القدس /سوا/ قدمت نيابة الاحتلال الإسرائيلي العسكرية، اليوم الإثنين، إلى المحكمة العسكرية وثيقة تلخص ادعاءاتها، وذلك في نهاية مرحلة الإثبابات في محاكمة الجندي إليئور أزريا، المتهم بقتل الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف بينما كان الأخير مصابا على الأرض ولا يقوى على الحراك.

وتقول النيابة في الوثيقة، التي تتألف من 145 صفحة، والتي قدمت اليوم إلى المحكمة أنه ثبت أن الجندي يكذب. وتطالب المحكمة باتخاذ قرار مفاده أن السبب الحقيق لإطلاق النار هو لأن صديق الجندي تعرض للطعن، وعندها قرر أزريا أن يقتل منفذ العملية.

تجدر الإشارة إلى أن هيئة الدفاع عن الجندي ستقدم تلخيصاتها بعد أسبوعين، وبعد ذلك تعين جلسة للبت بشأن الجندي القاتل.

وبحسب الوثيقة التي قدمتها النيابة العامة فإن الجندي القاتل كذب مرات كثيرة خلال الإدلاء بشهادته لدى الشرطة العسكرية، وأمام المحكمة. وتعتقد النيابة أن الجندي القاتل بدل روايته 5 مرات بما يكفي لتقويض أسس دفاعه.

وأشارت الوثيقة إلى أن الجندي قد صرح لجندي معه في الوحدة ولضابط الوحدة بداية أن الشهيد الشريف "يجب أن يموت"، وبعد ذلك ادعى أمام ضابط آخر وأمام مسعفة أنه كان يخشى من وجود سكين بحوزة الشهيد. ثم ادعى لاحقا في حديثه مع محام أنه كان يخشى من وجود سكين ومن احتمال وجود عبوة ناسفة.

وتضيف النيابة أن الجندي القاتل غير روايته للمرة الرابعة، في تموز/ يوليو، بعد 4 شهور من استشهاد الشريف، حيث ادعى في وثيقة قدمت للمحكمة أنه تحدث مع الجندي وضابط الوحدة عن خطر السكين والعبوة الناسفة، مضيفا أنه تلقى صفعة من ضابط الوحدة. وفي شهادته أمام المحكمة ادعى أنه تحدث عن السكين والعبوة مع جندي آخر ومع المسعفة.

وجاء في الوثيقة أن الجندي القاتل لم يغير روايته 5 مرات، على الأقل، فحسب، وإنما حاول التغطية في كل مرة على تغيير روايته، وأن روايته الأخيرة ادعت أنه منذ اللحظة الأولى تحدث عن خطر السكين والعبوة الناسفة، الأمر الذي يضعه في مواجهة كل الشهود الذين أدلوا بشهاداتهم.

وتابعت الوثيقة أن الجندي القاتل يدرك أن تغيير الرواية يشير بشكل واضح إلى "عدم مصداقيتها"، كما أن التحقيق مع الشهود قد أشار إلى أنه لم تكون هنا أية محاولة للادعاء بأنه تحدث عن خطر العبوة الناسفة.

وخلصت الوثيقة إلى أن الجندي القاتل "يتبنى رواية ويتخلى عن أخرى، ويناقض ادعاءاته هو، كما يتصادم مع روايات كل الشهود. والنتيجة أنه فور حصول عملية القتل، فإن المتهم قال الحقيقة، وهي أنه أطلق النار لأنه اعتقد أن الشريف يستحق القتل لأنه طعن صديقه".