الصداقة الافتراضية.. نافذة شباب غزة على العالم
غزة /سوا/ حلا الحوت/ أوجدت مواقع التواصل الاجتماعي نطاقًا غير محدود من التواصل بين الثقافات المختلفة ، بمختلف شعوب العالم .
الشاب الفلسطيني عاهد علوان وجد من الفيسبوك منفذًا للتعرف على ثقافات البلدان العربية المختلفة وخاصة ثقافة بلدان المغرب العربي وتنوعها الحضاري حيث أنه يعتز بصداقته بشباب من تلك البلدان جمعتهم مجموعات فيسبوكية مخصصة لمحبي المطالعة.
ويعتبر الشاب الذي لم يسافر ولو لمرة واحدة خارج قطاع غزة أن الحصار الإسرائيلي والأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع تجعل من سفره امرًا صعبًا ومُعقدًا.
ويضيف "أملك على "فيسبوك" نحو 300 صديق عربي من بلدان المغرب منهم عدد قليل باتوا من أصدقائي المقربين وتجمعنا العديد من النقاشات عن الكتب والسياسة ".
يتابع عاهد 26 عامًا خلال حديثه لسوا "ساعدني أصدقائي المغاربة في التعرف على البلاد التي أُحب سيما تاريخها، ثقافتها، لهجاتها وحتى أكلاتها".
أما الشابة ريم الهمص تقول" أنشأت حساب على فيس بوك منذ سبع سنوات وتعرفت على حوالي ثماني صديقات من مناطق مختلفة خارج القطاع ".
وترى ريم أن التواصل الاجتماعي عبر فيس بوك خفف من مشكلتها التي تعاني منها حيث لا تملك الهوية الفلسطينية الرسمية الأمر الذي يحرمها من فرصة السفر خارج القطاع.
وتعلل تكوينها لتلك الصداقات لرغبتها في التعرف على حياة الناس خارج غزة، وسعيها لاستكشاف عادات البلدان الاخرى وتقاليدها .
وتتابع ريم بأسى "بالرغم من ان فكرة لقائي بصديقاتي شبه مستحيلة الا اننا نتخيل باستمرار ردة فعلنا في حال تقابلنا وجها لوجه".
احمد مصطفى خريج قسم اللغة الانجليزية بدء منذ نحو عامين باستخدام مواقع التواصل للتعرف على اشخاص من دول اوروبية مختلفة.
ويعتبر الشاب العشريني ذلك خطوة مضمونة لتحقيق حلمه باستكمال الدراسات العليا بالخارج او العثور على فرصة عمل.
يقول في حديث لسوا "اسعى من خلال هذه الصداقات الى تجاوز الشروط التعجيزية لدخول اوروبا ومحاولة الوصول اليها بطريقة شرعية".
يشار إلى أن إحصائية حديثة كشفت عن أن عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الضفة الغربية وقطاع غزة وصل الى نحو مليون وسبعمئة وثمانين الف مستخدم.
وبدوره قال خبير مواقع التواصل الاجتماعي خالد صافي "إن سهولة الاستخدام وكثرة عدد المستخدمين عبر فيس بوك جعل من تكوين الصداقات الافتراضية أمرًا يسيرًا, وعزز ذلك أيضًا توافر الأجهزة الذكية والتقنيات الحديثة بأيدي الجميع وعلى اختلاف اعمارهم".
ويرى صافي أن سعي الشباب في غزة لتجاوز الحدود يقابله اهتمام عالمي بالقضية الفلسطينية ما دفع شبان عرب وغير عرب للتقرب من آخرين فلسطينيين كنوع من التعاطف الاجتماعي.
وحذر خلال حديثه لسوا الشباب من الوقوع في براثن الاحتلال الذي يدرك مدى رغبة الفلسطينيين بالسفر فيقوم بإنشاء صفحات وهمية للإيقاع بهم، ونصح بتحديد هدف واضح للاتصال قبل البدء به والابتعاد عن الصداقات العشوائية.
جميل الطهراوي استاذ الصحة النفسية في الجامعة الاسلامية يقول "إن الصداقات الافتراضية تحدث ذات الاثر الطيب التي تتركه الصداقة الحقيقية في النفس، كما تحقق للأصدقاء فرصة تبادل الأفكار والآراء بين مجتمعات وثقافات مختلفة".
وعن سلبيات هذه الصداقات يضيف "العيب قد يكون بالتطبيق وليس بالفكرة فالصداقة أمر جميل وصحي، لكن يجب التأكد من هوية الأشخاص وعدم إضاعة الوقت والعيش في عالم آخر".
وفي دراسة حديثة حول استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، بينت الإحصاءات أن عدد مستخدمي شبكات التواصل حول العالم تجاوز2.5 مليار مستخدم، وأنَّ معظمهم يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي لتبادل الآراء والبيانات النصية والوسائط المتعددة ((Multimedia، وأنّ 1.9 مليار مستخدم يستخدمون الهواتف الذكية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أظهرت الإحصاءات أنَّ موقع التواصل (Facebook) حاز على حصة الأسد حيث تخطى 1.15 مليار مستخدم فعَّال حول العالم، يليه منصة المدونات القصيرة (Twitter) بأكثر من 500 مليون مستخدم، متساوياً مع موقع التواصل (Google+)، ثم شبكة (Linkedin) بأكثر من 238 مليون مستخدم، والموقع المختص بالصور والفيديوهات القصيرة (Instgram ) بأكثر من 130 مليون مستخدم.