مشقة العمل تسرق أحلام الطفولة في غزة

طفل يعمل داخل ورشة سيارات بغزة

غزة / نفين حلاوة / سوا / ترك الطفل آدم  المقيم في مدينة غزة مقاعد الدراسة وذهب للعمل في معرض للسيارات في المدينة من أجل إعالة أسرته المكونة من ثمانية أفراد. 

يقول آدم (11 عاما) " :" لم أفلح في الدراسة ، فقررت الذهاب الي العمل رغم صغر سني ، لان جميع أفراد عائلتي لا تعمل باستثناء أخي الأكبر الذي يعمل سائقاً على سيارة أجرة"  .

ويعمل آدم من الساعة الثامنة صباحاً وحتى ساعات الغروب ، في مساعدة صاحب العمل ونقل الادوات والمعدات له ، إضافة الي تنظيف السيارات بالماء والصابون ، مقابل 30 شيكلاً اي ما يعادل (8.5 دولار امريكي) .

ويضيف :" صحيح أنني صغير السن وأعمل ساعات طويلة ولا أعيش كباقي أطفال العالم ، لكني ملتزم بعملي وأتمنى من خلاله الوصول لطموحي بأن أصبح تاجراً للسيارات".

ويتابع:" كثير من أقاربي من حملة الشهادات العلمية العالية لم يحصلوا على وظائف حتى اللحظة ، ولكن انا وبرغم صغر سني يوجد لدي مصدر رزق استطيع فيه إعالة أسرتي" .

ويرفض الطفل آدم التخلي عن عمله الذي يتعارض مع قوانين حماية الطفولة.

و تشير إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني بوجود (65) ألف عامل من الفئة العمرية (7 -14 سنة) يعملون في الأراضي الفلسطينية , وأكثر من (102) ألف طفل يعملون دون سن (18) سنة في أعمال مختلفة بدأ من الانتشار في الشوارع على المفترقات وصولا إلى الورش و المصانع والمنشآت الاقتصادية المختلفة.

 

 

الفقر دفع الفتى بدر  الي العمل داخل ورشة لإصلاح إطارات السيارات بمدينة غزة من أجل إعالة أسرته المكونة من ستة أفراد.

يقول بدر (14 عاما) :" تركت الدراسة منذ عامين ، والتحقت للعمل بهذه الورشة من أجل إعالة اسرتي وتوفير كافة احتياجات الحياة اليومية".

ويضيف:" أبي عاطل عن العمل ، واثنين من أشقائي يعملون في حرف مختلفة ، لان ظروف الحياة صعبة ، فكان علينا العمل من أجل توفير مصدر رزق للعائلة".

ويتمنى الفتى بدر العودة لمقاعد الدراسة ، يقول :" اشعر بالحسرة عندما ارى الطلاب ذاهبين الى المدرسة ، لكني اعلم جيدا اولويات الحياة رغم صغر سني ، ولا يجب ان اجوع او احرم من ارتداء ملابس جديدة ، ورغم ذلك انا انوى اكمال تعليمي بعد مرحلة معينة".

و تحظر المادة 14 من قانون الطفل الفلسطيني، والمادة 93 من قانون العمل الفلسطيني، تشغيل الأطفال دون سن الخامسة عشرة.

و يؤكد الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي ان نسب عمالة الاطفال في ارتفاع مستمر بسبب الفقر والبطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية ، الامر الذي يمس بكرامتهم وطفولتهم.

وقال عبد العاطي  ان القانون يمنع عمالة الاطفال دون سن الـ15 تحت أي ظرف ، الأمر الذي يتطلب من وزارة العمل حماية الأطفال ما بعد سن الـ15 أثناء العمل من خلال الرقابة والتفتيش لضمان عدم تشغيلهم في أعمال خطيرة أو لساعات متأخرة.

و دعا لتحديد استراتيجية وطنية تشارك فيها كافة القطاعات  لإيجاد حل جذري ، وذلك بتضامن السلطة الفلسطينية مع القطاع الخاص والمجتمع المدني للحد من هذه الظاهرة داخل المجتمع الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.

و تنص المادة 37 من قانون الطفل على أن: لكل طفل الحق في التعليم حتى المرحلة الثانوية (18 سنة)؛ وأنه على الحكومة أن تتخذ التدابير اللازمة لمنع تسرب الأطفال من المدارس.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد