وضع حجر الأساس لأول وأكبر محطة لتوليد الكهرباء في الضفة

صورة تعبيرية

جنين / سوا / احتفلت شركة فلسطين لتوليد الطاقة، اليوم الخميس، بوضع حجر الأساس لمشروع محطة جنين لتوليد الطاقة الكهربائية، تحت رعاية الرئيس محمود عباس .

وشارك في الافتتاح رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى، ومحافظ جنين اللواء إبراهيم رمضان، وأعضاء مجلس إدارة ومساهمي شركة فلسطين لتوليد الطاقة، وعدد كبير من ممثلي القطاعين العام والخاص والشخصيات السياسية والاعتبارية ورجال الأعمال.

وفي كلمته، قال رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني ورئيس مجلس إدارة شركة فلسطين لتوليد الطاقة محمد مصطفى، إننا نحتفل في هذا اليوم على أرض محافظة جنين بوضع حجر الأساس لأحد أهم وأكبر مشاريع البنية التحتية في فلسطين، والتي تم تجسيدها على أرض الواقع من خلال الشراكة الحقيقية والفاعلة بين صندوق الاستثمار الفلسطيني بنسبة 39.6%، وشركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو) بنسبة 20%، ومجموعة البنك العربي بنسبة 10%، ومجموعة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) بنسبة 10%، والشركة الفلسطينية للكهرباء بنسبة 5%، والشركة العربية الفلسطينية للاستثمار (أيبك) بنسبة 4%، وبنك فلسطين بنسبة 2.3%، وشركة الخليج للصناعات المعدنية بنسبة 2%، وصندوق التقاعد الفلسطيني بنسبة 1.3%، وبنك القدس بنسبة 1.1%، وبنك القاهرة عمان بنسبة 1.1%، وشركة فلسطين للاستثمار العقاري بريكو بنسبة 0.7%، وشركة التأمين الوطنية بنسبة 0.7%، وعدد من المساهمين الأفراد.

وأكد مصطفى أن تنفيذ مشروع محطة جنين لتوليد الطاقة، يأتي ضمن رؤية مجلس إدارة الشركة لتحقيق أمن الطاقة لدولة فلسطين بالاعتماد على تطوير مصادرها وثرواتها الطبيعية، وإيماناً من مساهميها بأن الاستثمار في قطاع الطاقة الفلسطيني سيشكل اللبنة الأساسية الأولى لتوفير البنية التحتية الملائمة لتمكين الاقتصاد الوطني ليستقل بذاته.

وفي هذا السياق، أعرب مصطفى عن فخره اعتزازه بشراكة صندوق الاستثمار الفلسطيني مع نخبة من الشركات القيادية الفلسطينية لتنفيذ هذا المشروع الوطني الهام، والتي أظهرت تكاتف القطاع الخاص لدفع استثماراته بسياقها الوطني المتكامل مع استراتيجيات الحكومة وتطلعات القيادة الفلسطينية لبناء الدولة. كما أعرب عن تطلعه الى نقل هذا النموذج الى تطوير حزمة كبيرة وهامة من المشاريع التي يعمل الصندوق على تطويرها في قطاع البنى التحتية والطاقة خاصة قطاعي البترول والغاز، والتي تطلب حجم استثمارات كبيرة تفوق 2 مليار دولار. 

وأكد أن البدء في هذا المشروع الوطني الهام يشكل الركيزة الأولى لبناء الدولة الفلسطينية، واللبنة الأولى لبناء اقتصاد وطني قادر على الاعتماد على الذات، وخطوة كبيرة لتحقيق امن الطاقة في فلسطين، وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة المستوردة.

كما بين أن مشروع محطة جنين لتوليد الطاقة الكهربائية يكتسب أهمية وطنية واستراتيجية كبيرة، كونه أول وأكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية يعمل على الغاز الطبيعي الفلسطيني، فهو بذلك يساهم في استغلال وتطوير المصادر الطبيعية لدولة فلسطين، وسيضع فلسطين على خارطة الدول المستقلة في إنتاج الطاقة من مصادرها الوطنية، وسيساهم في تخفيض العجز في الميزان التجاري بحوالي 350 مليون دولار سنوياً، أي تخفيض استيراد الطاقة بقيمة 1 مليون دولار كل يوم، عدا عن توسيع النشاط الاقتصادي على مستوى جميع محافظات الوطن.

بدوره، أكد رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية عمر كتانة، أن هذا المشروع الوطني الهام يؤسس لمفهوم التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة في فلسطين، والتي ستبدأ في توفير البنية التحتية الأساسية لتوليد الطاقة الكهربائية على أرض محافظة جنين، وتطلق في نفس الوقت قطار تطوير واستغلال المصادر الهيدروكربونية مقابل ساحل قطاع غزة ، لتشكل بذلك محورا تنمويا شاملا يمتد على كافة أراضي الوطن. كما أن هذا المشروع يأتي في الوقت الذي تعاني فيه فلسطين من نقص شديد وعجز متنام وكبير في إمدادات الطاقة الكهربائية، والذي يحد من النشاط الاقتصادي في كافة محافظات الوطن، ويحرم المواطن الفلسطيني من احتياجاته الأساسية من الطاقة الكهربائية، خاصة في قطاع غزة حيث يعيش ما يقارب 2 مليون فلسطيني في ظروف غير انسانية.

وأشار كتانة إلى أن هذا المشروع الحيوي يساهم في إعادة هيكلة قطاع الطاقة الفلسطيني، وتحفيز الاستثمار في شبكات النقل ضمن الضغط العالي، وتوسيع القدرة الاستيعابية لمحطات التحويل وشبكات التوزيع، بما يساهم في رفع مستوى الخدمات في قطاع الطاقة الكهربائية للمواطن الفلسطيني، وتحقيق أمن الطاقة لدولة فلسطين.

وقال مصطفى إن القدرة الإنتاجية لمحطة جنين لتوليد الطاقة ستبلغ حوالي 450 ميغاواط، بحجم انتاج سنوي يقارب 3,500 جيجاواط ساعة من الطاقة الكهربائية والتي ستلبي حوالي 40% من استهلاك السوق الفلسطيني للكهرباء، علماً أننا نستورد حالياً ما يزيد عن 90% من احتياجاتنا من الطاقة الكهربائية. كما سيوفر المشروع آلاف فرص العمل للكوادر الفلسطينية خلال مرحلتي البناء والتشغيل، وسيساهم في نقل المعرفة والخبرة للشركات الهندسية وشركات المقاولات في مجال تصميم، وتركيب، وبناء وتشغيل وصيانة محطات توليد الطاقة الكهربائية كبيرة الحجم، والتي تعمل على الغاز الطبيعي.

والتزاماً من مجلس إدارة الشركة ومساهميها لتنفيذ المشروع ضمن أفضل المعايير والمقاييس العالمية، فقد تم اعتماد تكنولوجيا الدورة المركبة لمحطات توليد الطاقة الكهربائية كبيرة الحجم، والمتميزة بكفاءتها العالية في انتاج الطاقة الكهربائية وصداقتها للبيئة، والتي تعمل على مضاعفة إنتاج الطاقة الكهربائية من دون الحاجة الى وقود اضافي. كما أن هذه المحطة ستعمل على نظام التبريد الهوائي بدلا من نظام التبريد المائي، والذي يساهم في ترشيد استهلاك المياه والحفاظ على الموارد المائية المحدودة في فلسطين.

 وأشار مصطفى إلى أن مجلس ادارة الشركة قد اعتمد توزيع وثيقة عطاء المشروع مطلع الشهر الحالي على أفضل 6 شركات عالمية متخصصة في تركيب وتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، والتي تم تأهيلها من أصل 29 شركة عالمية اهتمت بهذا المشروع.

ومن المتوقع أن يبلغ حجم الاستثمار في هذا المشروع حوالي 600 مليون دولار، والتي سيتم توفيرها من مساهمي الشركة ومؤسسات التمويل والتنمية الدولية.

وبين أن فترة عطاء وتنفيذ المشروع ستستغرق مدة ثلاث سنوات ونصف، وبذلك فمن المتوقع أن تدخل محطة جنين في توليد الطاقة الكهربائية مع منتصف عام 2020، والتي سيتم بيعها لصالح الشركة الوطنية لنقل الكهرباء (PETL).

ويحكم عمل شركة فلسطين لتوليد الطاقة في هذا المشروع مجموعة من الاتفاقيات التعاقدية؛ فالشركة ممنوحة رخصة من الحكومة الفلسطينية لإنتاج الطاقة الكهربائية في محافظة جنين، كما دخلت في اتفاق أولي لبيع الطاقة الكهربائية لمدة 23 عاما مع الشركة الوطنية لنقل الكهرباء والذي سيتم توقيع نسخته النهائية خلال الفترة القادمة.

هذا ووقعت الشركة مذكرة تفاهم مع مطوري حقل الغاز الطبيعي الفلسطيني مقابل سواحل غزة والتي سيتم ترجمتها الى اتفاقية طويلة الأمد لبيع وشراء الغاز. كما وقعت الشركة خطاب تكليف مع مؤسسة التمويل الدولية لتوفير التمويل اللازم للمشروع والذي سيترتب عليه الدخول في اتفاقية تمويل طويلة الأجل مع ممولي المشروع. كما حصلت الشركة على الضمانة السيادية لدولة فلسطين، وتعمل على الحصول على تامين للمخاطر السياسية من المؤسسات الدولية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد