رحيل المغني الكندي ليونارد كوهين عن 82 عاما
أوتاوا/سوا/ رحل المغني والشاعر وكاتب الأغاني الكندي ليونارد كوهين عن عمر يناهز الثانية والثمانين.
وأعلن الخبر على صفحة المغني على فيسبوك دون ذكر تفاصيل عن سبب الوفاة.
وتصدرت كلمات رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو عبارات التأبين، إذ قال في رثائه "سوف نتذكره بولع. سوف نتذكر صوته الأجش، وحس دعابته العالي وكلمات أغانيه التي تستوطن الوجدان والتي جعلت أغانيه تتناقل عبر الأجيال".
وتجمع معجبو كوهين أمام منزله في كندا، واشعلوا الشموع.
وقال نجله آدم "رحل والدي بسلام في منزله بلوس أنجليس، مطمئنا إلى أنه أنجز واحدا من أهم تسجيلاته. كان يكتب حتى لحظاته الأخيرة، ولم يفقد حس الدعابة للحظة".
وتتضمن أهم أعمال كوهن "سوزان" و"طير على الأسلاك" و"أنا رجلك" و"هللويا"، كذلك فقد أصدر البومه الأخير "تريده مظلما" الشهر الماضي.
وكان كوهين قد اختير ضمن قائمة "مشاهير الروك اند رول" عام 2008.
حياته
ولد كوهين لعائلة يهودية، ثم اتبع تعاليم بوذا، وفي عام 1994 عاش في عزلة استمرت 5 سنوات في مركز "مونت بولدي زن" شرقي لوس أنجليس، وقال حين عاد منها "كانت الفوضى تعم حياتي، والآن استعدت القليل من الانضباط.، لذلك قررت العودة إلى الموسيقى".
كان كوهين يكنى بـ"عرّاب الحزن"، وقد كان له تأثير كبير عبر أشعاره وأغانيه التي تشوبها نبرة حزن وسوداوية واغتراب عن الذات.
واستلهم كوهين بعض أغانيه ومنها "وداعا ماريان" و"هذه ليست طريقة للوداع" من حبيبته ماريان إهلين التي التقاها في اليونان في ستينيات القرن الماضي.
وقد رحلت ماريان في شهر يوليو/ تموز الماضي، وكتب في رسالة وداعه لها "حسنا ماريان، وصلنا إلى الوقت الذي تتداعى فيه أجسادنا. أظن أني سالحق بك قريبا". وها هي نبوءته قد صدقت.
ومن أشهر أغانيه على الإطلاق أغنية "هللويلا" التي غناها الكثيرون.
اشعل معجبو كوهين الشموع لذكراه
كوهين الشاعر
حين حصل بوب ديلان على جائزة نوبل للآداب مؤخرا ثار جدل في العالم حول ما إذا كانت كتابة كلمات الأغاني ترتقي إلى مرتبة الشعر، وكان هناك من أشاد بشعرية كلمات أغاني ديلان.
كلمات أغاني كوهين تمتاز بشعرية عالية، وكذلك أغانيه المترجمة عن قصائد كتبت في الأصل بلغات أخرى، والتي ترجمها بنفسه، ومنها أغنية "هاك هذا الفالس" التي ترجمها عن قصيدة للشاعر الإسباني المرموق فيديريكو غارثيا لوركا والتي تحمل عنوان "فالس من فيينا".
وعلى الرغم من أن كوهين وظف مهاراته في ابتداع قواف تليق بأسلوبه الغنائي إلا أنه احتفظ بالصور الشعرية وروح المجازات التي استخدمها لوركا في القصيدة الأصلية.
وكان اختياره لهذه القصيدة بالذات ليترجمها ويغنيها منسجما تماما مع كنيته "عراب الحزن"، فهي قصيدة مسكونة بالصور الشعرية الصادمة والفاجعة.