280-TRIAL-مثل تبادل  توزيع الصحف وبعض الخطوات الاعلامية بين غزة والضفة الغربية بعد  التوصل الى اتفاق الشاطئ بين وفد منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس اشارات  ايجابية مشجعة تؤذن  بمرحلة جديدة من العلاقة الاعلامية الفلسطينية التى تأثرت سلبا  بفعل الانقسام السياسى وان كانت  تترك استفسارات منطقية حول كيفية البناء عليها ؟!
فخلال المرحلة السابقة وبنظرة متفحصة للمشهد الاعلامى  اخذت وسائل الاعلام اشكالا انقسامية مختلفة  ومتعددة ومنها تباين  مواقف  الصحف والوكالات الرسمية وشبه الرسمية الصادرة فى كل من قطاع غزة والضفة الغربية حول  رؤية  الاطراف المختلفة للمصالحة وللسياسة بعمومها وأغلقت  المكاتب والإصدارات الصحفية  كما مثلت  التصريحات  السياسية التوتيرية عنوانا بائسا .

بالإضافة الى  تشكيل الاطر الاعلامية للفصائل  و انشغال وسائل اعلامها  بتقديم رؤيتها الخاصة على حساب  الرؤية  الشاملة منتقصة من  دور نقابة الصحفيين الفلسطينيين  التى عملت فى ظروف صعبة على اية حال لسنا فى معرض العودة الى الوراء للوقوف على حال  وسائل الاعلام خلال المرحلة السابقة بقدر ما سنكون  اكثر تفاؤلا تجاه دور الاعلام الفلسطينى خلال المرحلة القادمة .

 ما بعد  اعلان الشاطئ  نحن امام مرحلة جديدة من مراحل العلاقات الاعلامية الداخلية تفرض  مسؤولية كبيرة ومتعددة  على كاهل   وسائل الاعلام الفلسطينية فى ظل استمرار التغيرات الجذرية فى الاقليم والتى من شانها فى حال استمرار الانقسام  وتنكر اسرائيل لأسس التسوية السياسية الحقيقة ان تهدد الهوية الوطنية لللفلسطينين
 لعل من ابرزها  الرقابة على تنفيذ الاتفاق  و   تعزيز المفاهيم الايجابية للراى العام بشان  المصالحة القائمة على الشراكة الشاملة وكذلك  توجيه الشارع نحو مساهماته المطلوبة فى تقبل وتنفيذ الاتفاق والتعاطى مع تفاصيله  ومراقبته وتقييم اداء الاطراف جميعا  خاصة ان هذا الجمهور سيرد اليه امر الساسة قريبا فى الانتخابات بكل مستوياتها .

فلا بد ايضا من  تمتين  لغة ومفردات التصالح والبعد عن الحزبية الضيقة وتحمل وسائل الاعلام لمسؤولياتها السياسية والاجتماعية والأخلاقية  وقيامها بدور بارز فى تحقيق المصالحة المجتمعية وضرورة  توحيد الاجسام الصحفية و فتح المكاتب الاعلامية المغلقة  فى كل من قطاع غزة والضفة الغربية و اجراء انتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين بمشاركة الصحافيين من مختلف المشارب السياسية  .

 نحن  فى مرحلة  التصالح احوج ما نكون  لخطاب اعلامى  وطني مختلف يقوده  ميثاق شرف تحدد  ملامحه مرتكزات  المرحلة المقبلة يدعم و يؤسس للوحدة الشاملة ويقوى الصف الداخلى  معززا  لمفهوم  الشراكة والوفاق الوطنى ومعاديا لأشكال  اى انقسام  ويتصدى  للتحديات ويحافظ بأدواته المختلفة  على الهوية الوطنية لان هذا الاعلام الفلسطينى كان دوما ولا يزال مفهوما شاملا وراس الحربة  عبر  مراحل النضال الفلسطينى  ويفترض ان يكون  سندا للمصالحة الفلسطينية وتحصينها وأداة من ادوات الحفاظ على اتجاه بوصلتها نحو تحقيق  هدفها المنشود .

65

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد