يعتبر الدكتور/ محمد توفيق- يوسف بدوي حتحت من أوائل الأطباء الذين عملوا في مهنة الطب في فلسطين، وأول غزي الأصل يعمل كطبيب في غزة ، ولد عام 1299هـ/1887م، من عائلة قديمة بغزة عريقة في الثروة والتجارة ، والده يوسف حتحت كان تاجراً من أغنياء غزة ؛ كان يمتلك مصنعاً للغزل والنسيج بمحلة الشجاعية مسقط رأس العائلة ؛ وورث عن والده الكثير من الأموال، والأراضي، والعقارات، وعمل في مجال التجارة ، وحقق نجاحات تجارية أسهمت في تحوله إلى واحد من أغنياء غزة ، وتركزت أملاكه في منطقة النقب خصوصاً في بئر السبع وكان يمتلك آلاف الدونمات .

 أتم تعليمه الأساسي في الكتاتيب الابتدائية، والتحق بالمدرسة العلمية بالجامع الكبير بغزة، وفي أواخر1316هـ،  سافر إلى بيروت، وأتم الدراسة في المكتب السلطاني، ثم دخل مكتب الحقوق، وسافر للأستانة لإكمال تحصيله فيها بمكتب الحقوق، لكنه التحق بالكلية الطبية وحاز على الشهادة العالية في الطب عام1329هـ، وتلقى التمرين والتطبيق الطبي العملي بالمستشفيات التركية الكبيرة، ثم شارك مع الجيش التركي وكان ينتقل معه لمعالجة المرضي والجرحى.

انتقل للعمل بمكة المكرمة طبيباً خاصاً لشريف مكة الحسين بن علي وكان له مكانة عظيمة عنده ، تزوج وهو في مكة من توحيدة حسام الدين ورزق منها ثلاث بنات هن : كائنات ، وآسيا ، وكاميران ، وولد واحد وهو "حيدر" ، وبعد وفاته اقترنت زوجته بأخيه ، وقد توفيت السيدة توحيدة عام 1972م .

استقال من الخدمة في البلاد الحجازية وعاد لغزة عام 1338هـ/1919م، وصدقّ على شهادته من حكومة الانتداب البريطاني  وعاد لمزاولة  مهنة الطب، وأخلص في علاج وتطبيب أهالي غزة ومحيطها، واهتم على وجه خاص بعلاج الفقراء والمعوزين مجاناً دون مقابل، فأطلق عليه واشتهر بلقب (طبيب الفقراء).

تم تعيينه قاضياً فخرياً في محكمة بلدية غزة في12/8/1924م، وهي عضوية لا ينالها إلا أكابر القوم وعليتهم. ثم عين في 3/9/1925عضواً في المجلس البلدي فكان من أبرز الأعضاء وامتدت عضويته حتى منتصف 1928م، قدم خلالها أداءً متميزاً وساهم في تنمية وتطوير المدينة والبلدية ومساعدة أبناء المدينة لأقصى درجة ممكنة.

توفي الدكتور حتحت في 28 من شهر رمضان عام1352هـ ، الموافق14/1/1934م، فعمّ برحيله الحزن أرجاء المدينة ، وشارك جميع الأهالي على اختلاف طبقاتهم وأجناسهم في تشيعه في جنازة مهيبة تقدمها عموم الأطباء والعلماء والمحامين والموظفين ورؤساء المحاكم، وقد قام كبار المشايخ والشخصيات بتأبينه في الجامع الكبير وعند قبره.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد