الخيزران إرثاً تاريخياً يُواجه خطر الاندثار بغزة

صناعة الخيزران بغزة

غزة / نفين حلاوة / سوا / على خطى والدها ، تنشغل صفاء بهاء الدين الدلو(27) عاما من مدينة غزة بتدوير عود من الخيزران على لهب شديد الاشتعال ليشكل جزءا من لوحتها الفنية  في محاولة منها  للحفاظ على هذه الحرفة.

وتعتبر صناعة الخيزران من الحرف اليدوية التقليدية القديمة التي يشتهر بها قطاع غزة منذ عام 1936، لكن القائمين عليها يحذرون من اندثارها وانقراضها جرّاء الحصار الإسرائيلي.

تخرجت صفاء من قسم التربية الفنية من جامعة الاقصى و هي تعي تماما ان لا مستقبل للفن في مدينتها ، لكنها تهواه و تبدع في رسم و تشكيل اللوحات الزيتية .

وشاركت في احد المعارض التي نظمها مجموعة من هواة الرسم تحت عنوان "غزة"  بلوحة مصنوعة من الخيزران من وحى مهنة والدها الذي عمل اكثر من 40 عاما في تصنيع الاثاث المنزلي من الخيزران.

وتقول صفاء  :" بناء على مساعدة والدى في التشكيل استطعت صنع لوحتي الاولى من الخيزران مكونة من بيت شعر للأمام الشافعي احد  الائمة الاربعة في الدين الإسلامي وهو من مدينة غزة  يقول فيها ( وارض الله  واسعة ولكن اذا نزل القضاء ضاق الفضاء )"

 

 

وتعمل الدلو في احدى المدارس الحكومية بشكل متقطع لتزيين الصفوف و تعليم الاطفال في المناسبات كيفية اعداد اللوحات الفنية .

ويعزو والدها بهاء (67 عاما) تراجع إقبال المواطنين على اقتناء كراسي الخيزران في المنازل باختيارهم لأطقم الكنب الحديثة التي تتناسب مع ذوقهم وتوفر لهم الراحة  والمنظر الجميل .

يقول : "اصبحت الحرف اليدوية في قطاع غزة معدومة بسبب عدم توفر المواد الخام بشكل مستمر".

ويشير الي أنهم كانوا يعتمدون في صناعتهم على الخيزران المهرّب عبر الإنفاق الأرضية الممتدة  بين قطاع غزة والأراضي المصرية وهي ذات أسعار مرتفعة جداً.

يضيف:" كان يبلغ سعر عود الخيزران المهرب سبعة دولارات، بينما كان سعر الإسرائيلي قبل الإغلاق ثلاثة دولارات، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات المصنّعة وبالتالي عزوف غالبية المواطنين عن شرائه إلا المقتدرين جداً".

وتحلم أبنته صفاء في المشاركة بدورات لتطوير لوحاتها خصيصا في مجال رسم الكاريكاتير ولكنها لم تجد أي جهة ترعاها او تساعدها بان تصبح راسمة كاريكاتير.

تقول :" حتى المعارض المحلية لا تكفي لتوصيل رسالة الفنان الفلسطيني ، فنحن الان بأمس الحاجة الى مشاركة لوحاتنا التي تحمل معانى التسامح الى الوطن العربي والعالم اجمع ، ليعرف العالم هوية غزة و فلسطين ".

وتسعى صفاء للبحث عن أي طريق توصل من خلاله لوحاتها وفنها.

و تحمل صفاء المؤسسات الاهلية و الحكومية  المسؤولية الكاملة لإهمالهم  للمواهب الفنية الفلسطينية وعدم تبنى اعمالهم الفنية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد