غزة / سمية أبو تيلخ / سوا / يبحر الفنان الفلسطيني حسام الضابوس بريشته على ما تبقى من قذائف اسرائيلية أطلقت لقتل الفلسطينيين في قطاع غزة ، في محاولة منه لرسم الحياة والتحدي على تلك القذائف.

حكاية الضابوس بدأت حينما وجد قذيفتين قرب مزرعة نحل يعمل فيها شمال بلدة بيت حانون، بعد انتهاء الحرب الأخيرة وجالت فكرة تزينها في مخيلته لزراعة الحياة بدلاً من الموت.

يقول الضابوس أنه يمتلك قرابة 40 قذيفة ، زينها على طريقته الخاصة ، حيث بدأ بالعمل عليها رُغم التعليقات التي سمعها ممن حوله بأن ذلك خطرٌ عليه كونها مواداً متفجرة تحمل سموماً بداخلها.

ويقر الفنان الفلسطيني بوجود صعوبات واجهت بدايات عمله ، مثل توفير القذائف وأدوات الرسم الخاصة ، في وقت لا يوجد به دخل مادي لمواصلة هذا الفن.

ووثق الفنان الضابوس مجزرة حي الشجاعية واستهداف الصحافة وأطفال عائلة بكر وكثير من الأحداث التي وقعت بالعدوان الأخير.

ويهدف الضابوس من إنتاج هذا الفن الي إرسال رسالة للعالم بأن سكان غزة يحبون الحياة ، رغم تساقط قذائف الموت عليهم.

يضيف:" رسالتي من خلال هذا الفن إيصال رسالة للاحتلال بأن غزة تصنع الحياة من قنابل الموت".

المشهد الفلسطيني كان حاضراً في فن الضابوس ، حيث رسم شخصيات فلسطينية ذات تأثير وطني، منها الشهيد الراحل ياسر عرفات والرئيس محمود عباس و محمد دحلان واسماعيل هنية.

يقول:" أرسم هذه الشخصيات من أجل تجسيد الوحدة الوطنية على تلك القذائف(..) متمنياً ان تتجسد على أرض الواقع قريبا".

وشارك الفنان الضابوس بمعرض نظمته الجامعة الإسلامية بغزة تمكن من خلاله عرض لوحاته الفنية التي وثق فيها العديد من القصص الفلسطينية وأحداث الهبة الشعبية الأخيرة في الضفة الغربية .

كما شارك الضابوس في الفيلم القصير "غزة حياة " الذي أعده مجموعة من طلبة الإعلام بجامعة الأقصى متحدثين عن تحول آلة القتل إلى لوحة فنية حملت رسالة مغايرة تماماً لما صنعت من أجله القذيفة .

ويتخذ الفنان من حسابه الشخصي عبر الفيس بوك وسيلة لتسويق ونشر أعماله الفنية ، وقد لقيت أعماله قبولاً لدى الكثيرين ووصلته رسائل من خارج قطاع غزة تطالب بالحصول على إحدى أعماله على القذائف ، فيما طالبة البعض برسم شخصياتهم على تلك القذائف.

ويأمل الضابوس لتأسيس متحف خاص به يحتوي على جميع أعماله الفنية ليتسنى للجميع مطالعة أعماله وزيارة متحفه متى أرادوا .

و يناشد الضابوس الجهات المعنية والمسئولين الاهتمام بالمبدعين ومساعدتهم على الرقي بإبداعهم من أجل استمرارية الإبداع ، من خلال عقد معارض فنية تسهل عليهم عرض أعمالهم الفنية ومحاولة احتوائهم ومساعدتهم في تغطية احتياجاتهم الفنية .