صور: محلات البالة بغزة .. ماركات عالمية تناسب جيوب الفقراء

سوق البالة بغزة

غزة / أحمد رضوان / سوا / انتشرت في الآونة الاخيرة محلات البالة في قطاع غزة، ويعكس هذا الانتشار الواسع لها حالة البؤس التي يعيشها سكان القطاع، في ظل ارتفاع نسب الفقر والبطالة نتيجة للحصار المفروض عليهم منذ اكثر من عشر سنوات، بالإضافة لغلاء أسعار الملابس الجديدة .

وأعلن الجهاز المركزي للإحصاء في السابع عشر من شهر أكتوبر الماضي أن أكثر من ربع الاسر الفلسطينية تفتقر الى الامن الغذائي  وأن 1.6 مليون اسرة فلسطينية تفتقر الى الامن الغذائي، بصورة حادة او متوسطة. وتصل النسبة في قطاع غزة الى 47 بالمئة، وقد سجل ارتفاع في نسبة العائلات التي تصنف بانها تفتقر الى الامن الغذائي من عام الى اخر.

ومن الاحصاءات اللافتة،  ان 45% من الاسر الفلسطينية ( 35% في الضفة الغربية و64% في قطاع غزة) تبتاع حاجاتها الغذائية بالدين، وان النسبة الاعلى في دير البلح وبلغت 75%، والادنى في رام الله والبيرة وبلغت 21%.

وتبحث السيدة الأربعينية أم علاء مع ابنتها بين البضائع المعروضة في أحد محلات "البالة" بغزة ، علّها تجد حاجتها وحاجة أسرتها بين البضائع المتنوعة من ملابس وأحذية وشنط وبضائع أخرى.

تقول أم علاء لـ (سوا) " إن ملابس البالة سعرها مناسب وقليلة التكلفة، ومع ذلك فهي أكثر جودة من  تلك البضائع الجديدة غالية الثمن وقليلة الجودة ، وغلاء الملابس الجديدة ورداءة جودتها دفعني للبحث عن ملابس بسعر اقل وجودة اعلى ."

وتضيف " قبل عدة سنوات، كنت اشعر بالحرج من التوجه الى اسواق البالة ، لكن مع قسوة الظروف التي نعيشها ، واصبحت مضطرة لشراء ملابس الاسرة من هذا المحلات خصوصا ان بعض الملابس اثبتت جدارتها بالإضافة الى انها لاقت استحسان ابنائي ".

وتعد تكلفة المعيشة في فلسطين مرتفعة مقارنة بالحد الأدنى للأجور، البالغ 1450 شيكلاً (381 دولار أمريكي) أو النفقات على السلع الأساسية.

في داخل أحد المحلات، قضى الشاب أنس اكثر من ساعة باحثُا بين الملابس المعروضة عن جاكيت شتوي يحمل علامة أحد الماركات العالميّة.

 يقول لـ (سوا) "أقصد محلات البالة ولا أشعر بأيّ حرج، واصدقائي دائماً يسألونني من أين تشتري ملابسك ؟ ولا اتردد في الاجابة انها من البالة".

 ويضيف :" الناس تعرف جيّداً أنّ الماركات العالميّة قليلة التوافر بغزة، والحصول عليها بسعر مناسب يكون من خلال هذه المحلات فقط " .

وتعتبر محلات البالة مقصدا للعديد من شرائح المجتمع الفلسطيني، حيث يرتادها الرجال والنساء من الطبقات الراقية بحثًا عن الماركات العالمية التي لا تتوفر في القطاع، وإن توفرت تُعرض بأسعار مرتفعة، بينما تجد الطبقات المتوسطة والفقيرة من محلات البالة مكانا مناسبا للبضائع الجيدة بأسعار أرخص.

ويؤكد جهاد أبو شرخ احد تجار ملابس البالة لـ(سوا) "إن اقبال الناس لم يعد موسميًا كما كان في السابق في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية في غزة وباتت محلاتنا مقصدا للكثير من الناس بالإضافة على انها مصدر رزق لنا "

ويضيف :" زبائن محلات البالة من كافة شرائح المجتمع ،من الذين يبحثون عن ارتداء الماركات العالمية، فيما تجد كذلك الطبقات الفقيرة والمتوسطة حاجاتها من هذه الملابس نظراً لتكلفتها القليلة وجودتها المرتفعة".

وعن كيفية إحضار ملابس البالة يوضح سليمان الطويل -أحد العاملين في محلات البالة- أن تجار البالة  يتفقون مع تجار من داخل اسرائيل على اطنان من الملابس وبعدها يتم الاتفاق على سعرها، ثم يتم شحنها لميناء أسدود ومن ثم إلى قطاع غزة عبر المعابر الإسرائيلية .

ويقوم تجار ملابس البالة برشها ببودرة وتعقيمها خشية نقل اي أمراض معدية ، وفق ما يقول الطويل

ويرى الكثير من رواد " البالة " أن شراءهم هذا النوع من الملابس، رغبة منهم في بعض المميزات التي تقدمها لهم، خاصة الماركات العالمية والتي يقل عرضها في محلات البيع فضلا عن "الغلاء المرتفع " في أسعارها حين توفرها.

 

 

 

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد