ندوة منظمة المهنيين " الابعاد السياسية والقانونية لوعد بلفور"

جانب من الندوة

غزة / سوا / في إطار برنامجها التثقيفي عقدت منظمة المهنيين وقدامى أعضاء حزب الشعب الفلسطيني في محافظة غزة يوم الثلاثاء الموافق 15/11/2015 ندوة سياسية ثقافية تحت عنوان " الابعاد السياسية والقانونية لوعد بلفور وإعلان الاستقلال الفلسطيني " تحدث بها كلا من الرفيق طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني والناشط الحقوقي كارم نشوان

وتطرق الصفدي الى الجذور التاريخية لوعد بلفور ونشؤ الفكر الصهيوني في أوروبا بعد انتقالها من المنظومة الاقتصادية الاجتماعية الاقطاعية الى المنظومة الاقتصادية الاجتماعية الرأسمالية وتهافت القوى الاستعمارية التي افرزتها الرأسمالية على تقاسم تركة الإمبراطورية العثمانية فيما عرف حينذاك بالمسالة الشرقية وكيف ان قوى الاستعمار الرأسمالي استخدمت المسالة اليهودية من اجل حل المسالة الشرقية بتقسيم المشرق العربي وخاصة سوريا الطبيعية وزرع كيان استعماري لها يلعب دور رأس الحربة لها في العالم العربي

كما تطرق الى تواطؤ القوى الاقطاعية وشبه الاقطاعية العربية وتحالفها مع الاستعمار الغربي في تنفيذ مشروعه وكيف تكالبت القوى الرجعية الثلاث (الامبريالية الغربية والحركة الصهيونية والرجعية العربية) على حقوق الشعب الفلسطيني من اجل انشاء المشروع الاستعماري الرأسمالي الغربي في المنطقة

ودعا الصفدي الى استخلاص العبر من أخطاء الحركة القومية العربية في فلسطين والعالم العربي وعدم قدرتها على التصدي لهذا المشروع ومنع تنفيذه في مقابل نجاح الحركة الصهيونية على استقطاب حلفاء لها واقامة تحالفات مع قوى استعمارية كبرى على راسها بريطانيا وفرنسا وتمكنها من تجنيد الجماعات اليهودية المنتشرة في مختلف بقاع الأرض وتوظيف الرأسمال اليهودي في خدمة مشروعها مع استمرار الفشل المتكرر للحركة القومية الفلسطينية و العربية في التصدي لهذا المشروع

ومن ناحية تحدث الأستاذ كارم نشوان عن البعد القانوني لوعد بلفور حينذاك وكيف انه صدر في سياق تاريخي يبرر الاستعمار واغتصاب الأرض والثروات الطبيعية للشعوب في ظل مفاهيم وقوانين دولية فرضتها القوى الاستعمارية الغربية التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الأولى

وتطرق نشوان الى تواطؤ الأنظمة العربية من اجل عدم تحقيق الرد الفلسطيني على وعد بلفور من خلال اعلان حكومة عموم فلسطين والذي كان يمكن استغلاله بالرغم من تأخره كردا على الوعد البلفوري وإعلان قيام دولة اسرائيل

كما قام بالمقارنة بين اعلان الاستقلال الفلسطيني في الخامس عشر من تشرين ثاني عام 1988 وبين اعلان قيام حكومة عموم فلسطين عام 1950 معتبرا ان وثيقة اعلان الاستقلال خطوة الى الوراء بالنسبة لحكومة عموم فلسطين حيث انها بمضمونها استندت الى حل الدولتين تمهيدا للدخول في حل سياسي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وبذلك لا تعتبر ردا على وعد بلفور كما هو الحال بالنسبة لحكومة عموم فلسطين التي استندت الى الوحدة السياسية والجغرافية والمؤسساتية لكامل أراضي فلسطين التاريخية.

كما دعا نشوان الى ملاحقة بريطانيا قانونيا وسياسيا وشعبيا من اجل الاعتذار عن هذا الوعد المشؤوم والذي تسبب بنكبة شعبنا وتشريده وحرمانه من تقرير مصيره وبناء دولته على ارض وطنه

شارك عدد من الحضور في النقاش حول دور الأنظمة العربية والاحتلال التركي المعروف باسم الخلافة العثمانية في زرع الاستيطان الصهيوني في فلسطين كما تطرقوا في النقاش حول الاشكال والأساليب التي يجب اتبعاها لملاحقة بريطانيا بشأن مسؤوليتها القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه ما حدث للشعب الفلسطيني من اقتلاع وتطهير عرقي وحول ضرورة تغيير المنظومة الفكرية الفلسطينية والعربية تجاه الصراع العربي والفلسطيني الصهيوني وكيفية التصدي للمشروع الصهيوني كمشروع رأسمالي استعماري

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد