شركات سياحة تدعو الحكومة البريطانية لاستئناف الرحلات إلى شرم الشيخ
لندن/سوا/ طالب عدد كبير من شركات السياحة الحكومة البريطانية بتحديد موعد لاستئناف الرحلات الجوية إلى مدينة شرم الشيخ في مصر، وذلك بعد مرور عام على حظر السفر بسبب مخاوف من أعمال إرهابية، وفقا لقناة "بي بي سي" البريطانية.
وجاء الحظر بعد حادث انفجار طائرة ركاب روسية يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، ومقتل كل من كانوا على متنها، وعددهم 224 شخصا.
وتطالب أكثر من ثلاثين شركة سياحة بريطانية بتحديد موعد لاستئناف الرحلات من المملكة المتحدة إلى شرم الشيخ.
وقالت الحكومة البريطانية إن سلامة المواطنين البريطانيين "أولوية قصوى".
وكانت شرم الشيخ إحدى أكثر الوجهات جذبا لمئات الآلاف من السياح البريطانيين كل عام، مما جعل المنتجع شديد الأهمية لشركات السياحة والخطوط الجوية المختلفة.
إلا أن الرحلات الجوية البريطانية إلى شرم الشيخ توقفت في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي. وما زالت الخارجية البريطانية توصي "بعدم توجه أية رحلات جوية من وإلى شرم الشيخ، إلا للضرورة".
وفي الفترة ما بين يناير/كانون الثاني، وسبتمبر/أيلول 2015، قدم إلى مصر 728,942 سائحا بريطانيا. وانخفضت أعداد السائحين عن نفس الفترة عام 2016 بحوالي 70 في المئة، لتصل إلى 172.018 سائحا.
وشكلت أكثر من ثلاثين شركة سياحة بريطانية شراكة للتعاون مع مكتب السياحة المصري في لندن، والضغط على الحكومة البريطانية لاتخاذ قرار.
وتخشى الشركات من أن، عدم الإعلان عن قرار في وقت قريب، سيفوت فرصة إدراج شرم الشيخ ضمن الوجهات الشتوية برامج عام 2016/2017.
وقالت رشا عزازي، مديرة مكتب السياحة المصري في لندن، إن "حظر السفر طويل المدى للرحلات البريطانية إلى شرم الشيخ يأثر حاليا على الكثير من شركات السياحة، وكذلك شركات الطيران، ويتسبب في الكثير من الاضطراب للمستهلكين. ونصيحة الخارجية البريطانية الحالية هي أن السفر إلى منتجع شرم الشيخ نفسه آمن، ولكن ليس السفر عن طريق المطار".
وتابعت: "إلا أن الحظر يعطي انطباعا بأنه لا يمكنهم زيارة مصر، في حين أن شركات الخطوط الجوية البريطانية، وإيزي جيت، وتوماس كوك، وطومسون، ومصر للطيران تقوم برحلات مباشرة إلى مناطق أخرى في مصر".
وتضطر شركات السياحة البريطانية حاليا لحجز أكثر من رحلة طيران، أو قارب من مدينة الغردقة إلى شرم الشيخ. كما أن تأمين السفر للسياح البريطانيين يسري في المدينة نفسها، وليس في مطار شرم الشيخ.
وأعلنت شركة جيت إير فلاي البلجيكية الأسبوع الماضي عن استكمال رحلاتها إلى شرم الشيخ. كما رفعت الحكومة الألمانية حظرها للرحلات الجوية مطلع هذا العام، وفي سبتمبر/أيلول الماضي، استكملت الخطوط الجوية التركية رحلاتها من اسطنبول إلى المنتجع المصري.
ويستفيد عدد من السياح البريطانيين من هذه الرحلات. ومن بين السياح البريطانيين الزوجين بيتر وجولي غالاغار، الذين عادا من شرم الشيخ منذ عشرة أيام، في رحلة عبر اسطنبول. واعتادا زيارة شرم الشيخ على الأقل مرة في العام على مدار السنوات الخمسة الماضية.
وتقول جولي: "تحسنت الإجراءات الأمنية في المطار كثيرا. وتحيط تقريبا بكل شيء. لا نعرف سبب استمرار المنع. قضينا عطلة رائعة، رغم أن المنتجع يعاني كثيرا، وهو لا يستحق ذلك".
ووصف بيتر العطلة بأنها "مثالية. كان من المفترض أن نزور المنتجع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن الخطط تعطلت. حاولنا مجددا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ثم في فبراير/شباط. ظللنا نحجز الرحلات مع وسيط السفر. دائما ما نقيم في نفس الفندق. وقال لنا مدير الفندق إن 80 فندقا آخر أغلقوا."
"مخيب للآمال"
وقال مكتب السياحة المصري في لندن إنه "حان الوقت أن تعلن الحكومة البريطانية قرارها قبل بدء موسم عطلات الشتاء".
وأضافت عزازي: "لم تبق أية دولة أخرى، بخلاف روسيا، تمنع الرحلات إلى شرم الشيخ. لكن الحكومة البريطانية لم تتخذ قرارها بعد. ونظن أن الخارجية البريطانية ووزارة النقل سعيدتان بالإجراءات المتبعة بعد التقييم الصارم للإجراءات الأمنية. ونضع أمن الطيران تحت التقييم المستمر".
وأعلنت شركة طيران مونارك يوم الأربعاء إنه "لا توجد أية إشارة من الحكومة البريطانية عن موعد استئناف الرحلات من المملكة المتحدة (إلى شرم الشيخ)"، وإنها ستلغي كل الرحلات وحجز العطلات في شرم الشيخ "في المستقبل القريب".
وقال المدير التنفيذي للشركة، أندرو سوافيلد، إن "الحكومتين البريطانية والمصرية قامتا بالكثير من الجهد، بجانب شركات السياحة، لتحسين معايير الأمان في مطار شرم الشيخ. ومن المخيب للآمال أن يستمر حظر الرحلات".