غزة: خلف بوابات الموت .. يوجد الكثير من الحياة والجمال

مدينة غزة

غزة / علا حليلو / سوا /  قليلون من تحدثوا عن جمالها ، هي ليست كما يحاول البعض تنميطها، وهي ليست التسول ولا الفقر ولا الجهل، وهي ليست الدمار ولا الموت ولا الرماد، تتقاطع مع العنقاء فكلاهما يخرج من رمادهما مخلوق جديد، ولكن العنقاء تموت أما غزة فلا تعرف الموت ولا الموت يعرفها.

هي كما وصفها " محمود درويش" تحيط خاصرتها بالألغام .. وتنفجر .. لا هو موت .. ولا هو انتحار ، انه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة .. لا هو سحر ولا هو أعجوبة، انه سلاح غـزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو".

خلف بوابات معابرها يولد الوجه الجميل لها ، هذه البوابات المغلقة بفعل الحصار لم تمنع قاطنيها من تحقيق حلماً روادهم، ولم توقفهم عن إصراراً شجعهم، هذه البوابات التي صُورت للعالم بأنها وجه غزة، صورها هؤلاء- الوجه الجميل-  بأنها محض محطة للصعاب شجعتهم أصلاً على المغامرة من أجل الحلم.

الصوت العذب

من محمد عساف كانت البداية، فرض نفسه بقوة على القنوات العربية والدولية نظراً لتميزه وروعة حضوره، كشف النقاب عن صورة غزة الجميلة، استطاع بصوته العذب أن يوجه الأنظار وبشكل ملفت نحو غزة ومواهبها.

"على الله تعود على الله يا ضايع في ديار الله من بعدك أنت يا غالي ما لي أحباب غير الله يلي مرمرت زماني كانك بطلت تهواني يا أبو الأحباب لاقيني من بعد غياب". كانت بمذاق الحرية، حينما قدمتها التخت الشرقي ، على مسرح " "Arabs Got Talent". بتألق واحساس أبكى لجنة البرنامج وأهدتهم الباز الذهبي، هؤلاء الأطفال صورة جميلة من غزة.

ويلفت " الشيخ محمود خلة" النظر حوله من خلال عذوبة صوته هذه المرة في الترتيل وتلاوة القران الكريم والذي يتميز  باستطاعته تقليد كل اصوات القراء حول العالم بعد استماعه اليهم خلال فترة قصيرة ، حظى بفرصة  إمامة المصلين في ماليزيا في شهر رمضان عام 2013، وبهذا فإن غزة أثبتت أيضاً  أنها عنواناً للقرآن الكريم في عدة دول إسلامية، حيث أرسلت في الأعوام الماضية عددا من القراء الشباب إلى ماليزيا وإندونيسيا وبريطانيا لإمامة الناس في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك".

(50) شخصاً آخرين، شكلوا فرقةً لتجديد التراث الفلسطيني وإحياؤه، أعادوا البسمة لغزة من خلال حفلاتهم الراقية.. " دواوين"  فرقة ذات موهبة فنية لها القدرة على المنافسة بتقديمهم فن ملتزم ووطني هادئ، هدفها إرسال رسالة سلام ومحبة، تعبر عن الشعب الفلسطيني الذي يهوى العيش بسلام وأمان.

ومن دواوين، إلى " روان عليان" والتي أحدثت مؤخراً ضجة في الشارع الفلسطيني بعد مشاركتها هذا العام في برنامج "Arab Idol" أعادت ذكرى عساف إلى عيون الفلسطينيين، الطموح والاصرار الفلسطيني على مسرح نجم العرب من جديد في وجه باسم حسن المرسم كغزة.

الشعر

 أمل أبو عاصي بحروفها ترسم قصائد تفوح منها رائحة الحياة، و روح الوطن والعودة ، قالت بوضوح" إننا بوسعنا أن نحب رغم الحرب، أن نفرح رغم الوجع، أن نتنفس رغم عوالم الموت المحيطة " ، تستطيع أن تقرأ رسالتها هذه في ديوان "أربعة فصول للضباب" وغيره الكثير، فازت مؤخراً بلقب  أميرة الشاعرات العرب في مهرجان بلقيس بالجزائر.

ومن أمل إلى حيث الالهام في لهجتها البدوية ومتعة الشعر والاحساس، الشاعرة إلهام أبو ظاهر ، زادت النجاح نجاحاً وتألقاً بعد مشاركتها في برنامج شاعر المليون، وهي المسابقة الشعرية الأكبر على مستوى الوطن العربي في الشعر النبطي، والتي تُعقد مرة كل عامين في أبو ظبي،  وألقت خلاله قصائداً مؤثرة كان لها وقع في نفوس الحاضرين.

الرسم

عجوزٌ أسمر تبدو على وجهه ملامح التعب بخلفية " الكوفية الفلسطينية" مرفقة مع منشور كُتب فيه : "اغراضنا بتحكي قصصنا و انا قررت احكيها و هادي فقط البداية " بهذا عبر الرسام " محمد قريقع" عن هذه اللوحة الأخيرة من أعماله التي لا تتوقف ريشته عن ابتداعها.

اختارته وكالة  scoopempire  في تصنيف أفضل عشرين شخصية عربية تحت سن العشرين عاماً مبدعة، والذي استطاع أن يكسب لقب ببيكاسو الشرق الأوسط بسبب موهبته الفنية المميزة ، هذا الطفل أيضا بريشته وألوانه يقول للعالم أن غزة لديها من الجمال ما يكفي ليغطي الأرض.

ومن محمد الطفل إلى الشاب " محمد الديري" أيضاً استخدم أنامله وألوانه وعبر عن موهبته في الرسم أمام العالم من خلال اشتراكه في برنامج المواهب العربي نال عضوية  اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، لكنه أبى إلا أن تكون هذه الرسومات تعبر عن وطنه العربي، وتميز برسومات عن الثورة الفلسطينية، والشهداء والقادة والأبطال العرب والأجانب.

واتجه ايضا برسمه للتعبير عن حبه لفن الغناء والشعر الفلسطيني والغناء العربي الأصيل، ويظهر هذا في رسمه لشاعر الثورة الفلسطينية محمود درويش بالبرق وبالزيت، وللفنان محمد عساف، والفنانة العربية فيروز" .

غزة تزخر بالعديد من المواهب التي لا حصر لها، وتنتظر الإفراج عنها ،و هذه الأسماء ليست حصراً ،فمثلهم أسماءً كثيرة تنتظر فرصة ولو واحدة لتقول مثل سابقيهم أن غزة تضاهي العالم بجمالها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد