فايروس التطرف والإرهاب يفوز في الولايات المتحدة الأمريكية بفوز رولاند ترامب؛ فالجمهوريون رجالُ الحُروب والكوارث؛ فُّهم في عهد بوش من أعلنوا الحرب علي العراق، وهم من أعلنوا الحرب علي الإسلام، وبفوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية اليوم، تفوز الداعشية الأمريكية الغربية من خلال فوز رجل أعمال، صاحب فكر متطرف، وكان من أسباب فوزه استنهاضهِ للخطاب القومي وأن أمريكا يجب أن تعود هيبتها وأن الديمقراطيين أضاعوا هيبة أمريكا، ويجب أن تعود أمريكا عظيمة، وكذلك رفضه لوجود مهاجرين غير شرعيين، وأنه سيبدأ علي الفور بترحيلهم، وقوله بأنهُ سيعمل علي إلغاء مليارات الدولارات المدفوعة لبرامج تغير المناخ، وسيعمل علي تعافي الاقتصاد الأمريكي، ومن العناصر التي أدت لفوز ترامب المنتخبين الكاثوليك الذين رفضوا مشروع الاجهاض، ونسبة النمو السريعة في أمريكا، والتحولات علي الأرض، من خلال الهجرة المُعاكسة من الشمال للجنوب، وكذلك من أسباب فوزهِ مشروع الضمان الصحي، واللعب علي وتر الناخب الامريكي وتقليل العبء علي المواطن الذي يدفع الضرائب، وكذلك وثائق ويليليكس التي أضرت بالمرشحة الأمريكية كلينتون، ودخول الروس علي خط دعم ترامب؛ ومعظم الذين انتخبوا ترامب هم من الرجال الذكور البيض، وغالبيتهم كبار في السن ليس لديهم أي ثقافة علمية، ودعم الجماعات اليمينة المتطرفة في الغرب له؛ والتي تحرض دوماً ضد المهاجرين الأجانب، وضد المسلمين في الغرب، وتخوف المواطن الأمريكي من الإسلام، ومحاربتهم الاسلام السني، وفي نفس الوقت تلتقي مع الفكر الصهيوني المتطرف!؛ وبمجرد الإعلان عن فوز ترامب خرجت التصريحات العنصرية ومنها ما قالهُ سيمون راونتري أنا في اجتماع حاشد للاحتفال بفوز ترامب في منهاتن الأن، والآلاف يهتفون قائلين: "نحن نكره المسلمين"!!، ونحن نكره السود"!! ونحن نريد بلدنا العظيم يعود"!! في تصريحات عنصرية مثيرة للاشمئزاز؛؛ ومن الأسباب التي أدت لفوز دولاند ترامب هو دعم كلينتون لقضية المهاجرين، وموقفها المحايد من قضية اللاجئين السوريين، والذي اعتبره الشعب الأمريكي تهديداً للأمن القومي الأمريكي، في حال تم السماح للمهاجرين السوريين بالعيش في الولايات المتحدة؛ وكذلك تدهور الوضع الصحي لكلنتون جعل الأمريكي يشك في قدرتها علي تولي الرئاسة الأمريكية، كما أن ثراء ترامب الكبير، وأموالهِ الطائلة، وسيطرته علي الكثير من الشركات، أعاد صورة الرجل الأبيض الناجح الذي يحقق الحلم الأمريكي من خلال السلطة والمال، وهو صاحب شخصية نرجسية ليس لديه خبرة في السياسة أو الإدارة الحكومية، ومن أسباب انتخابه هو وعوادتِه المتكررة بتخفيض الضرائب عن الشعب الأمريكي، ومن ضمن الأسباب والعوامل التي رجحت كفة ترامب على كلينتون، هي سياسة أوباما في ملف إيران النووي، وأيضًا تردد أوباما بحسم المعركة في سوريا أضعف من صورة أمريكا الخارجية، وجعل الشعب الأمريكي يرغب بأن يتم إعادة الاعتبار لأمريكا كدولة عظمى بالعالم، وبالتالي انحاز الناخب الأمريكي بشكل كامل للمرشح الجمهوري. إن فوز ترامب بالرئاسة في أمريكا علي الرغم من ضحالة ثقافتهِ وانعدام خبرته، تؤكد جهل الكثير من الشعب الأمريكي واتبعاهمُ الهوي في انتخاب رجل متطرف، مثل ترامب ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، والذي وعد نتنياهو بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الي القدس !!، وهو ما لم يفعله أي رئيس أمريكي سابق؛ فهل يفعلها هذا!! ولكن ما أعتقدهُ بخصوص القضية الفلسطينية لن يتغير شيئاً جوهرياً، بل سيسير كل شيء ببطيء، لأن ترامب، رجل تجارة وأعمال، ويعلم جيداً أن الاقتصاد ينمو ويزدهر في ظل الاستقرار الأمني في الوضع الجو سياسي بشكل عام، وفي ظل عدم الاستقرار الأمني لن ينعم الاقتصاد الأمريكي بالعافية والتعافي، ونحن الفلسطينيون نعلم جيداً أن الجمهوريون والديمقراطيون وجهان لعملة واحدة، وأن الغرب بشكل عام هو سبب استمرار المأساة للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة العربية برُمتها، ولم يحقق أي رئيس أمريكي سابق حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة لهم، بل علي العكس تمامًا من ذلك كانوا كُلهم داعمين لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ويقدمون المليارات لتبُقي كيانهم الاحتلالي، الإحلالي، ولله عز وجل في خلقهِ شؤون، وهو سبحانهُ يُأتي المُلك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعُز من يشاء ويُذلُ من يشاء؛ فلربما الشعب الأمريكي من خلال فوز ترامب قد ضغط زر العد التنازلي للنهاية المحتومة للعالم، ولربما الحرب العالمية الثالثة اقتربت وعلي الأبواب، ولربما اقتربت خروج الشمس من مغربها، ولربما اقتربت الساعة بعدما أن انشق القمر قبل ألف وأربعمائة وثمانية وثلاثون عاماً، حينما قال الله عز وجل في القرآن الكريم العظيم: " اقتربت الساعةُ وانشقّ القمرّ"، فّكُل أتٍ قريب، وكل بعيدٍ عند الله قريب فلننظر القادم القريب؟!.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية