هدية ميدفيديف تهدّد بتعكير علاقات إسرائيل مع موسكو وواشنطن

القدس /سوا/ تخشى إسرائيل أن تعكّر هدية قدّمها وزير إسرائيلي لرئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف خلال زيارته لإسرائيل أواخر الأسبوع الماضي، أجواء العلاقات بين دولة الاحتلال وكل من روسيا والولايات المتحدة.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل أهدى طائرة بدون طيار صغيرة الحجم لميدفيديف كهدية شخصية، عندما أبدى الأخير إعجابه الشديد بها أثناء قيامه بجولة في مركز "فيلنكي للأبحاث الزراعية".

وحسب ما قالت محافل رسمية إسرائيلية فإن الروس يمكن أن يغضبوا بعدما تبيّن أن الطائرة قد سلمت للروس بدون منظومة التحكم عن بعد التي تشغلها.

ونقل موقع "ذي ماركير" الاقتصادي، اليوم، عن المحافل قولها إن "الموظفين في معهد "فينلنكي" رفضوا إرفاق جهاز التحكم عن بعد للطائرة، بحجة أن الوزير أرئيل بادر لتقديم الهدية، دون أن يأخذ بعين الاعتبار ضوابط تقديم الهدايا لممثلي الدول الأجنبية".

وأشار الموقع إلى أن "الوفد الروسي طلب من الجانب الإسرائيلي منظومة التحكم عن بعد الخاصة بالطائرة، دون أن يتلقوا ردا من الجانب الإسرائيلي"، لافتاً إلى أن "وزارة الزراعة تخشى أن تفضي الحادثة إلى أزمة دبلوماسية وتداعيات اقتصادية".              

 وأكد الموقع أن "الوزارة تخشى من أن تفضي الحادثة إلى تهديد اتفاق التعاون الزراعي الضخم الذي وقعه الوفد الروسي مع الجانب الإسرائيلي أثناء زيارة ميدفيديف، والذي تقدر قيمته بـ 15 مليار دولار، ستحصل عليها شركات إسرائيلية، مقابل قيامها بتطوير قطاعات زراعية في روسيا".

 وحسب المصادر، فإن "المرحلة الأولى من المشروع تستهدف تطوير قطاع الحليب في روسيا، حيث من المتوقع أن تحصل الشركات الإسرائيلية التي ستتولى هذه المهمة على مبلغ 1.3 مليار دولار".

 وذكر الموقع أن "تسلسل الأحداث بدأ عندما لاحظ أرئيل أن ميدفيديف يبدي اهتماما كبيرا بالطائرة بدون طيار، مما جعله يعرض عليه أن يقدمها هدية له فسارع للموافقة"، منوهة إلى "أنه في اليوم التالي قدم موظفان من السفارة الروسية للمعهد وطلبا الطائرة التي قدمت لهما بدون منظومة التحكم بعدما اتصلت إدارة المركز مجددا بوكيل وزارة الزراعة".

 وحسب الموقع، فإن سعر الطائرة يبلغ 200 ألف شيكل، في حين أن كلفة منظومة التحكم الخاصة بها تبلغ 100 ألف شيكل، مما يعني أن الكلفة الإجمالية للطائرة تبلغ حوالي 79 ألف دولار.

من جانبه، ذكر موقع صحيفة "هارتس" اليوم، أن الهدية التي حصل عليها ميدفيديف يمكن أن تشعل أزمة دبلوماسية كبيرة مع الولايات المتحدة، على اعتبار أن جزءا كبيرا من التكنولوجيا التي زودت بها الطائرة تكنولوجيا أميركية يتوجب على إسرائيل الحصول على إذن خاص، قبل أن تقوم بتسليمها إلى دولة ثالثة.

وأضاف الموقع أن "إهداء الطائرة للضيف الروسي كان يجب أن يتم فقط بعد الحصول على إذن من المسؤول عن التصدير الأمني في وزارة الحرب، على اعتبار أن إسرائيل مطالبة بأن تراعي الاتفاقات المبرمة بينها وبين الولايات المتحدة، في كل ما يتعلق بظروف الاستخدام والتصرف بالتقنيات المتقدمة الأميركية التي تحصل عليها تل أبيب".

وأعاد الموقع للأذهان حقيقة أنه سبق أن أفضى احتجاج أميركي على تزويد إسرائيل لتقنيات أميركية متقدمة للصين، إلى الإطاحة بمسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

 وذكر الموقع " أن إسرائيل زودت مطلع العام 2000 طائرات للصين تعتمد على تقنيات متقدمة أميركية، دون الحصول على إذن واشنطن، مما جعل الأميركيين يصرون حينها على إقالة مدير عام وزارة الحرب الإسرائيلي الجنرال ديفيد عبري".

وحسب الموقع، فإن "هدية ميدفيديف يمكن أن تفضي إلى أزمة داخلية، على اعتبار أن الطائرة التي أهداها الوزير أرئيل، الذي يعد من قادة حزب "البيت اليهودي" تعود إلى معهد "فيلنكي" ولا يحق لوزارة الزراعة التصرف بها، علاوة على أن مسؤولين حكوميين انتقدوا أرئيل، لأن الكلفة العالية للهدية تتجاوز الحد المسموح به في هذه الحالات.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد