شابة توثّق قصص المارة في غزة عبر فيس بوك

فيس بوك

غزة / سوا / سعيد قديح / تستحضرُ سعاد طومان ( 18 عامًا ) موقفًا لمعلمها في المدرسة بغزة وقد فارق الحياة مؤخرًا بعد اصابته بالسرطان حين قال " إذا مضى من حياتك يوم ولم تخرج منه بفائدة أو اضافة ولو بسيطة حتى لو كانت من الطير في السماء، فأنت لا تستحق شرف أن تعيش اليوم الذي بعده" مستلهمةً من قوله هذا الكثير.

سعاد التي تخصصت حديثًا في قسم التجارة بجامعة الأزهر بغزة بدأت منذ شهرين مشروعًا لتوثيق قصص المارة والأصدقاء داخل وخارج غزة ممن لديهم تجارب ورغبة في الحديث عن أحلامهم أمام الناس، تدوّن قصصهم ثم تعيد ترتيبها لتنشرها على صفحة المشروع في فيس بوك، والتي تحمل اسم " ناس في العالم ".

تقول لسوا:" سرد القصص أمرٌ في غاية الأهمية لما تحويه من عبرٍ ودروسٍ، وحينما يتعلق الأمر بأشخاص على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وتخصصاتهم فإن الأمر يبدو أكثر فائدةً  لغيرهم لما يواجهونه في حياتهم".

وتُكمل قائلةً:" أصادفُ أشخاصًا رائعين وأطلب منهم أن يخبروني بقصصهم، وآخرين أصادفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ممن يعيشون خارج غزة، وليس بالضرورة أن تكون كل القصص نجاحات، فكثيرٌ ممن مروا بهمومٍ أو تجارب فاشلةً يخبروننا بما علمتهم تلك التجارب".

لا تندم سعاد على التحاقها بتخصص التجارة رغم حبها للكتابة الصحفية، فهي مؤمنةٌ أنه ليس لزامًا على المرء أن يلتزم بتخصصه فقط دون أن يستقي من مجالٍ آخر ما يطور مهاراته وينميها مع الوقت.

وتركز الشابة في مشروعها هذا على فئة الشباب وكبار السن وأصحاب المشاريع الصغيرة ذات الريادة والأفكار خارج الصندوق قائلةً " الشباب بالدرجة الأولى لأنهم عاصروا أمورًا فاقت أعمارهم وتصوراتهم وهذا يحدث في كل بلد، وأيضًا كبار السن لأنهم أدركوا التجربة جيدًا وحملوا منها كثيرًا من الدروس لأحفادهم".

وعن أهمية التوثيق عبر مواقع التواصل الاجتماعي تضيف " تلك المواقع تحتل جانبًا كبيرًا من الاهتمام في حياتنا، لاسيما أنها قربت البعيد، وهي أكثر فعاليةً من غيرها كي تصل الأفكار  للناس أينما كانوا".

وتتابع:" كما أن عنصر الصدفة هام جدًا وقتما تقابل أشخاصًا تعرفهم بمواقفهم وتجاربهم الناجحة، حينها لاستثمار الموقف سريعًا تندفع لطرح سؤال: لو أردت للناس ان يعرفوا قصتك، فماذا تريدهم أن يعرفوا؟".

وتطمح سعاد للاستمرار في توثيق قصص الناس ونشرها بشكلٍ دائم مهما كان الإقبال والتفاعل معها، وفي نفس الوقت الاهتمام اكثر بمهارة  الرسم التي تتقنها، والتخرج من تخصصها وبدء مشروعٍ خاص بها.

ويُقبل كثيرٌ من طلاب الجامعات وخريجوها في غزة على استثمار موقع فيس بوك الشهير لترويج أفكارهم  وأعمالهم ومشاريعهم الجديدة وخاصةً في فترات ما بعد تخرجهم من الجامعة لما يواجهونه من انعدام فرص التوظيف والتمويل وكذلك الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد