صباح الثلاثاء، بحسب ما ذكره المرصد.

وقالت شبكة لنشطاء المعارضة إن مجموعة من المدنيين النازحين استهدفت، وإن عدد القتلى بلغ 25 شخصا.

دعوة لاجتماع مجلس الأمن

ودعت فرنسا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في مدينة حلب شمالي سوريا وسط تحذيرات أممية بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية بسبب القتال العنيف.

 

الأمم المتحدة حذرت من نزوح الآلاف جراء القتال

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك في بيان "نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى لوضع سبل لإنهاء الاقتتال والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول دون عقبات".

وكان كبير مفاوضي المعارضة السورية جورج صبرا قد صرح في مقابلة مع بي بي سي بأن خسارة الجزء الشرقي من مدينة حلب لا تعني انتهاء المعركة ضد حُكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وشدد صبرا على أن خسارة حلب تعني أن الأمل في التوصل إلى اتفاق سلام أضحى أكثر صعوبة.

وقال كبير مسؤولي "الهيئة العليا للمفاوضات" لبي بي سي إن خسارة حلب "لن تكون نهاية للثورة".

وأشار إلى أن "حلب مدينة مهمة للثورة، إلا أنها ليست آخر مكان"، مضيفاً "لدينا الآن العديد من المناطق تحت سيطرة الجيش السوري الحر".

ولاتزال مدينة حلب مقسمة منذ سنوات إلى جزئين: غربي تسيطر عليه الحكومة، وشرقي يسيطر عليه مسلحو المعارضة وتحاصره قوات الجيش السوري وحلفاؤها منذ الصيف.

وستمثل السيطرة على شرق حلب أكبر انتصار لقوات الحكومة السورية بعد بدء الانتفاضة التي كانت تهدف إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، إذ يستعيد بذلك سيطرته على المدينة بأكملها باستثناء منطقة واقعة تحت سيطرة الأكراد الذين لم يقاتلوا ضده.

وتعد استعادة حلب بالنسبة للأسد تعزيزا لقبضته على المراكز السكانية الرئيسية في غرب سوريا، حيث ركز هو وحلفاؤه قوتهم العسكرية، في حين ما زالت معظم أنحاء البلاد خارجة عن سيطرتهم.

ومن المقرر أن تعقد فرنسا، وهي أحد الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية اجتماعا للدول المعارضة للأسد، ومنها الولايات المتحدة والسعودية وتركيا خلال الشهر المقبل.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد