التحالف يقصف صنعاء والانتهاكات تؤجل إنهاء الصراع باليمن
صنعاء/ وكالات/ قال سكان إن طائرات حربية تابعة للتحالف العربي بقيادة السعودية قصفت مواقع في العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الإثنين، مع دخول وقف إطلاق النار الذي شابه قتال شرس ساعاته الأخيرة.
وأضافوا أن الطائرات قصفت قواعد عسكرية في جبل مطل على المدينة وهزت قوة الانفجارات مباني في عدة أحياء بالمدينة.
وتسيطر حركة الحوثي المدعومة من إيران على صنعاء. ورغم مرور نحو 20 شهرا على الحملة العسكرية التي يشنها التحالف العربي لدعم حكومة عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا، إلا أن الحوثيين ما زالوا يسيطرون على مساحات شاسعة من البلاد.
ومن المقرر أن ينتهي وقف إطلاق النار ومدته 48 ساعة الذي أعلنته السعودية وفشل بشكل كبير في وقف القتال في أنحاء البلاد ظهر اليوم الاثنين.
ويلقي العنف بظلاله على اقتراح الأمم المتحدة لإحلال السلام الذي يقضي بانسحاب الحوثيين من المدن الرئيسية وتشكيل الأطراف اليمنية المتحاربة حكومة وحدة وطنية.
الانتهاكات تهدد الهدنة وتؤجل إنهاء الصراع باليمن
و شهد اليوم الثاني من هدنة مدتها 48 ساعة في اليمن معارك متقطعة، في وقت أكد التحالف العربي بقيادة السعودية أنه لن يمددها في حال استمرت 'الانتهاكات' من جانب الحوثيين.
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس أن صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون لم تتعرض لأي غارات جوية منذ بدء سريان الهدنة ظهر السبت.
لكن مناطق أخرى شهدت مواجهات على غرار ميدي في شمال غرب البلاد، حيث خلفت المعارك سبعة قتلى هم أربعة من الحوثيين وثلاثة عناصر في القوات الحكومية، وفق مسؤول عسكري يمني.
وأشار المتحدث باسم التحالف العربي، اللواء الركن أحمد عسيري، إلى أعمال عنف أيضا في تعز ثالث مدن البلاد، حيث 'لا يزال يسجل إطلاق نار من الحوثيين على السكان'، مؤكدا أنه 'لم يتوقف'.
وأفاد مصدر طبي أن قسم غسل الكلى في المستشفى العسكري في تعز أصيب واندلعت فيه النيران، محملا الحوثيين مسؤولية القصف.
وأصيب ستة مدنيين بينهم أربعة أطفال مساء بصواريخ أطلقها الحوثيين على وسط تعز، وفق مصادر عسكرية وطبية.
وفي المحصلة، قتل 18 مدنيا وأصيب 27 آخرون في محافظة تعز منذ بدء الهدنة. وأفادت لجنة عسكرية حكومية أن 195 انتهاكا للهدنة من جانب الحوثيين سجل في هذه المحافظة.
وكان عسيري اتهم الحوثيين بانتهاك الهدنة 180 مرة في الساعات العشر التي أعقبت بدء سريانها.
وأورد مسؤول عسكري يمني أن طيران التحالف العربي رد في محافظة مأرب على إطلاق صواريخ من جانب الحوثيين، مستهدفا العديد من مواقعهم في سروة.
والصواريخ التي أطلقت فجرا تم اعتراضها ولم تسفر عن ضحايا، لكن التحالف أعلن أنه يحتفظ بحق الرد على 'انتهاكات' الهدنة.
وسئل عسيري عما إذا كان التحالف يعتزم تمديد الهدنة، اليوم الإثنين، فقال 'إذا كان هناك وقف كامل للانتهاكات من جانب الحوثيين سيكون هناك تمديد. إذا لم يتوقفوا فسيكون هناك انتهاك مباشر لشروط وقف إطلاق النار'.
وضع كارثي
أدى النزاع في اليمن إلى مقتل أكثر من سبعة آلاف شخص وإصابة زهاء 37 ألفا منذ آذار/مارس 2015، بحسب أرقام الأمم المتحدة. كما تسبب النزاع بنزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وبأوضاع إنسانية صعبة.
وهدنة السبت هي السادسة منذ آذار/مارس 2015، تاريخ بدء عمليات التحالف الداعم للرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين يسيطرون على صنعاء منذ أيلول/سبتمبر 2014.
واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن الهدنة 'توفر أملا جديدا في وضع تتزايد كارثيته بالنسبة إلى الأطفال'.
وأشار المدير التنفيذي للمنظمة، انطوني لايك، إلى أن النزاع في اليمن أدى إلى مقتل أكثر من ألف طفل وحرم الملايين من العناية الأساسية، وجعلهم يواجهون خطر الموت.
إلى ذلك، أشار لايك إلى أن 1,5 مليون طفل يعانون سوء تغذية حادا في ظل تراجع كميات المياه والغذاء المتوافرة، مع تزايد في حالات الكوليرا والحصبة.
وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أعلن يوم الثلاثاء الماضي، من أبو ظبي عن موافقة الحوثيين والتحالف على وقف لإطلاق النار كان من المقرر أن يبدأ الخميس. إلا أن الحكومة اليمنية أكدت في حينه أنها 'لا تعتبر نفسها معنية' بالاتفاق.
غير أن مصدرا مقربا من الرئيس اليمني، أفاد أن 'ضغوطا دولية مورست من أجل هدنة واستئناف مفاوضات السلام'.
ورحب كيري بإعلان وقف إطلاق النار في اليمن، وعبر عن أمله في أن يتيح ذلك 'خلق الظروف من أجل دفع مفاوضات السلام' قدما.
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، في خطاب القاه، أمس الأحد، في قطر 'من الملح أن يتفاهم الأطراف على مخرج للأزمة، وحده حل سياسي تطرحه الأمم المتحدة اليوم سيضع حدا للنزاع'.
وكانت الجولة الأخيرة من المشاورات بين أطراف النزاع بدأت في الكويت برعاية الأمم المتحدة في نيسان/أبريل، وعلقت مطلع آب/اغسطس في ظل عدم تحقيق أي خرق جدي.