إقرار خطط لإنشاء "غرف لتعاطي المخدرات" في اسكتلندا
غلاسكو/سوا/ وافقت السلطات في اسكتلندا على مقترح مثير للجدل لتخصيص "غرف" يستخدمها مدمنو المخدرات لحقن أنفسهم بطريقة آمنة تحت إشراف طبي في مدينة غلاسكو.
ووافق أعضاء من الهيئة الصحية ومجلس المدينة والشرطة على الفكرة من حيث المبدأ ولكنهم طلبوا تفاصيل عن تكلفة المقترح وكيفية إدارته.
ويتضمن المقترح خطة تعرف باسم "العلاج بمساعدة الهيروين" تسمح للمدمنين بتعاطي جرعة هيروين تحت إشراف طبي.
وتهدف الخطوة إلى مواجهة مشكلات تنتج عن تعاطي نحو 500 أو أكثر من المدمنين حقنا في شوارع غلاسكو.
وخضع المقترح لدراسة من جانب المجلس المشترك للتكامل بمدينة غلاسكو.
وكانت هيئة الشراكة المعنية بمكافحة الكحوليات والمخدرات بمدينة غلاسكو، وهي مجموعة تضم شراكات تابعة للحكومة الاسكتلندية لمكافحة قضايا الكحوليات والمخدرات، قد درست إجراء افتتاح منشأة للمدمنين في المدينة.
وتدار مشروعات مشابهة في عشر دول أخرى، من بينها أستراليا وألمانيا وفرنسا وهولندا وسويسرا.
ويعني إقرار الخطوة تعزيز الخدمات الراهنة للعلاج البديل بالأفيون لتشمل علاجات بمساعدة الهيروين وتطوير شبكة نظيرة للحد من الأضرار الناجمة عن التعاطي.
وتقول هيئة الشراكة إن أولئك الذين يتعاطون الحقن في الشوارع هم الفئة المسؤولة عن انتشار معظم الإبر المستهلكة والتي تشكل بدورها خطرا وتسهم في حدوث مشكلات على المستوى العام.
وأضافت أن المستخدمين في الشوارع يعانون من مشكلات مثل التشرد والصحة العقلية والفقر، فضلا عن خطر الإصابة بفيروسات ينقلها الدم، وزيادة الجرعات والوفاة الناجمة عن تعاطي المخدرات وكذا المشكلات الأخرى التي تسببها عمليات الحقن.
وقدر المنتدى الاسكتلندي لمكافحة المخدرات أن هناك نحو 90 منشأة مشابهة تعمل في ذلك المجال في شتى أرجاء العالم، معظمها في أوروبا.
وبدأ مؤخرا في مستشفى في باريس افتتاح جناح آمن يتيح لمدمني المخدرات تعاطي الحقن تحت إشراف طبي.
وافتتحت عمدة باريس ووزيرة الصحة جناح التعاطي بالقرب من منطقة "غار دي نورد" أو محطة الشمال، وهي من المحطات المزدحمة وينتشر في محيطها ارتكاب جرائم المخدرات.
وقال المنتدى الاسكتلندي لمكافحة المخدرات إن الغرف ستتيح بيئة معقمة يمكن للمتعاطين تناول المخدرات فيها بآمان.
وقال ديفيد ليدل، مدير المنتدى، لبرنامج "صباح الخير اسكتلندا" على راديو بي بي سي إن لديهم "حاجة ماسة" ، لاسيما وأن غلاسكو يتفشى بها الإصابة بفيروس نقص المناعة بين متعاطي المخدرات.
وأضاف :"أعرف أنهم يركزون على الموضوع بوصفه مثيرا للجدل، لكن هناك الكثير من الدول في أوروبا تطبق ذلك منذ فترة طويلة، هولندا على سبيل المثال لديها 31 غرفة لتعاطي المخدرات وألمانيا لديها 24 غرفة".
خطر حقيقي
لكن نيل ماكيغاني، مؤسس مركز بحوث سوء استخدام المخدرات، قال إن ليدل "مخطئ تماما" حين أشار ضمنا إلى أن الغرف ليست مثار جدل.
وأضاف :"بالنسبة لأي شخص غير مؤيد للفكرة سيراها مثار جدل، وسينظر للموضوع هكذا".
وقال : "قبل بضع سنوات، أجرينا مسحا شمل أكثر من ألف من مدمني المخدرات في اسكتلندا، وسألناهم ماذا يريدون من العلاج، قال أقل من 5 في المئة إنهم يريدون مساعدة لتناول الحقن بطريقة آمنة، أما الغالبية فقد أرادت المساعدة في الشفاء من تعاطي المخدرات. وهذه المنشآت تنهض بدور لكن هناك خطرا حقيقيا يتمثل في أننا نتحرك بعيدا عن توفير طرق لعلاج هؤلاء الأشخاص".
وقالت إيميلا كريغتون، مدير الصحة العامة في هيئة التأمين الصحية في غلاسكو ونائبة رئيس هيئة الشراكة المعنية بمكافحة تناول الكحوليات والمخدرات في غلاسكو، إن المنظمة درست التجارب الخبيرة من شتى أرجاء العالم.
وأضافت : "الآن نرى أن الكثير من الدول في أوروبا تتيح خدمات لمكافحة الإدمان".
وقالت : "توجد غرف آمنة للتعاطي، وسويسرا من الدول الرائدة في ذلك حيث يوجد علاج بمساعدة الهيروين وعلاج بديل بالأفيون يلبي الحاجة.
وأضافت : "لذا علينا أن نعثر على حل من أي مكان في العالم ونشره في غلاسكو".