الفتاة رحيم تنثر الورود على رؤوس الاطفال بغزة
غزة / لؤي حمدان/ سوا / وسط مجموعة من الأطفال ، تقف الفتاة دانا رحيّم "17عامًا" ، من مدينة غزة ، واضعة أكاليل الورود التي صنعتها بنفسها على رؤوسهم ، وقد التفوا حوالها سعداء بالأكاليل الملونة التي توزعها الفتاة بالمجان ، لترسم الفرح والسعادة على وجوههم.
طالبة الثانوية العامة ارحيم بدأت فكرتها بعدما شاهدت معاناة الاطفال في قطاع غزة تزداد بعد الحروب الاسرائيلية المتكررة على القطاع المحاصر ، فقررت صنع أكاليل الورود وتوزيعها على أطفال المناطق المنكوبة في غزة.
تقول:" مع انتشار الصور الشخصية المزينة بأكاليل الورود على مواقع التواصل الاجتماعي ، قررت نقل هذا العالم الافتراضي الي حقيقة واقعية ، من أجل زرع الفرحة والابتسامة على شفاه أطفالنا المحرومين.
وتؤكد الفتاة رحيم ان فكرتها لاقت إعجاباً كبيراً ممن حولها ، وشجعوها على الاستمرار بصناعة أكاليل الورود وتزينها على رؤوس الاطفال الفلسطينيين في قطاع غزة.
وصنعت رحيم في مبادرتها الأولى مائة أكليل من الورد وبجهد ذاتي ، خصصتها لمنطقة حي الشجاعية شرق مدينة غزة .
تقول:" سرت في شوارع حي الشجاعية ودخلت الكثير من البيوت فيها وانا أحمل أكاليل الورد ، وامنحها للأطفال وأضعها فوق رؤوسهم ، إنها قمة السعادة حقاً.
ويعاني أطفال قطاع غزة من مشاكل كثيرة بفعل الحروب الاسرائيلية المتكررة ، حيث أظهرت دراسة أعدها برنامج غزة للصحة النفسية ان ما يقارب من 98% من أطفال غزة يفتقدون الامان ويعانون من ردود فعل نفسية واضطرابات سلوكية في البيت والمدرسة.
وتستخدم رحيم في صناعة أكاليل الورد ، أدوات بسيطة ، مثل السلك واللاصق الملون وبعض الاكسسوارات التي تضفي جمالاً على أكاليل الورد.
وتفضل الفتاة رحيم استخدام الورد الصناعي بدلاً من الطبيعي لأنها ترى فيه أنه يدوم طويلاً ، لان الورد الطبيعي يذبل سريعاً ، كما أنها تبتعد عن استعمال الألوان القاتمة .
تقول:" أصنع أكاليل الورد من الألوان الفاتحة والمبهجة التي توحي بالأمل والحياة المتجددة".
وتتمنى ان يعم السلام على فلسطين ويتمتع أطفال غزة بحقوقهم كباقي أطفال العالم بعيداً عن لغة الحرب والدمار .
ووجهت الفتاة رحيم رسالة الى الاحتلال الاسرائيلي قائلة فيها:" مهما دمرت من بيوت ونشرت الخراب والاحزان ، ستبقى أرض بلادنا تنبت الزهور ليعانقها الاطفال بكل حب وفرح".