مرضى السرطان في غزة... أسرى محكوم عليهم بالموت!

سيدة تنتظر السماح لها بالسفر (تعبيرية)

غزة /سوا/ شفا سيدة من غزة تبلغ من العمر 40 عاماً، تمتهن الصيدلة، لديها 5 من الأبناء أكبرهم 10 أعوام وأصغرهم 3 أعوام أصيبت بسرطان البلعوم الأنفي قبل 3 سنوات وهي حامل في إبنها الأخير.

وذاقت شفا المعاناة عدة مرات فقد بدأت علاجها في مستشفى المطلع ب القدس وتم إعطائها 35 جرعة كيماوي و40 جلسة إشعاع؛ ولكن منذ عام عادت تشتكي من آلام مبرحة في الرقبة مع عدم القدرة على تحريك الفك سوي 1سم.

وعادت شفا للمعاناة مرة أخري منذ شهر أبريل الماضي،  ولم تستطع الرجوع إلي المطلع بسبب منعها من السفر من قبل الاحتلال الاسرائيلي على الرغم من سفرها المتكرر للعلاج.

وبدأت معاناة شفا مرةً ثالثة بعد تعطل غدتها الدرقية عن العمل، مع ظهور أورام متعددة في الرقبة، وعند ذلك أبلغت دائرة التنسيق في وزارة الصحة زوجها بإمكانية سفرها الي الأردن لتلقي العلاج ضمن باص الترحيل الأسبوعي من معبر بيت حانون إلي المملكة.

ولكن بائت كل المناشدات والكتب التى أرسلها زوجها إلي وزارة الصحة في رام الله وكافة المسؤولين وابلغوه بالحرف الواحد "الوزارة لا تحول إلي الأردن"، وفقا له.

قدمت شفا شهادة مشفوعة بالقسم لدى برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان أنها منعت من السفر وتريد توكيل البرنامج للتواصل مع كافة الجهات المعنية لمساعدتها.

وبناء على ذلك بدأ البرنامج برفع صوت كافة النساء الممنوعات إلي الجهات المعنية، والتقت منظمة الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان" مع الجهات المعنية.

وعلى إثر ذلك شكلت لجنة مصغرة من البرنامج ومكتب الرئيس ووزارة الشؤون المدنية ودائرة التنسيق بوزارة الصحة ومتابعة من ائتلاف أمان لمتابعة ملف مرضى السرطان الممنوعين من السفر.

وتواصل برنامج العون والأمل مع الشركاء مركز الحسين للسرطان لتغطية علاج شفا وإنقاذها من الموت، وفعلاً كان الاستجابة ايجابية وتكفل مركز الحسين بكافة مصاريف علاجها.

و سافرت المريضة شفا منذ 10، ومنع زوجها من مرافقتها وتوجهت إلي المملكة الأردنية الهاشمية لتلقي العلاج على نفقة مركز الحسين للسرطان الذي أمن لها سيارة مجهزة ومرافق لنقلها من جسر الأردن إلي المركز.

#إنتصرت_شفا لأنها تحب الحياة  شكراً مركز الحسين للسرطان  شكراً للمملكة الأردنية الهاشمية ملكاً وحكومةً وشعباً

وفي نفس السياق، صرحت السيدة إيمان شنن مدير برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان بأنه "منذ مطلع العام الجاري، منعت الكثير من النساء اللاتي يتعالجن بالخارج من السفر، مما دعانا ذلك إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الهيئة العامة للشؤون المدنية بغزة.

وأضافت شنن في تصريح تلقت وكالة "سوا" نسخة عنه، أنه لا يجوز أن يحصل المريض الذي يحتاج إلى علاج كل أسبوعين أو ثلاثة على منع من السفر.

وقالت: "بعد جهود حثيثة تحسنت الأمور، إلا أنها عادت أكثر تعقيداً في تموز يوليو الماضي بعد أن كانوا قد قدموا تصاريح 3 شهور لمرضى السرطان في أشهر أبريل ومايو، إلا أنها سُحبت جميعهاً دون إبداء للأسباب".

وأكدت أن ملف المرضى الممنوعين من السفر سيظل مفتوحاً حتي يتم حل كافة القضايا ومن الجدير ذكره بأن ما يقارب 56% من المرضى ممنوعين من السفر.  

ولكن يبقى السؤال الأهم، لماذا لا تقوم وزارة الصحة الفلسطينية بتشكيل لجنة طوارئ وعمل استثنائات وتحويل حالات إنقاذ الحياة إلي الأردن؟

هل سيظل مرضى السرطان في غزه محكوم عليهم بالموت مع سبق الإصرار والترصد؟

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد