(بالصور) خلال لقاء نظمه بيت الصحافة للإعلاميين الجدد.. داخلية غزة: قد نضطر قريباً لإغلاق مواقع تكرر نشر الشائعات
غزة / سوا / في إطار سعى بيت الصحافة – فلسطين لتعزيز حرية الرأي والحق في الحصول على المعلومات، نظم بيت الصحافة اليوم الأربعاء، لقاءً خاصاً بين المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة إياد البزم ومجموعة من الإعلاميين والإعلاميات الشباب والجدد بمدينة غزة.
وفي بداية اللقاء، رحب رئيس بيت الصحافة بلال جاد الله بالحاضرين، مؤكداً أن الهدف من تنظيم هذه اللقاءات هو تعزيز دور الإعلاميين والإعلاميات الجدد في التواصل مع المسؤولين الفلسطينيين لطرح الاستفسارات ومناقشة المشاكل التي تواجههم.
وقال جاد الله إن بيت الصحافة يولي أهمية كبيرة للإعلاميين والإعلاميات الجدد في مختلف البرامج والأنشطة التي ينفذها بيت الصحافة، موجها الدعوة لهم لاستثمار هذا اللقاء الصريح وعرض كل الاستفسارات والمشاكل التي تواجههم بحرية.
وقد وجهت عشرات الأسئلة والاستفسارات والشكاوي من قبل الاعلاميين الجدد للناطق باسم الداخلية الذي أكد في مستهل حديثه أن مهمة الصحفيين ليست سهلة في ظل الواقع الذي نعيشه، مبيناً أن عدد الصحفيين الموجودين في قطاع غزة كبير جداً "وهذا يعتبر تحديا كبيرا للداخلية".
وأضاف البزم أن عدد الصحفيين الموجودين في غزة يفوق دول كبيرة؛ لأن القطاع يعد مركز وبؤرة حدث ومنطقة ساخنة، مشيرا إلي أن الحكومة والصحفيين يحملون هدفاً مشترك وهو خدمة شعبهم ووطنهم بالدرجة الاولى.
وأشار الي أن وزارته تواجه تحدياً كبيراً ينقسم لعدة أمور، أبرزها عدم وجود جسم نقابي يمثل جميع الصحفيين ويتفق عليه جميع الجهات الصحفية، وكذلك لا نستطيع تحديد من هو الصحفي من غيره، وكذلك قضية الاعلام الجديد وما فرضه من قواعد، إضافة للزيادة الكبيرة في عدد الصحفيين بغزة.
وتابع : "هناك زيادة في أعداد الصحفيين وصل تقريبا الي 80% عن حاجة قطاع غزة ، ولكن نحن نحاول أن نستثمر هذه الزيادة في الجانب الإيجابي ، كي تكون رافعة لشعبنا وتسهم في زيادة الثقافة والوعي".
كما أكد البزم عدم وجود أي صحفي أو ناشط مُعتقل في سجونها، على خلفية سياسية أو رأي عام(..) مبيناً ان لدى وزارته توجهاً ثابتاً منذ ثماني سنوات، يتمثل في ترك المساحات للعمل الإعلامي والصحفي بقطاع غزة.
وشدد على عدم وجود منهجية لتكميم الأفواه وللقمع والاعتقال لديها "وإن كان يحدث استدعاء أو توقيف لبعض الصحفيين".
ولفت البُزم إلى أنه كان يجري توقيف أو استدعاء بعض الصحفيين لفترة قصيرة، لمعالجات معينة، "أحياناً تكون بعيدة عن العمل الإعلامي"، وفقاً له، مضيفاً : "قد تكون شكوى قدمت بحقهم، فيتم استدعائهم أو اعتقالهم بعيداً عن عملهم الصحفي".
وتابع : "أحياناً تحدث بعض الخروقات"، مستدركاً بالقول : "لكن نحن نُعالج أولا بأول، ولا يوجد أي منهجية في موضوع تكميم الأفواه أو قرار بمنع الحريات".
ولفت إلى أن عام 2012 شهد عملية تطويرية في أداء المكتب الإعلامي للداخلية بغزة، مبيناً أنه كان من ضمت هذه التطويرات التسهيل على الصحفيين ووسائل الإعلام "ولأجل ذلك أنشأنا قسم العلاقات الإعلامية"، بحسب البزم.
وأوضح أن العلاقات الإعلامية، هو قسمٌ خاص بتسهيل عمل الصحفيين للوصول لأي مكان من أجل التغطية الإعلامية.
ونوه إلى وجود احصائية لدى وزارته تفيد بتسهيل 2000 مهمة صحفية سنوياً فقط داخل مقرات ومرافق وزارة الداخلية بغزة "كالسجون والمعابر".
وأوضح أن وزارة الداخلية تلعب حلقة الوصل والتفاهم بسبب العلاقة الشائكة بين رجل الامن والصحفي خلال التغطيات الاعلامية.
وقال البزم : "شكلنا حلقة وصل بين المؤسسات الأمنية والاعلامية حتى نكون قادرين على تجاوز اي خلاف أو مشكلة ونستطيع كذلك خلق علاقة من التعاون والشراكة في هذه القضية".
وأشار الي أن ذلك لا يعني أنه عندما تقع مشكلة أو أي صحفي يقوم بتجاوزات تمس الحالة الامنية سواء مسائل شخصية او شان جنائي فمن الطبيعي ان تقوم الداخلية بدورها كي تحمي المجتمع.
وأبدى البزم استعداد وزارته لتلقى أي شكوى تتعلق بأي تجاوز من الوزارة أو الاجهزة الامنية للقيام بمراجعتها ومتابعتها فوراً، مبيناً ان ذلك حدث مع صحفيين كثر وتم تشكيل لجان تحقيق وإنصافهم.
وطالب البزم جميع الصحفيين بأن يكون لديهم مستوى من المهنية في نقل الحقيقة بعيداً عن الانتماءات والتوجهات السياسية التي يحملونها.
وأوضح ان وزارة الداخلية تتعرض لظروف صعبة وهي نفس الظروف التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني .
وبين البزم ان الحالة الأمنية مستقرة في قطاع غزة ومشهود لها من مستويات مختلفة حتى من الوفود والسفراء الذين يزورون غزة، مشيراً الي ان وزارته استطاعت ارساء قواعد الامن التي كلفتهم جهود كبيرة .
وأكد ان الداخلية لن تسمح لعائلة او تنظيم ولا لجهاز أمني أن يمس بالحالة الامنية في قطاع غزة ، مبيناً انه قد يحدث خلل في هذا الجانب ، ولكن الداخلية لن تسمح له بالاستمرار.
وأشار البزم الي وجود 22 فصيلاً عسكرياً وعشرات الآلاف ممن يحملون السلاح من كل الفصائل، الا ان هذا السلاح مخصص فقط لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي.
وأضاف :" لدينا اتفاقا مع جميع الفصائل، واستطعنا إيجاد قاعدة من الشراكة معهم بأن سلاحهم لا يستخدم في الوضع الفلسطيني الداخلي".
وأشار البزم إلى أن وزارته تعتمد على عدة أساليب للحد من الشائعات والتقليل منها، موضحاً أن أول هذه الطرق هي تقديم المعلومة لكل وسائل الإعلام وللجمهور بشكل سريع لقطع الطريق أمام مروجي الشائعات، مؤكدا أن وزارته أنشأت حسابات على جميع منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق سرعة وانتشار المعلومة الدقيقة.
وتابع : "من المشاكل في هذا الموضوع أيضا، هو نشر بعض الأشخاص عبر صفحاتهم الشخصية للإشاعة بغير قصد لأهواء شخصية، مما تسبب معلومته ضررا في المجتمع"، مشددا على أهمية تحلي الجميع بالمسؤولية.
وأردف البزم: "عقدنا قبل حوالي شهر ورشة عمل حول موضوع الشائعات واتخذنا عدة قرارات في هذا الاتجاه"، لافتا إلى أنهم قد يضطرون في فترات قريبة قادمة لإغلاق مواقع انترنت ومؤسسات إعلامية وذلك لتكريرها نشر الشائعات رغم التوجيهات والتحذيرات التي وجهناها لهم.
وأكد البزم أن من التحديات التي تواجههم في هذا الجانب أيضا هو نشر وسائل إعلام كبيرة ومرموقة لأخبار بلا مصدر رسمي، مطالبا إياها بضرورة التحلي بالمسؤولية والدقة في نشر الأخبار والمعلومات.
وبالإشارة إلى خططهم في أوقات التصعيدات الإسرائيلية مضى المتحدث باسم الداخلية يقول: " لدينا خطة طوارئ متدحرجة حسب خطورة التصعيد، ونحذر من تداول بعض المواقع أخبار تتحدث عن إخلاء مقرات الوزارة"، مشيرا إلى أن هذه الأخبار تعطي مسوغ للاحتلال بقصف هذه فضلا عن أنها تعمل على توتير المواطنين.
وقال إن قطاع غزة الأعلى حرية من بين 22 دولة عربية، مؤكدا أن بعض التجاوزات تحدث إما من الصحفي أو من الجهاز الأمني، مبيناً أنه عندما يتم اعتقال أي صحفي تقوم وزارته على الفور بالتحرك لمكان اعتقاله لمعالجة الموضوع "وذلك يحدث معنا بشكل متكرر" .
ولفت إلى أن هناك شكوى قدمت لدى النيابة العامة ضد الرسام بهاء ياسين واجراءات القضية مستمرة حتى اللحظة، متابعا:" متى يتم تحرير أمر قبض أو استدعاء بحقه سنقوم بدورنا كوزارة داخلية باستدعائه، ولن نقبل بأن يساء لأي من رموز شعبنا على الإطلاق.
وعرج البزم على موضوع التحقيقات الصحفية مؤكدا بأن النجاح فيها يرجع لطبيعة الموضوعات التي يتناولها ودور الصحفي والذي هو مطالب بأن يسلط الضوء على المشكلة حتى تحل وليس لدينا أي مشكلة بها، مشددا على أن وزارته تعتبرها لب عمل الصحفيين للقيام بكشف الأمور، "ونحن دورنا أن نعالج هذه الأمور".
وفي الموضوع ذاته أضاف:" نحن نعيش في بيئة ومجتمع له أعداء كثر، ولكن البعض يتناول في تحقيقاته قضايا تمثل نسبة قليلة جدا تجري في غزة، فيقوم بالتركيز عليها بأنها الشغل الشاغل للناس، فضلا عن أنها تسيئ للمجتمع ككل .
وفي موضوع التوظيف قال البزم : منذ 6 سنوات والتوظيف متوقف في وزارة الداخلية، ولكن أصبح لدينا نقص حاد في بعض الجوانب ، ففحتنا مجال بسيط جدا وهو الإعلان عن حاجتنا لتوظيف 500 عنصر، مبيناً أنها نسبة بسيطة جدا بالنظر لتوقف التوظيف منذ فترة طويلة.
وبالحديث عن قضية مقتل المواطن مثقال السالمي، أضاف البزم أن جهاز الشرطة فور وقوع الحادثة تحرك للمكان لجمع الأدلة والشواهد التي من الممكن أن تساعد في كشف خيوط الجريمة، مشيرا إلى انهم سيواصلون العمل في التحقيق حتى كشف الجناة وتقديمهم للعدالة.