طفلتان شقيقتان بغزة تستثمران منصة يوتيوب للتدوين المرئي
غزة / سوا/ سعيد قديح / لا توفرُ الشقيقتان هيا ومرام برغوت أدنى جهدٍ في الحديث عن أحلام حياتهما وأفكارهما الصغيرة أمام كاميرا متواضعة، لنشر هذه المقاطع على قناةٍ حملت اسم " Two sisters tube " في يوتيوب، لتجدا من هذه الفرصة متنفسًا للترويح عن النفس واستثمار الوقت بصورةٍ أفضل في غزة.
فقبل ثلاثة شهور دفع الملل هيا ( 15 عامًا ) لطرح فكرة القناة على شقيقتها الصغرى مرام ( 13 عامًا ) وأخذت تحدثها عن خطةٍ قصيرةٍ للبدء بمقطعٍ ترفيهي تتحداها فيها لتقبل الصغيرةُ بالفكرة ويتم الأمر. وبعد أن توالت المشاهدات على المقطع اندهشتا من حجم الإقبال الذي تعدى 90 آلفًا.
هيا قالت لسوا :" لم أتخيل أن يحوز المقطع الأول على هذه النسبة من المشاهدات، وأيضًا التعليقات التي انهالت علينا من بلدانٍ عربية مُشجعين بفكرة القناة وكوننا من غزة".
خلف الكاميرا يُدير أبوهما اسماعيل برغوت ( 37 عامًا ) مصورًا ومخرجًا المشهد، فهو بطلهما الأول والأخير في رحلة النجاح هذه كما تصفانه الشقيقتان، ليجلس بعد نشره لكل مقطعٍ مع طفلتيه مراقبين الإقبال عليه ومتابعين للتعليقات.
برغوت المحاضر في قسم الصحافة سعيدٌ بما تصنعه طفلتاه، وفخورٌ بوقوفه لجانبهما، يقول لسوا:" عملتُ طيلة الفترة الماضية على تجهيز استديو داخلي في البيت وتوفير كاميرا تساعدني في تصوير المقاطع، كما لم أقصر ابدًا في اعطاء رأيي لتطوير العمل وانتاج المقاطع".
ونالت قناة الشقيقتين على نسبة مشاهدةٍ تعدت الثلاثة ملايين اضافةً لأكثر من سبعين ألف مشتركٍ خلال فترةٍ قصيرةٍ، وهذا ساعدهما على انتاج مزيدٍ من المقاطع بأفكارٍ جديدةٍ عن تجربة المدرسة والمطبخ والبحر ومسابقاتٍ بأسلوبٍ ترفيهي شيّق.
وعن أحلامهما تقول الصغرى مرام: " قبل أن نفكر في أمر القناة، كنا نتخيل كما ولو أننا مذيعتان في قناةٍ معروفة نقدم برامجًا للناس نوعيهم ونثقفهم، ومع نجاحنا هذا بتنا نشعر بكثيرٍ من الأمل لتحقيق حلمنا هذا".
يوجه أبوهما نصائحَ للآباء قائلًا:" إذا أردت أن تُشعر أطفالك بقيمة ما يفعلونه عليك أن تثني عليه وتهتم بأمورهم صغرت أم كبرت، كانت في نظرك تافهةً أو مهمة، فذلك يشجّعهم على التفكير بشيء جديد".
وأنتجت الطفلتان إلى الآن خمسة وعشرين مقطعًا حصد اعجاباتٍ ومشاهداتٍ من جمهورٍ عربي عريض ينتشر داخل المنطقة العربية وخارجها، واعتاد الجمهور على عبارةٍ تبدأ معها الطفلتان كل مقطع مفادها " مرحبًا، كيفكم؟، ان شاء الله تمام، أنا هيا، أنا مرام...". تبث بعدها الرسائل والأفكار التي تناسب مَن في عمرهما أكثر.
وأكثر ما يواجهانه هو انقطاع التيار الكهربائي المتكرر والذي يطول في كثير من الأحيان، وهذا من شأنه أن يعيق انتاج المقاطع بشكلٍ منتظم.
وتعد منصة يوتيوب أهم شبكات عرض الفيديو في العالم لاسيما أنها تُعطي فرصًا للناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم لتوثيق يومياتهم ونشرها ومشاركتها والتعديل عليها حتى باستخدام أدواتٍ مساعدة في الموقع.